الإنسان ينظر للأشياء من خلال منظور خاص به يتكون عادة من تمازج عوامل خارجية (أهل ومجتمع وإعلام) ، وداخلية (طبيعة تكوينه النفسي والبدني)

وهذا الإنسان بطبعه يحب أن تكون معتقداته وأفكاره وحتى هواياته هي السائدة ولذلك تجده يحاول جذب من حوله إلى دوائر اهتماماته تلك.

فتجد المتبني لمعتقد أو مذهب يحاول نشره بين الناس...
وتجد السياسي يحاول جمع الجماهير على منهجه ...
وتجد الفنان يحاول جذب من يستطيع إلى فنه...
وهكذا كلُ يريد جعل ما يفعله أو يعتقده هو السائد والمرغوب ..............

فما اعتقده (من منظوره الخاص) هو الأصح وهو ما يجب انتهاجه وما خالفه فهو خطأ يجب مفارقته وعدم اقترافه.

طبيعة إنسانية لا يمكن إلغاءها ولكن يمكن تشذيبها وتهذيبها بسعة الإطلاع وكثرة القراءة والاستفادة من تجارب الآخرين

لكن الأغرب والأصعب على التحليل المنطقي هو انقلاب الشخص على مفاهيمه ومعتقداته نتيجة لصدمة عاطفية ، ثم محاولته إقناع من حوله بتلك المعتقدات التي كان ينتهجها وحجته إني أبغضتها فأبغضوها.

فتجد مثلاً فلان الذي يمتدح تلك القبيلة ويتكلم عن مآثرها ويبالغ مبالغة سمجة ، ثم تجده في يوم آخر يذمهم ويطعن فيهم ويعترض طريق كل من ذكرهم بخير محتجاً ومغاضباً ، وعندما تسأل عن السبب تجد أن أحد أطفال تلك القبيلة ضرب ولده السمرمدي لأنه لقاه يفحط بحارتهم ومزعجهم!

ياخي أنت مصدوم لأنهم ضربوا ابنك المزعج حنا وش دخلنا؟

وهكذا فعل (ربما صحيح وربما خاطئ) من فرد دفعه لذم قبيلة كاملة ونسيان مآثرها بل قلب المحامد الى مساوئ والوقوف بوجه كل قائل حق في تلك القبيلة العريقة

وهكذا بدل من محاولة العلاج عن تلك الصدمة من خلال تحكيم العقل بما حصل والاستفادة منه نجد أن تلك الصدمة العاطفية قلبت مفاهيمه فصار يسعى لقلب مفاهيم الأصحاء تبعاً لمفاهيمه المقلوبة بفعل تلك الصدمة

تحياتي