في بداياتنا الشبابية والحماسية كنا نتحمس للشعارات والخطب خاصة تلك التي تحرك بنا مشاعر الاحساس
بالمعانات العامة التي تتمحور بمجمل القضايا الشعبية .

كنا في دراستنا الجامعية نتحرك ونحرك القواعد الطلابية خلف اي معارضةٍ تكون ضد الحكومة ، مصدقين كل ما يقال عنها من خصومها السياسيين ، الى ان وصلت بنا المرحلة لاعتقادنا ان كل ما يقال عن حكومتنا من خصومها السياسيين يعتبر خيانة عظمى لا تغتفر لها .

كنا نعتقد ان الانتقاد والاختلاف يعني (( المع او الضد )) لا معنى آخر لهما ، فمن يحمل افكار المعارضة فهو معنا ومن يحمل افكار الحكومة فهو ضدنا ، وعلى هذا المبدأ نبني مواقفنا وردة فعلنا معهم .

ومع الأسف الشديد لم يكن هناك ممن نؤيدهم يبادر ليشرح لنا الصورة بشكلها الصحيح ، بل كانوا يحرصون على عدم تنبيهنا ليستغلوا بذلك مشاعرنا المؤيدة لهم ، فيوصلوا رسالتهم الى خصومهم من خلالنا .

وايضاً لم تكن الحكومة ومن يؤيدها في الموقع الآخر نشطة وحريصة على بيان الحقيقة لهؤلاء الطلبة لتنتشلهم من واقع الفهم لمعاني السياسية في النقد والأختلاف .

وكبرنا وترعرعنا بين تلاطم امواج الاختلاف والنقد من جهة وبين الكراهية والخصومة من جهة أخرى ، حتى كان الزمن كفيل بإخراجنا من هذا الواقع المرير الذي عشناه في مقتبل العمر .

الحقيقة ان النقد والأختلاف مع كائن من كان هو نتيجة علمية ذات فائدة عالية تهدف الى المصلحة العامة وتحقيق اسمى غاياتها وهي الوصول الى افضل نتيجة تصب في مصلحة الوطن والمواطن ، لذلك لا يمكن ان يقابل النقد والإختلاف معنى الكراهية والخصومة ، ولايمكن ان يبقى الوضع على ماهو عليه حتى لا تنفرد الكتل السياسية بتثبيت قاعدة الخصومة والكراهية لخصومهم السياسيين لمجرد اثبات وجود من يؤيدهم على هذا الاساس .

تقبلوا خالص الود .