السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير
جانا العيد
جتنا أيام الفرح والوناسة
كالعادة سنتبادل التهاني ببشر وسعادة وسنلبس الجديد وندغث بالأنعام ونشكر ربنا على نعمة الاسلام
هذا العيد (عيد الأضحى) سترافقه منذ السنة الى أن يشاء الله ذكرى ربما ستنقص الفرح ولكنها ستعوضه بازدياد مساحة الفخر
الذكرى هي استشهاد الرئيس العراقي المجاهد البطل صدام حسين رحمه الله على أيدي القوات الغزو الصليبية المجوسية صباح عيد الأضحى في عام 1427 هـ
الحدث الذي امتزج فيه الفرح بالحزن ، والزهو بالغبن ، والشموخ بالرضوخ ، والسخط بالتسليم
فبين الفرح بنطقه للشهادة والزهو والفخر بتماسكه وشموخه الذي أعاد لنا صور أبطال الاسلام الذين ظننا أن رحم الأمة عقم عن الاتيان بمثلهم ، وبين الحزن على فراقه والغبن من تمكن أهل الصليب والمجوس منه والسخط على الخنوع الرسمي تتصارع المشاعر وتتمازج الأحاسيس فنعيش في هذا الحس تارة ثم نتبع هذا الخاطر تارة أخرى وهكذا دواليك.......
بدأ المشهد
حين أجمع رأس الكفر وقائد الصليبيين على غزو قلب العالم العربي والاسلامي وعاصمة الخلافة الاسلامية لقرون وحشد الحشود وجمع الجموع وأظهر من القوة والغطرسة ما اهتزت لها قلوب الضعفاء وانهلعت منها أفئدة المنافقين فتداعوا اليه من كل حدب وصوب يقدمون له فروض الطاعة والولاء ويضعون أنفسهم طوع بنانه ليحدد لهم من الأدوار ما تليق بخنوعهم وبمواقعهم ، فأعطى للمجوس وخونة الكرد بعض أوصال العراق بعد تمزيقه واكتفى بوعد البعض من الأقل شأناً والأكثر انتكاساً بأن يبقوا بنفس مواقعهم الذيلية يبثون الوهن ويثبطون الهمم لكل من يحل عليه غضب العم سام من أبناء قومهم
في الجهة المقابلة كان البطل صدام حسين قد سار مراحل في طريق الزعامة لنفسه والعلو لأمته قبل أن يرى خيوط الكيد له ولما بناه من صناعة وقوة تكاد تخنق بلده ، وأن تخطيط الأعداء واستعدادهم لغزوه وصل غايته وأن الموت يبدو الاحتمال الأكثر منطقية ان بقي على طموحاته الشخصية والقومية !
قلب الرئيس صدام حسين الأمر على كل جوانبه فأدرك أن الأمر ليس فيه حلول وسطية فإما الاستسلام التام والذيلية أو الدخول بمعركة غير متكافئة وهما أمران أحلاهما مرُّ:
[poem=font=",6,skyblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
فقال أصييحابي الفرار أم الردى=فقلت هما أمران أحلاهما مرُّ[/poem]
فاختار ما هو بمثله أليق واستحضر قول جده علي بن أبي طالب رضي الله عنه
[poem=font=",5,skyblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
أي يومي من الموت أفر=يوم لا يقدر أو يوم قدر
يوم لا يقدر لا أرهبه=ومن المقدور لا ينجو الحذر[/poem]
وتوكل على الله وهو حسبه فسارت الأمور كما هي مقدرة وجرت سنن الله وتوالت الابتلاءات لتصقل النفوس وتظهر معادنها
((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ))
وتوالت المشاهد وتعددت الابتلاءات فقتل بعد ذهاب الملك الأبناء والحفيد بصورة تليق بمقام أبناء البطل المجاهد!
ثم وقع الأسر الذي كان وقعه على النفوس أشد إيلاماً لما عرف عنهم من أساليب شيطانية يستطيعون بها قلب الأبيض أسود والعاقل مجنون والطيب شرير
وحضر في الأذهان مشهد عبدالله أوجلان القائد الكردي الذي دوخ الأتراك فترة من الزمان وكيف انقلب حاله بعد الأسر الى ذل واستسلام تام وقدم نفسه كخادم لتركيا (عدوته) وأنه على استعداد أن يفعل كل ما يطلب منه في سبيل سلامته الشخصية
ولكن غاب عن أذهاننا (ومن يتوكل على الله فهو حسبه)
وصدام مسلم مؤمن محتسب متوكل لا يخاف الا من الله ولا ينحني الا لمولاه
فحفظه الحافظ من شرورهم ووقاه مكائدهم وأظهره بعكس ما يريدون ويخططون!
وجاءت المحاكمة وظهرت صورته الايمانية بوضوح أكبر نقض غزل المنافقين والمرجفين وعرى ذيليتهم لإعلام المحتل وحبائله.
فقد كان داخل المحاكمة كما كان خارجها قائدا ملهما يشد أزر أصحابه ويلهمهم الثبات ويوجه الرأي العام لما يريد هو وليس الاحتلال وأراجيزه بالمحكمة من قاضي ومدعي عام ........
ثم اقترب المشهد الأخير بعد أن أصدر قاضي الاحتلال حكم الاعدام المهزوز فتجلت صورة البطل أكثر وأكثر من خلال ردة فعله الرافض للحكم بغير تشنج ولا انفعال ، والمرحب بالموت في سبيل دينه ووطنه دون ترحم لأحد كما يريد منه محاموه.......
وجاء المشهد الأخير الذي بدا وكأن البطل رسمه لنفسه بنفسه واختار أن يمثل فيه دور بطولة فيلم سينمائي وليس مشهد فيه خروج روحه من الدنيا وعلى أيدي أعداءه وبغياب تام لكل قريب أو حبيب أو حتى متعاطف!
بدأ المشهد المهيب منذ اللحظة التي بدأ فيها البطل مكشوف الوجه (بعد أن رفض تغطية وجهه) يسير بخطى واثقة الى منصة الاعدام وزاد المشهد اشراقاً بإشراقة وجهه واستبشاره بلقاء ربه رغم استفزاز جلاديه المجوس وترديدهم لشركياتهم لإغاظته والتشويش عليه، وكان ختام المشهد وواسطة عقده شهادة أن لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله والتي خرجت تسابق أنفاسه الى لقاء خالقه ..
[poem=font=",6,skyblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ولست أبالي حين أقتل مسلماً=على أي جنبٍ كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الاله وان يشأ=يبارك في أوصال شلوٍ ممزعِ
فلست بمبد للعدو تخشعا ً=ولا جزعاً إني إلى الله مرجعي[/poem]
فلله درك يا أبا عدي
فقد كررت مشهد سلفك خبيب بن عدي رضي الله عنه
ذهبت شامخاً ومت واقفاً كالأشجار الضاربة الجذور
وستظل شجرة استشهادك الخيرة المباركة تؤتي ثمارها لا ينقصها بغاث الطير ولا حذف مبغضوا الخير
وستبقى صورة وقفتك الشجاعة الشامخة حية في قلوب المؤمنين تشحذ هممهم وتمهد لهم طريق العز والخلود
تحياتي
المفضلات