قصيدة شعرية ومعلقة من المعلقات في هذا الزمن التي يندر ان تجد مثلها
للشاعر العربي سيمر العمري عجبت بها وحبيت ان انقلها لكم
[poem=font="MS Dialog,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/27.gif" border="inset,4,deeppink" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بِنَجْمِكِ مِـنْ بَيـن الكَوَاكِـبِ يُهْتَـدَى=وَنَهْجِكِ مِـنْ بَيـن المَذَاهِـبِ يُقْتَـدَى
وَدَرْبُكِ فِي الأَيَّـامِ فِـي رِحْلَـةِ العُـلا=أَقَـامَ جَـدَا الأَمْجَـادِ فِيهَـا وَأَقْـعَـدَا
تَبَارَكْتِ أَرْضًـا ضَمَّـتِ البَيْـتَ قِبْلَـةً=وَضَمَّـتْ حَنَايَاهَـا النَّـبِـيَّ مُحَـمَّـدَا
أَقَامَ لَكِ التَّارِيـخُ فِـي الدَّهْـرِ رِفْعَـةً=تَزِيـدُ مَـعِ الأَيَّـامِ عِـزًّا وَسُــؤْدُدَا
فَمَجْدُكِ يَا شِبْةَ الجَزِيـرَةِ فِـي الـوَرَى=هِلالٌ بِنُـورِ اللهِ يَسْطَـعُ فِـي المَـدَى
تَفَـرَّدْتِ فِـي البُلْـدَانِ قَـدْرًا وَقُـدْرَةً=كَـأَنَّ بِـلادَ الأَرْضِ تَخْشَـى التَّفَـرُّدَا
وَسِرْتِ عَلَى الرَّمْضَاءِ وَالكَـوْنُ مُظْلِـمٌ=وَصِرْتِ إِلَى العَلْيَاءِ وَالنُّـورُ قَـدْ بَـدَا
عَلَـوتِ عَـنِ الأَقْـوَامِ غَيـرَ بَعِيـدَةٍ=فَسُبْحَـانَ مَـنْ أَدْنَـاكِ مِنْهُـمْ وَأَبْعَـدَا
بِـلادًا رَعَـاهَـا اللهُ لِلـدِّيـنِ قِبْـلَـةً=وَدَارًا لِمَـنْ صَلَّـى وَزَكَّـى وَوَحَّـدَا
أَمَـا وَالـذِي أَعْلَـى مَقَامَـكِ إِنَّـنِـي=أُحِبُّـكِ يَـا أَرْضَ العُرُوبَـةِ وَالهُـدَى
إِذَا أَتْهَـمَ الأَحْبَـابُ يَمَّمْـتُ مُتْهِـمًـا=وَإِنْ أَنْجَـدَ الأَحْبَـابُ يَمَّمْـتُ مُنْجِـدَا
وَإِنْ زَارَنِي طَيفٌ مِن الشَّـوقِ بَارِقًـا=ضَرَبْتُ لِقَلْبِـي فِـي سَحَابِـكِ مَوْعِـدَا
وَأَرْضُكِ لَـو مَـسَّ الحَسُـودُ جَلالَهَـا=لَكُنْتُ لَكِ الصَّوتَ المُنَافِـحَ وَالصَّـدَى
وَرُبَّ يَـرَاعٍ فِـي أَنَـامِـلِ صَــادِقٍ=يَبُزُّ حُسَامًا فِـي أَكُـفِّ مَـنِ اجْتَـدَى
أَنَا إِبْنُ هَـذَا القَـومِ مِـنْ آلِ يَعْـرُبٍ=تَعَمَّـمَ فَخْـرًا بِالمَـكَـارِمِ وَارْتَــدَى
فَأَهْلُـكِ أَهْلِـي إِنْ أَقَالُـوا وَإِنْ قَـلَـوا=وَأَصْلُكِ أَصْلِـي إِنْ أَعَـادَ أَوِ اعْتَـدَى
فُرُوعِي تَعِيشُ القُدْسَ مِنْ نَسْـلِ فَاتِـحٍ=وَجَذْرِي إِلَـى قَومِـي قُرَيْـشٍ تَمَـدَّدَا
وَلَـو أَنَّنِـي خُيِّـرْتُ حَـيًّـا وَمَيِّـتًـا=لَمَا اخْتَرْتُ إِلا أَرْضَ يَثْـرِبَ مَقْصِـدَا
فَسِيرِي نِيَاقَ الشَّوقِ بِالرَّكْـبِ نَحْوَهُـمْ=أَسُوقُ لَهُـمْ وفْـدِي وَأُبْـدِي التَّـوَدُّدَا
