بعد التحية والسلام
هذه مقالة للكاتب الروائي ـ ابن قريتي
ـ
عبدالحفيظ بن عبدالله الشمري
من أنت..؟!
حين تكون الثقافة مجرد شعارات، أو مجرد أوهام لامعة يتعاطاها البعض فمن المؤكد أن تخرج لنا النتائج ضعيفة، والمحصلة إجابات مزيفة لاترقى إلى مستوى وعي السؤال الذي ظل يتشكل منذ تأسيس نهضة الفكر وقيام ظاهرة الثقافة الحديثة.
يلفت أنظارنا - نحن القراء - ما قاله المفكر العربي المهجري ادوارد سعيد حينما وصف الطرح الثقافي العربي الحديث بأنه محاكاة لما يطرحه المثقف الغربي.. بل ان بعض الأدباء العرب في بدايات النهضة الفكرية الحديثة أصبحوا يميلون إلى اعتناق الفكر، والثقافة الغربية بكل أشكالها ودوافعها.. حتى تلك التي تقف من ثقافة العرب والمسلمين موقف الرافض أو المتجاهل..
فتعطيل المسار الفكري العربي عند بعض المثقفين العرب هو نابع من قوة هذه الأصوات التي نادت بارتماء المثقف بأحضان الغرب واستبطان كل ما ينتجه باسم الثقافة العالمية الحديثة..
فادوارد سعيد يرى ان هذه المحاكاة قد أثمرت واقعاً مختلاً تسبب في بناء ثقافة مشوهة زيفت حتى الخطابات الثقافية العامة لتأخذ جل هذه الطروحات - كما يرى سعيد - حاجتها من الأوهام التي تزعم وتراهن على قيام الثقافة العالمية الحديثة.. أو ما عرف لاحقاً باسم «العولمة».
من هنا يجدر بنا القول والمناداة بأهمية الصدق والشفافية في تناول معطيات هذا الفشل الذريع لمشروعنا النهضوي الثقافي الذي لم يكتب له النجاح.فالذي يمكن استخلاصه من هذا الدرس هو حقيقة الهزيمة التي لحقت بالمثقف، والمفكر والأديب على يد أهل هذه الثقافة المزيفة، والفكر الواهم والذي ارتمى في أحضان الغرب دون وعي أو استشعار لحقيقة الخطر الذي يحدق بالثقافة الأم حتى أنها قد تتحول إلى مجرد وهم صغير لايخدم المشروع الحضاري في حاضره أو مستقبله.
إذن كيف يتسنى للمفكر ان يصوغ هذه الإجابات الحقيقية حول مشروع الحداثة أو التحديث الذي أثبت زيفه وادعاء أهله.. ومن ثم الالتفات إلى بناء الذات بناء فاعلاً يعتمد على تراثنا العربي، وثقافتنا الدينية التي تنهل من معين اليقينيات التي تسمو بالقيم والفكر والأخلاق.. فقاموس الثقافة لدينا مليء بالمفردات الثقافية والفكرية النابهة.. تلك التي تصنع لنا دائماً ظاهرة التميز، وفرادة المنجز، وقوة الفكر، وأصالة الطرح..
فكيف نبدأ لنجيب على سؤال المفكر ادوارد سعيد وغيره ممن يدركون حقيقة هذه المشاريع الثقافية هنا وهناك.
اتنمى لكم المتعة والفائدة
ولكم التحية
المفضلات