سؤال .. هل لكي أحقق نجاحا يجب أن تكون فكرتي غير مسبوقة ولا مثيل لها .. هل يجب أن آتي بما لم تستطعه الأوائل .. ؟؟!!
بالتأكيد لو استطعت الإتيان بهكذا فكرة ووضعتها موضع التنفيذ في الوقت والمكان المناسبين وبالطريقة الصحيحة لكانت ضربة معلم .. !! ضع تحت لو هذه عشرات الخطوط وليس خطا واحدا .. مع الأسف إمكانيات برنامج الكتابة لا تسمح بوضع أكثر من خط .. !!
هناك مثل إنجليزي معبر جدا .. من يعبر الباب أولا يتلقى في صدره كل السهام ..
فهل أنت على استعداد لتلقي ولو سهما واحدا خاصة إذا كنت في مقتبل حياتك العملية وأنت تنفذ فكرتك الغير مسبوقة .. ؟؟!!
في تصوري ليس ضروريا أن تكون الأفكار التي نحقق بها النجاح أو على الأقل نبدأ بها رحلتنا نحو النجاح ..فلتات زمانها الغير مسبوقة .. بسّطوها يا أخوانا .. !!
لا تضيعوا أعماركم في انتظار هذه المعجزة الفكرية .. شخصيا كنت لا أرضى بنسبة أقل من 100 % عن أي عمل أقوم به .. وهذا في السابق ضيع جهودا و أوقاتا كان يجب أن استفيد منها .. الحمد لله الآن خفت جزئيا حدة هذه الرغبة في تحقيق الكمال .. ابذل قصارى جهدي وأعلم تماما أنه لا شيء 100 % .. ويخرج جهدي للنور .. اختبره .. ثم أحسن فيه وأطوره أو ابدأ في تنفيذ شيء جديد مستفيدا من الخبرات السابقة ..
مثلا هل نتصور أن الناس قبل الكولونيل ساندرز مؤسس مطاعم كنتاكي كانت لا تعرف الدجاج المقلي .. !! بالتأكيد لا .. لكن الرجل أضاف نكهته الخاصة وواجه صعوبات جمة بهمة عالية .. الرجل يجيد الطبخ ويحبه فنبعت فكرته من هنا وحقق نجاحا مدويا .. لم يفكر في اختراع موبايل مثلا .. أو في استخراج البترول .. أو .. أو .. !!
الرجل فكر فيما في يده وبدأ في التنفيذ وواجه الصعاب بشجاعة ولم يضيع عمره بحثا عن فكرة لن تجيء .. !! وإذا جاءت فسيجد صعوبة في تنفيذها حيث لا مال ولا إمكانات ولا قناعات الناس حوله ستساعده ..
أخوكم خريج كلية الآداب قسم المكتبات .. حقيقي كنت مستهيف ( عذرا على اللفظ ) العلوم التي كنا ندرسها .. من ضمن هذه العلوم .. التصنيف .. من أعلام هذا العلم .. أمريكي اسمه ديوي .. شهرته مدوية .. الأمر راجع لأنه باختصار ابتكر طريقة لتصنيف الكتب في المكتبات .. تسمي الطريقة العشرية أو تصنيف ديوي العشري .. الرجل قسّم المعرفة إلى عشرة أقسام رئيسية وتحت كل قسم عشرة أقسام وهكذا .. !!
واضح أن العم ديوي هذا أمه كانت بتدعي له .. شهرة ومجد و دراسات وأبحاث ورسائل دكتوراه وماجستير و أساتذة وطلبة وكليات .. و .. في تصنيف ديوي العشري .. !! .. أرزاق .. !!
عم أحمد صاحب محل البقالة اللي جنبنا ممكن يكون مصنف بضاعته بطريقة أحسن من ديوي .. لكن عم أحمد كعادتنا نحن أبناء العرب الفهلوية لم يسجل طريقته .. لم يحسّن فيها .. لم يطورها .. لم يختبرها مرارا وتكرارا .. لم يكتبها ليستفيد منها أبناؤه وأحفاده وأصحاب المحلات الأخرى .. وواضح كمان أنه كان مزعل الحاجة أم أحمد لأجل هذا لم تكن بتدعي له كويس .. !! لهذا سيموت عم أحمد وكل عم أحمد ولن يحظى بعشر ما حصل عليه ديوي من شهرة ونجاح .. !!
ولنا عودة إن شاء الله ..
وشكرا لكم
المفضلات