[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
مرض الحبيب فعُدْته =فمرضت من حذري عليه
فأتى الحبيب يعودني= فشُفيت من نظري إليـه[/poem]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الأمين وعلى آله وصحبة وسلم أجمعين.
عبر المضايف اتقدم لشيخنا ومشرفنا الشيخ عبد الله الواكد بتراتيل الحمد لله سبحانه ان عافاه وشافاه من وعكته التي اصابته من اسابع ونشكر الله العلي القدير .
كما ندعوا الله الشافي المعافي بما دعى به رسول الله صلى الله عليه وسلم – ( إذا عاد أحدكم مريضاً فليقل: اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى صلاة) (صحيح الجامع الصغير وزيادته (1/246)) .
فقد روي أن أبا موسى انطلق عائدا للحسن بن علي فقال له أعائدا جئت أو زائرا قال لا بل زائرا فأخبره أن العائد إذا خرج من بيته يعود مريضا كان يخوض في الرحمة خوضا فإذا انتهى إلى المريض فجلس غمرته الرحمة حتى يرجع من عند المريض حين يرجع يشيعه سبعون ألف ملك يستغفرون له نهارا أجمع وإن كان ليلا كان بذلك المنزل حتى يصبح وله خريف في الجنة .
كما ندعوا لشيخ ان يبارك الله له في صحته واهله وماله ذريته ومن يحب ..
كما انتهز هذه الفرصة لأن من دل على هدى كان له اجر من اتبعه بمصداق حديث النبي صلى الله عليه وسلم (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً)[رواه مسلم]
لنأتي ببعض الاداب التي نتذاكرها والذكرى تنفع المؤمنين
لأن المريض الذي يغالب العلة وتغالبه، ويُصارع السُّقْم ويصارعه، لهو من أكثر الناس حاجة إلى كل ما تستطيعه العلاقات الإنسانية من عون وسلوى، وبثٍّ للعزيمة والأمل والطمأنينة والسرور.
وهناك عند كل مريض تجد باقة من الزَّهْر الندي العَطِر، مهداةً من رسول الله صلى الله عليه وسلم- الذي أرسله الله رحمة للعالمين- ومن زهراته الطيبات قوله: (من عاد مريضًا لم يزل في خُرْفَةِ الجنة) (يعني جناها) حتى يرجع..."الحديث.
ويخبرنا بما لعيادة المريض من جلال وخطر حين يقول: (إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم! مرضتُ فلم تعدني...). فأية صورة من صور الحث والتكريم تفوق هذه الصورة أو حتى تضاهيها؟ وأنى للعلاقات الإنسانية أن تجد لها ضميرًا كهذا الذي تجده في كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ومن آداب عيادة المريض:
قال ابن حجر: "وجملة آداب العيادة عشرة أشياء ومنها ما يختص بالعبادة:-
1-أن لا يقابل الباب بالإستئذان.
2-أن يدق الباب برفق .
3-وأن لا يبهم نفسه كأن يقول: "أنا"
4-وأن يحضر في وقت غير لائق بالعيادة
5-وأن يخفف الجلوس، حتى لا يضجر المريض أو يشق على أهله إلا لضرورة
6-ويقلل السؤال، وأن لا يتكلم عنده بما يزعجه
7-وأن يظهر الرقة.
8-وأن يخلص الدعاء.
9-أن يغض البصر
10-وأن يوسع له في الأمل، ويذكره بابصبر لما فيه من الأجر، ويحذره من وزر الجزع"(فتح الباري).
أما يقال للمريض:
وعلينا أن نتعاهد سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في أمورنا، ومن ذلك ما كان يقوله – صلى الله عليه وسلم – حينما كان يعود أصحابه، أو ما أمر به من عاد مريضاً .
1-عن عائشة رضي الله عنها أن الرسول – صلى الله عليه وسلم –كان إذا أتى مريضا أو أتي به إليه قال صلى الله عليه وسلم ( اذهب الباس ، اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً ) (صحيح البخاري) قوله لا يغادر: أي لا يترك .
2-وقال – صلى الله عليه وسلم – ( إذا عاد أحدكم مريضاً فليقل: اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى صلاة) (صحيح الجامع الصغير وزيادته (1/246)) .
3-وقال – صلى الله عليه وسلم – أيضاً ( من عاد مريضاً لم يحضره أجله ، فقال عنده سبع مرات: اسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيك. إلا عافه الله من ذلك المرض) (صحيح الجامع الصغير وزيادته (5/322)) .
وقد أشكل الدعاء للمريض بالشفاء مع ما في المرض من كفارة الذنوب والثواب كما تظافرت الأحاديث بذلك. والجواب: أن الدعاء عبادة، ولا يتنافى الدعاء والكفارة لأنهما يحصلان بأول المرض والصبر عليه، والداعي بين حسنتين: إما أن يحصل مقصوداً، أو يعوض عنه بجلب نفع أو دفع ضر وكل من فضل الله تعالى .
* إدخال السرور على قلب المريض وتذكيره بالأجر :
كأن يذكر له أحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – التي تبين أنه يكتب له أجر ما كان يعمل يوم كان صالحاً .
قال – صلى الله عليه وسلم – (إذا مرض العبد أو سافر، كتب الله تعالى من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحاً مقيماً) (صحيح الجامع الصغير وزيادته (1/281)) وقال أيضاً" (إذا مرض العبد قال الله للكرام الكاتبين اكتبوا لعبدي مثل الذي كان يعمل حتى أقبضه أو أعافيه) (صحيح الجامع الصغير وزيادته (1/281)).
وعلى العائد أن يواسي المريض ويبشره إنه إذا قبضه الله على حالته فهو موعود بالمغفرة ، وإن عافاه قعد لا ذنب له.
قال – صلى الله عليه وسلم - : ( إن العبد إذا مرض أوحى الله إلى ملائكته: أنا قيدت عبدي بقيد من قيودي، فإن أقبضه أغفر له، وإن أعافه يقعد لا ذنب له ) (صحيح الجامع الصغير وزيادته (2/79).
وختاماً :أسأل المولى عزّ وجل أن يبعد عنا الأمراض والأسقام ماظهر منها وما بطن وأن ينفعنا جميعا بما نسمع ونقرأ ونقول .
شيخنا لآبأس عليك طهور
والسلام عليكم ورحمة الله
المفضلات