جدة- أحمد العمودي
أصدر وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالسعودية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ قراراً بمنع الأئمة من قراءة القرآن الكريم في صلاتي التراويح والقيام عبر جهاز الهاتف الجوال (النقال).
ويأتي هذا المنع بعد الجدل الذي أثير الأسبوع الفائت حيث أثار إمام لصلاة التراويح في أحد المساجد السعودية جدلا بين المصلين، بسبب استعانته بالتقنية الحديثة في قراءة القرآن الكريم، وذلك من خلال قراءته للآيات الكريمة خلال الصلاة من جواله الخاص بعد أن قام بتحميلها عليه.
</IMG>الجوال ليس مصحفاً
وحول آراء العلماء في ذلك التصرف يرى الدكتور علي بن حمزة العمري، رئيس جامعة مكة المكرمة المفتوحة وأستاذ الفقه الإسلامي، أن "الجوال ليس مصحفاً ولا يدخل في حكم المصحف"، مشيراً إلى جواز الدخول بهذا الجهاز إلى دورة المياه وكذا حمل الحائض له مما يجعل حكمه مختلفاً عن حكم المصحف.
وبين في حديثه لـ"العربية.نت" أن "جهاز الجوال يعد في أساسه وسيلة لتذكر الآيات والنظر إذا احتاج الإمام إليه واضطر لحمله فيحمله من باب التذكر فقط، موضحاً أن "المنصوص عليه في الفقه هو حمل المصحف في الصلاة حيث أن له خصوصية ليست موجودة في غيره".
</IMG>حكم حمله الكراهة
وأشار إلى أن "بعض الفقهاء كرهوا حمل المصحف والقراءة منه أثناء الصلاة لاحتياج حمله إلى نوع من الحركة"، مبيناً أن "حمل جهاز الجوال يحتاج إلى نفس الآلية من حركة المصلي، وهذا ما يوقع حمله في حكم المكروه".
وأضاف: "كون جهاز الجوال آلة الكترونية، فيتطلب بالتالي حركة كثيرة تنافي المقصد من الصلاة وهذا الأمر يرتبط بحمل جهاز الجوال". مؤكداً أن الإمام لو كان حافظاً فهو خيراً له في ذلك، وإن اضطر لحمل جهاز الجوال والقراءة منه فلا حرج، أما إذا كان هذا الفعل ديدنه دائماً فقد يصل الحكم الشرعي إلى الكراهة.
وبين العمري أن الفقهاء يرون بعمومهم أنه ينبغي للجماعة أن يقدموا للإمامة في الصلاة أقرأهم لكتاب الله تعالى وهم إن فعلوا ذلك استغنى الإمام عن الحركة في حمل المصحف أو غيره ونحو ذلك في الصلاة.
</IMG>لا مانع
من جهته، اعتبر الدكتور علي بن سعيد الغامدي، أستاذ الفقه بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، أن حمل جهاز الجوال والقراءة منه أثناء الصلاة جائز شرعاً. وأشار، لـ"العربية.نت" إلى أن "الأولى أن يقرأ الإمام القرآن الكريم من المصحف أثناء الصلاة"، مشيراً إلى أنه "لا شيء عليه إن قرأ آيات القرآن من جهاز الجوال".
وقال: "لا مانع من الاستعانة بالمصحف أو الجوال في القراءة في الصلاة"، مشيراً إلى جواز الاستعانة بالجوال ولا تبطل صلاته سواء كان يحفظ القرآن أم لا".
يشار إلى أن الإمام الشافعي قال في حكم قراءة القرآن الكريم أثناء الصلاة من المصحف أنها "لا تبطل الصلاة"، مشيراً إلى أن هذا مذهبه ومذهب مالك وأبي يوسف ومحمد وأحمد، وفي مقابل ذلك يرى الإمام أبوحنيفة: أن الصلاة تبطل في حال تم القراءة من المصحف.
لشيخ سامي بن عبدالعزيز الماجد استاذ الفقه وعضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أوضح أن هذا المنع هو تحوط من وزير الشؤون الإسلامية ، بهدف منع الاخطاء التي قد تقع بسبب الأخطاء التي تضمها هذه المصاحف الإلكترونية مثل الأخطاء في الرسم العثماني أو في عدم وجود بعض الكلمات.
وبين في حديثه لـ"العربية.نت" أن الاعتماد على هذه الإجهزة قد يصرف الأئمة عن حفظ القرآن الكريم، مشيراً إلى أن ذلك المنع يؤكد على الأئمة حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب.
وبين بأن هذا المنع هو سياسة شرعية أكثر من كونها مخالفة شرعية، مشيراً إلى أن تلاوة القرآن من المصحف الإلكتروني لا يعد محظوراً شرعياً.
وأوضح بأن المصاحف الإلكترونية أو الأجهزة الإلكترونية التي تضم آيات القرآن الكريم لا تعتبر مصحفاً في ذاتها ولا تأخذ حكم المصحف لأن إذا أغلق الجهاز أو تم انتهاء البرنامج ينتهي ظهور الآيات، وبالتالي لا يأخذ حكم المصحف المعروف لدى الناس وهو المحسوس الورقي
منقول من العربيه نت
المفضلات