للأسف...
إننا أمام ظاهرة مخيفة...
ترفع صوت قيم التشظي.....ومفاهيم التشرذم عند البعض..
والتنبه لأخطارها إنما هو لصالح ترسيخ القيم الوطنية...
وتأكيد أهمية الانتماء لكيان واحد يتمتع فيه الجميع بروح التطلع إلى مستقبل أفضل لا يمكن الوصول إليه إلا بشروط وطنية وحضارية!!
للأسف...
مع ظهور ( الفضائيات ) بتنا نلحظ على القنوات الفضائية وخصوصاً القنوات التي تفضل مخاطبة المشاهد المحلي من منبر التراث والأدب الشعبي بتنا نلحظ نشوء خطاب جماهيري جديد يتشكل من منطلقات قبلية تحمل شعارات ومفاخرات تعتبر من أدبيات التشظي والتشرذم التي كانت موجودة في الجزيرة قبل مئات السنين...
هذه الظاهرة امتدت في ما بعد إلى مستوى أخطر ألا وهو إحداث احتفالات قبلية تستعرض فيها كل قبيلة أجود ما لديها من إبل وهذا على صعيد العناية بالثروة الحيوانية والحفاظ على سلالاتها الرفيعة يُعتبر شيء طيب..
ولكن المشكلة تكمن في وقوف أبناء القبيله من شعراء وغيرهم بالفخر والمديح لأبنائهم وتهميش الآخر وكأنهم يقولون(يادنيا أتهدي ماحدا أدي)
وتصرف ملايين الريالات على أمور تافهه تؤكد الرجعيه والعقل الفارغ من أسراف وتبذير..
إنالست ضدّ أن يفتخر المرء بقبيلته وأبناء عمومته فهذا أمرٌ مشروع حين يكون فيه اعتدال وتعايش بين القبائل واحترام لأفرادها ولكن أن يتحول هذا الأمر إلى تعصب وظاهرة إعلاميّة تفضي إلى التفاخر المذموم والانتماء لعصبة أبدلنا الله خيرًا منهاهذه هي الطامه!!
وأظن - والله أعلم - أن نفوق الإبل مؤخرًا إنما هو احتجاجٌ على هذه الردّة والرجعيَّة الحقيقيّة التي يؤسّسها الإعلام الفضائي الحرّ وربما كانت رسالة ربانيّة لمن يحسن قراءة مثل هذه الرسائل إلى ضرورة العودة تحت لواء الوحدة باسم الدين الذي جاء بديلاً لهذه القبائل وباسم الوطن الذي يمثّل السياج المكاني والمحضن الحقيقي له وباسم الثقافة التي هي الغذاء الحقيقي لبناء الفرد حضارياً
أمَّا ثقافة " المجتمع الواحد " بمعنى القبيلة فليست إلا تكريس للتشرذم والشتات وأضيف هنا الدور الأهمّ للشعر الشعبي في النفخ في الرماد لإيقاظ الجمر النائم!
وذلك من خلال شعر المحاورة القائم على معاني التفاخر والتطاعن وشعر النظم المكتوب بأمر القبيلة إذ كلّ هذه المعطيات تشترك في إعادة ثقافة الجاهلية الأولى ليست الإبل وحدها والتي على الأقل أعلنت براءتها من التهمة بنفوقها..!!
فمتى ينفق الشعراء احتجاجًا على مابدرمنهم مؤخرًا في القنوات الفضائية ؟
فـ حال المنجرف من العامّة كحال الطفيلي الذي دخل مع الشعراء
ـ وهو لا يعرف الشعر ـ في مجلس الخليفة
فلمّاسـئُـل: من أنت ؟
أجاب: من الغاوين!!
للأسف..شيء مخزي ومبكي حالنا الأن!!
يصل سعر الجمل أضعاف دية أبن آدم الذي كرمه الله
ونشتكي من الفقر والهلاك ونحن من نؤيد هذه الظواهر ونصوت لها عبر الفضائيات ونشجعها في المهرجانات ونقطع مئات الاميال لمشاهدتها
ونعود نشتكي ؟؟
وقفه حازمه!!
ينبغي أن يقف المثقفون والشعراء والإعلاميون ضد هذه الظاهره
للحدّ من خطورتهاومواجهتهابخطابٍ مضادّ من خلال إقامة ندوات وأمسيات ومحاضرات لإيقاف هذا المدّ وتوعية الناس بخطورته وأثره في خلخلة البناء الديني والوطني على حدٍّ سواء..
فالمد.. قادم..هل يصبح جزر؟!!
المفضلات