[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتضت حكمة الله تعالى أن يبعث الناس بعد موتهم، ليقضي بينهم فيما كانوا فيه يختلفون،
ويقتص للمظلوم ممن ظلمه، ويجازى المحسن على إحسانه، والمسيء على إساءته ،،،
وقد أثبت القرآن عقيدة البعث بأوجه مختلفة، من أهمها الاحتجاج بالبدء على الإعادة، فالذي
قدر على خلق الإنسان من عدم قادر على إعادته مرة أخرى من باب أولى، وحين جاء أحد
المشركين الى النبي صلى الله عليه وسلم بعظام يطحنها بيده وينثرها في الهواء، وقال:
أتزعم يا محمد أن الله يبعث هذه ؟!
أجابه النبي صلى الله عليه وسلم بكل يقين:-
نعم يميتك الله تعالى، ثم يبعثك، ثم يحشرك إلى النار، ونزل قول الله تعالى:-
{ وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة
وهو بكل خلق عليم }
ورد في القرآن الكريم آيات بيّنات توضح قدرة الله سبحانه وتعالى على إحياء الموتى سواء اكانوا
بشراً ام من غيرهم من مخلوقاته سبحانه وهي كمعجزة إلاهية لمن لم يؤمن بالله سبحانه !؟؟
فمن الآيات التي تثبت هذه القدرة الإلاهية :-
ما جاء في قصة القوم الذي نزل في ديارهم وباء فخرجوا من ديارهم ألوف حذرا من الموت فأراهم
الله تعالى أنه لا مفر من قدره فأماتهم ليعلم العباد قوة سلطانه ونفوذ قدرته ثم أحياهم ليستكملوا
آجالهم وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى :-
{ الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوفُ حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم احياهم ان الله
لذو فضل ٍ على الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون } .. الآية
كما أثبت القرآن عقيدة البعث بذكر نماذج واقعية ممن ماتوا ثم أحياهم الله بعد موتهم، كقصة الرجل
الذي مرّ بقرية قد سقطت جدرانها، وتهاوت سقوفها، ومات عنها أهلها، فقال في نفسه:-
كيف يحيي الله هذه بعد موتها ؟ فأراد الله بهذا الرجل خيراً، فأماته وأمات ح م ا ره مائة عام
من الزمان، ثم بعثه، وأراه كيفية بعث ح م اره، حيث أنبت العظام أولاً وركّب بعضها فوق بعضٍ،
ثم كساها لحماً وجلداً، فلما رأى ذلك عظم إيمانه واستقر يقينه !!
قال تعالى :-
{ أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أني يحي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى ****ك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير } .. الآية
وقصة بني إسرائيل حين قالوا لنبيهم موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة !!؟
فعاقبهم الله تعالى فأخذتهم الصاعقة فماتوا ثم بعثهم الله تعالى من بعد موتهم، وفي هذا يقول
الله تعالى يخاطب بني إسرائيل:-
{ وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون } .. الآية
وقصة القتيل من بني إسرائيل أيضا قتله ابن عم له فاتهموا به قبيلة أخرى وخاصموهم فيه،
فأمرهم موسى بوحي من الله تعالى أن يذبحوا بقرة ويضربوا القتيل بجزء منها ففعلوا بعد التعنت
والمراجعات، وما كادوا يفعلون فضربوه ببعضها فأحياه الله تعالى وأخبر عن قاتله وفي هذا يقول
الله تعالى:-
{ وإذ قتلتم نفسا فادّارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون * فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون } .. الآية
وقصة إبراهيم الخليل حين سأل الله تعالى أن يريه كيف يحيي الموتى فأمره الله تعالى أن يأخذ
أربعة من الطير فيقطعهن أجزاء فيفرقها على الجبال التي حوله على كل جبل جزءاً من هذه الطيور
ثم يناديهن وحينئذ تلتئم هذه الأجزاء المفرقة في الجبال بعضها إلى بعض ويأتين إلى إبراهيم مشيا
لا طيرانا وفي هذا يقول الله تعالى:-
{ وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ
أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءً ثم ادعهن يأتينك سعياًُ واعلم أن
الله عزيز حكيم } .. الآية
هذه النماذج من إحياء الله تعالى الموتى في الدنيا آيات على البعث يوم القيامة وما أهون ذلك
على الله عز وجل قال الله تعالى:-
{ وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه } .. الآية
هذه بعض أدلة البعث بعد الموت ؛ اتمنى من الأخوة والأخوات إستكمال إثبات هذه القدرة
بالدليل القرآني لكي تكتمل الصورة للقارئ
ولكم التحية[/align]
المفضلات