[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
في سالف العصر و الآوان بلغني أنه كان هناك ديك يدعى زعفران ، يختال في دروب خطواته كأنه
ملك أو سلطان ، يأمر وينهى و ممنوع في عرفه العصيان ، بريشه غرور و بصوته لحن مرنان ،
يتهادى في الغابة و كأنه ثعلبان ، و ينقر بمنقاره من يصادفه من دجاج و صيصان .
يشنف العرف و يركز على الصغائر العينان ، إن شاء رمى بريشه كل تائه و حيران و إن شاء
أخرج المخلب و هجم كأنه من الشجعان .
وفي يوم أقام ملك الغابة حفلة ، ودعا إليها كبار الشخصيات و العامة ، حتى أنه يقال لم يترك
فيل ولا نملة ، فحضرها الارنب و الفأرة ، و الثور و البقرة .
كانت الحفلة كبيرة و بحضور من حضرها منيرة و علا صوت الالحان في كل زاوية و مكان و طرب
الحضور فكانت كلها سرور و حبور .
إلا هو صاجبنا زعفران ، إنه ملك بلا مملكة ، و قائد بلا جنود مجندة ، سقط حضوره سهواً و ضاعت
عليه الحفلة لهواً و لعباً ، فاحتار كيف يحضر خلسة و عن العيون يتوارى غفلة ، فأجاد المكر و الدهاء
و كان بين الحضور بثوب الظباء .
لم يعرف أمره و لم يكتشف سره ، فأمضى ليلته بين أعذب الأصوات كالبلبل و الدوري و القبرات .
و ناء بصوته بينه وبين نفسه كي لا يشار اليه بالبنان أنه صوت شاذ بلا ألحان و أنه مختال فخور
في غابة الأسود و النمور ، خشي من الملام و هجوم من اسراب تطلب الانتقام .
فما فعله لم يكن هيناً ، و على باقي المخلوقات لم يكن متقبلاً ، فكيف يا زعفران تبسط الارهاب
وما أنت سوى ديك لا تملك حتى الألقاب .
خشي ثانية أن يفتضح أمره و ينكشف سره فآسر التسلل وحده ، و ما إن خرج من قصر الملك
قاصداً دربه ، حتى وقع على قن الدجاجات ، فطلب اللجوء بلا مبررات ، و كأنه هارب من مداهمة
و عنصر مخابرات ، دخل القن بلا ادنى فن ,,, و بقي مختفياً يئن ، فالفجر قارب أن يهل ،
فلاذ بالخروج قبل الكل ، فالنهاية قد بانت ، و العدالة قد حانت .
و إياك و الغرور يا زعفران ، احذر إنه ثعبان ، قد يلدغك ولو بعد حين و أحيان .
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
المفضلات