إِلَى حَائِـلٍ أَشْتَـمُّ مِـنْ رِيـحِ حَاتِـمٍ=مَكَـارِمَ أَبْدَاهَـا الـزَّمَـانُ وَخَـلَّـدَا
وَخُذْنِي إِلَى الأَحْسَـاء فَالتَّمْـرُ نَاضِـجٌ=وَمِنْهَـا إِلَـى الدَّمَّـامِ فَالزَّيـتُ جَـوَّدَا
وَعَرِّجْ عَلَى صَرْحِ الحَضَـارَةِ وَالعُـلا=دَلِيـلًا عَلَـى فَـنِّ العَـمَـارَةِ شُـيِّـدَا
وَأَعْنِي الرِّيَاضَ المُسْتَقِرَّةَ فِـي الـذُّرَى=بَنَى الجُهْدُ فِيهَا المَجْدَ صَرْحًـا مُمَـرَّدَا
وَطِرْ بِي إِلَى نَجْرَان أَرْتَـادُ رَوْضَهَـا=وَسِرْ بِي إِلَى جِيـزَان أَشْـدُو مُغَـرِّدَا
وَطُفْ بِي عَلَى الأَنْحَاء فِي حِضْنِ طَائِفٍ=تَطِيـبُ بِهَـا الآلاءُ شَهْـدًا وَمَشْـهَـدَا
وَإِنِّـي إِلَـى دَارِ الـجُـدُودِ بِمَـكَّـةٍ=أَكَـادُ مِـن الأَشْــوَاقِ أَنْ أَتَشَـهَّـدَا
هُنَالِكَ فِي البَيتِ العَتِيـقِ وَقَـدْ رَنَـتْ=جَمِيـعُ القُلُـوبِ الوَالِـهَـاتِ تَعَـبُّـدَا
تَحُـجُّ وَمِنْـهَـا القَـلْـبُ للهِ خَـاشِـعٌ=وَتَدْعُو وَدَمْـعُ العَيـنِ يَدْعُـو مُـرَدِّدَا
وَفِـي جُـدَّةِ الأَفْـرَاحِ بِالحُـبِّ نَلْتَقِـى=كَمَا تَلْتَقِى فِيهَا الثَّقَافَـاتُ فِـي المَـدَى
وَسِرْ بِي طَرِيقًا نَحْـوَ يَثْـرِب سَارَهَـا=رَسُولُ الهُـدَى أَقْفُـو خُطَـاهُ فَأَسْعَـدَا
فَقَدْ شَاقَنِي مِـنْ رَوْضِ طيبَـةَ هَاتِـفٌ=تَرُدُّ عَلَيهِ الـرُّوحُ: نَفْسِـي لَـهُ الفِـدَا
أَيَا مَوْطِنًا لِلصِّيدِ مِنْ نَسْلِ مَـنْ عَلَـوا=غَطَارِيفَ طَابَتْ فِـي القَبَائِـلِ مَحْتِـدَا
تَسَامَـتْ فَلَـمْ تَـرْضَ الدَنَايَـا خَلِيقَـةً=وَعَـزَّتْ فَلَـمْ تَـرْضَ الدَّنِيَّـةَ مَقْعَـدَا
رِجَـالٌ لَهُـمْ نَحْـوَ المُـرُوءَةِ وَثْبَـةٌ=وَلِلـرَّأْيِ عِـلْـمٌ وَحِـلْـمٌ وَمُنْـتَـدَى
وَمِنْ كُلِّ حُـرٍّ يَحْفَـظُ العَهْـدَ شَامِخًـا=مَتَـى رَاوَدُوهُ الـذُّلَّ يَـأْبَـاهُ سَـيِّـدَا
فَإِنْ كَـانَ عَصْـرُ الجَاهِلِيَّـةِ مُشْرِكًـا=فَمَا عَـدِمَ الأَخْـلَاقَ وَالفَخْـرَ وَالنَّـدَى
وَلَمَّـا أَتَـى الإِسْـلامُ لِلحَـقِّ هَـادِيًـا=تَنَادَوا إِلَـى الإِيمَـانِ وَالبِـرِّ وَالهُـدَى
وَسَارُوا بِنُورِ اللهِ فِـي الكَـونِ دَعْـوَةً=تُحِيلُ تُرَابَ النَّفْسِ فِي النَّـاسِ عَسْجَـدَا
أَقَامُـوا عَلَـى الأَجْيَـالِ دَارًا مَنِيعَـةً=لَهَـا هَيْبَـةٌ تُخْشَـى وَقَـدْرٌ تَسَـيَّـدَا
إِذَا هَبَّتِ النَّكْبَـاءُ هَبُّـوا إِلَـى الوَغَـى=لُيُوثًـا تُذِيـقُ البَغْـيَ سَيفًـا مُهَـنَّـدَا
وَإِنْ عَمَّتِ السَّرَّاءُ لَـمْ يَتْبَعُـوا الهَـوَى=وَلَمْ يَهْجُرُوا عِلْمًـا وَحُكْمًـا وَمَسْجِـدَا
