برضو مو سياسي ..

ماقصة السياسة هذه الأيام نهرب منها فنجدها بكل انجاه و نحاول العبور من فوق جسدها فتلاحفنا

الأحداث ،، و نكاد نرمي الجريدة فنتعثر بها في درب العودة ..

و نتجاهل حدودها و آفاقها وسرعان ما تطلع علينا كشموس لا تعرف المغيب .. إذن هذا دليل و

برهان على اتصال السياسة بنبض الوريد و دماء الشرايين و لقمة العيش و هندام ستر العورات

هي أقدار كل الشعوب التي قدر لها أن تحيا منذ بدء الخليقة انتهاء بيوم القيامة .وهي عصب الحياة

الذي يحرك كافة المفاصل الدنيوية في اتجاه لا يكاد يغادر صغير أو كبير كهل و عجوز رجل و امرأة

كاتب و موقف ،، مستقبل و حاضر ،، تاريخ و أمم .

ولكن ما يميز سياسة الساسة في القرن الحالي هو ولوجهم من باب واحد ،، فلا يلجون من ابواب

عديدة ..مما يساعد على كشف العيوب و كشف ما ستر و غاب بكل بساطة دونما ادنى جهد أو

تحريك دماغ .

في أزمنة قديمة مضت اعتاد الساسة أن يشيدوا القصور بأكثر من باب .. فيكون هناك باب رئيس

للدخول و آخر يستخدم في أزمات معينة وحالات مخصصة . ليصار الى الخروج منه أو دخول حلول

من قبل حاملي الحلول فلا يراهم العامة وهم يحيكون الخطط و الدراسات لشؤونهم الداخلية و

الخارجية ، فكانوا يظهرون فرسان عصر و آوان فالأوراق غير مكشوفة و اللعبة مدروسة .. و الحلول

موضوعة بمهارة تعمم على العامة .

أما ساسة عصرنا و للأسف فقد خالفوا القاعدة المتبعة المعروفة و اكتفوا بباب واحد يدخلون منه

و يخرجون منه و يستقبلون الوفود منه و بالتالي أضحت كافة المسائل الغامضة مفضوحة و عين

الرقيب لا تحتاج لعدسة أو مجهر .

و حفاظاً على الهيبة الساساتية لدى زعماء و حكوماتنا الأبية نقترح ونحن جموع افراد الشعوب

بتخصيص أكثر من باب لقصور الرئاسة و الحكومة .. لعلها تعود سطوة الأيام الماضية

عندما تختفي عن الأعين العامة تلك الصراعات الدائرة حول كراسيكم ياسادة و يا ساسة ..