بعد تخرجي من الثانوية العامة قبلت بثلاث بعثات خارجية الاولى للولايات المتحدة والثانية لفرنسا والثالثة لمصر ، فرفضت الاولى لانني ترعرت قومجي منذ نعومة اظافري والثانية لم اكن اعلم عنها شيء كثير واحببت الثالثة لانها ارض القومجية ، فلم اخبر ابي الذي كان هو الآخر من انصار القومجية بالاولى ولا الثانية وعرضت عليه الثالثة فرفض الذهاب الى مصر وقال (( لاصرت تبي تدرس كلك بجامعة الكويت وش تبي بمصر )) فقلت لعله كما فعل برفضه لسفري لمصرعند تخرجي بسبب ما يشاهده من افلام ، فانتهزت الفرصة وعرضت عليه العروض الاخرى على مضض واذا به يرفض ايضاً مبدأ الدراسة في الخارج .

فحرمت منها والتحقت بأكبر واعظم جامعةٍ في العالم وهي جامعة الكويت والتي كانت ادراتها تحارب كل من هو غير عائلي اي ليس من اصحاب الدماء الزرقاء .

اشترى لي والدي شفر كابريس موديل سنتها واخذت اكشخ عليها بالجامعة مع زملائي ولان الجامعة مختلطة فكان لزاما علينا ان نرهق الوالد في مصاريف الكشخة عقاباً له لرفضه مبدأ الدراسة بالخارج .

وذات يوم وبعد ان عرفني الزملاء والزميلات في الجامعة بانني راعي كشخة وعندي شفر كابريس موديل 1982م بسنته ، امر والدي بان ياخذ مني سيارتي ليسافر عليها ويمنحني سيارته .

فلم اغمض عيني تلك الليلة كيف ساذهب الى الجامعة على سيارة ابي بعد ان عرفوني اغلب الطلبة بسيارتي الكشخة ، حاولت ان اقنع والدتي رحمها الله بان تقنع الزعيم عن رايه ويسافر على سيارته ولكنها رفضت وصرخت بوجهي كيف تبخل على والدك بالسيارة وهو من اشتراها لك .

الامر اصبح مفروض ولا مناص منه ، وغادر والدي حفظه الله وترك سيارته لي لاذهب عليها الى الجامعة فاخذتها وانا بين الامتحانات وبين ماذا سيقول لي زملائي ان رؤوني اقود هذه السيارة ، فقلت بنفسي سياتي الله بالحل المهم ان اقدم امتحاناتي وذهبت الى اصدقائي الحفّاي اللذين لا يملكون سيارة لكي يذهبوا معي للجامعة كالعادة فتفاجأوا :
محمد وين بتروح ؟؟ قلت للجامعة !! قالوا من صجك على هالسيارة بتفضحنا ؟؟ قلت وش الدبرة ما عندي غيرها!! قالوا لا ما نروح لو نغيب ولا نركب هالسيارة ؟؟ قلت يالربع امتحانات ؟؟ ردوا علي هالحفاي خير نعيد الكورس ولا احد يشوفنا ركبين هالسيارة .

فذهبت يومها لوحدي بعد ان فتحت جامات الدرايش ليلهفني الهواء الساخن خوفا من العطر لايذهب واذا برائحه العطر تختلط برائحه العرق من الحرارة فطار العطر ، وطارت الكشخة .

وكان الحظ ينتظرني عندما استوقفت سيارة الزعيم واذا باحد الزميلات تستوقف سيارتها البورش بجانبي فتفاجأت بمن ينزل من هذه السيارة لتقول محمد شفيك اليوم ، قلت بنفسي هذي اوله الله يستر ورددت عليها لا ما في شيء فقالت ليش مسوي بحالك جذي ؟؟ شاقول لهذه ها وش مسوي ؟؟ قالت غترتك رافعها تقول عمامة سيّد ؟؟ اثري نسيت غترتي عقب ما جعلكتها من الحر ميشان يلهف الهوى علباي ونسيته قلت اي والله نسيت !! وتوقت منها ان تسأل عن السيارة الا انها لم تقم وسالت عن خالد وحمد وينهم اليوم "ماياو " معاك قلت اللحين هذي اللي ابوه ما ني قايل وهالخير اللي هي فيه ما نقدت علي على السيارة وربعي المقرد الحفاي نقدوا علي سبحان الله !! ابد يا اخوك مارضوا يركبون معاي بالسيارة ،، فقالت ليش ؟؟ قلت مفتشلين ،،، قالت من السيارة حسبي الله عليهم يطفون الامتحانات علشان مفتشلين يركبون معاك ،،، قلت اي والله هذا السبب وانا للحين خايف تسالن من هي لوه هالسيارة.
ودخلنا القاعة وقدمنا الامتحان وعند خروجنا اجتمعنا في كفتريا الجامعة مع الزملاء واذا بها تفضح امر خالد وحمد بعد ان سال احدهم عنهم واذا بمتطفل يسالني وشهي هالسيارة قلت سيارة والدي مبتعدا عن الاجابة ومتوقع انه اذا انا شفر كابرس اكيد ابوي مرسيدس ولكنه مطفوق فقال وشهي سيارة ابوك يا محمد قلت له ها ،،، قال وشهي سيارة ابوك فاضطررت للكشف عن سيارة الزعيم لكون الزميلة قد شاهدتها بالمواقف ،،، وانيت " عربانه " هايلكس " قمارتين " يعني قايل مواصفاتها .

المهم بالموضوع ان راعي الوانيت نجح وكسب احترام زملائه من الاغنياء والفقراء والحفاي سقطوا وفقدوا حتى احترام زملائهم .

ودمتم