فَلَمَّـا عَلَـى الأَيَّـامِ هَانُـوا تَهَاوَنُـوا=وَأَصْبَـحَ حُـرُّ المَجْـدِ عَبْـدًا مُقَيَّـدَا
حِجَـازٌ وَنَجْـدٌ فَـرَّقَ الدَّهْـرُ بَيْنَهَـا=وَقَـدْ جَاءَهَـا عَبْـدُ العَزِيـزِ فَوَحَّـدَا
هُـوَ الفَتْـحُ أَحْيَاهَـا بِـلادًا وَأُمَّــةً=تُفَاخِـرُ بِالإِنْجَـازِ أَرْضًـا وَفَـرْقَـدَا
عَجِبْـتُ لَـهُ عَزْمًـا أَجَـدَّ وَدُونَــهُ=مَهَامِهَ لَمْ يَعْرِفُ بِهَـا الإِنْـسُ مَعْهَـدَا
وَأَتْبَعَـهُ نَسْـلٌ عَلَـى العَهْـدِ سَـائِـرٌ=فَيَا فَيْصَلٌ لَـو عُـدْتَ نَبْتَـدِرُ العِـدَى
وَهَـا جَـاءَ عَبْـدُ اللهِ خَيـرَ خَلِيـفَـةٍ=وَسُلْطَانُـهُ أَمْسَـى قَـرِيـرًا مُـؤَيَّـدَا
إِمَامَ الهُدَى المَرْجُوَّ فِـي كُـلِّ حَـادِثٍ=أَبَــى اللهُ إِلا أَنْ تُـعَـزَّ وَتُحْـمَـدَا
تَقَلَّـدْتَ عِـزَّ المُلْـكِ فِـي دَارِ عِـزَّةٍ=وَمِثْلُـكَ أَحْــرَى فِـيـهِ أَنْ يَتَقَـلَّـدَا
وَمَا زِلْتَ تُولِـي بِالمَكَـارِمِ مَـنْ أَتَـى=وَتَهْدِي إِلَـى قَصْـدِ السَّبِيـلِ فَتُرْشِـدَا
فَيَـا خَـادِمَ البَيْتَيـنِ مَـا زَالَ ثَالِـثٌ=يَئِـنُّ وَرِجْـسُ القَيْـدِ أَكْـدَى وَأَكْمَـدَا
يُنَادِي عَلَى الأَحْـرَارِ مِـنْ آلِ يَعْـرُبٍ=وَإِنَّكَ أَوفَـى مَـنْ يُجِيـبُ لَـهُ النِّـدَا
وَقَـومٌ سَقَـاهُ القَهْـرُ كَـأْسَ تَـشَـرُّدٍ=أَتَرْضَى لَـهُ فِـي الأَرْضِ أَنْ يَتَشَـرَّدَا
وَقَومٌ بِشِعْـبِ الغَـدْرِ طَـالَ حِصَـارُهُ=فَهَـلْ ثَــمَّ بَـعْـدَ اللهِ إِلاكَ مُنْـجِـدَا
فَخُذْهَا رَعَـاكَ اللهُ مِـنْ قَـوْلِ شَاعِـرٍ=وَعُذْهَا رَعَاكَ اللهُ مِـنْ قَوْلِهَـا سُـدَى
إِذَا لَـمْ يَقُـمْ لِلنَّصْـرِ مِثْلُـكَ فَارِسًـا=تَسَاقَى كُؤُوسَ النَّصْرِ فِي الأُمَّةِ الـرَّدَى
وَأَنْتَ عَلَـى أَنْ تَنْصُـرَ الحَـقَّ قَـادِرٌ=يَعُزُّ بِـكَ الإِسْـلامُ فَامْـدُدْ لَـهُ اليَـدَا
أَقِيلُـوا عِثَـارِي يَـا أَحِـبَّـةُ إِنَّـنِـي=أَغَارُ عَلَى الأَوْطَانِ مِنْ جَوْرِ مَنْ عَـدَا
أَرَى المَوتَ عَمَّ الخَلْقَ فِي كُـلِّ سَاحَـةٍ=وَأَخْشَـى عَلَـى الإِحْسَـاسِ أَنْ يَتَبَلَّـدَا
وَأُشْفِقُ أَنْ تَفْنَى المُرُوءَةُ فِـي الـوَرَى=وَتَبْقَى دَعَـاوَى الخَيـرِ قَـولًا مُجَـرَّدَا
أَرَى فِي قِبْلَـةِ الإِسْـلامِ نَهْـجَ تَوَحُّـدٍ=فَهَيَّـا بَنِـي الإِسْـلامِ نَحْيَـا التَّوَحُـدَّا
وَكُونُوا كَمَـنْ يَحْيَـا الوُجُـودَ مُخَلِّـدًا=وَلَيـسَ كَمَـنْ يَحْيَـا الوُجُـودَ مُخَلَّـدَا
وَعُـودُوا لِحَبْـلِ اللهِ وَاعْتَصِمُـوا بِـهِ=نَعِـزُّ بِـإذْنِ القَـادِرِ اليَـوْمَ أَو غَـدَا [/poem]
المفضلات