[align=center]
ليست رؤية قاتمة ولا تناقض مع الذات ولا هي مسرحية من اخراج حاتم علي ولا هي مسلسل
ذو ثلاثين حلقة يذاع في رمضان ..
ولا هي رواية من بنات أفكار السباعي أو جبران ،،، ولا هي اقتطاف فكرة في منتدى أو مضايف شمر
ولا هي وحي من اعتصار فكري غالب على أمره ،،، ولا هي مجرد فكرة عابرة ،،،
لم اعتصر المداد ولا المحبرة هذا المساء ،،، و لم يعتصرني هم ولا جرح ولا ظلمات أخر خمسة
أيام في شهر طالت عليه الايام و الليالي .
لكن هي قطرات هطلت من بقايا خواطري ... تلك الخواطر التي اقفلت عليها الحجرة و الباب و الشباك
فكانت ماسميته بــ مواسم هجرة القلوب إلى القلوب ...
تجتاحنا عواصف رمادية اللون هائلة السرعة تسحقنا و تذرينا وترمي بنا و نأفل معها
عن كثير من الساحات و العديد من المساحات
هدوء العاصفة الرمادية لا يلبث إلا أن يصمت داخل الجوارح الدامية و المخضبة بلون الإعصار
و نستفيق على ضفاف لا هي نهرية ولا بحرية .. إنها مجرد ضفاف قد تكون ضفافاً لتيه آخر
و لعبور مستقر في الكينونة الساكنة ظلمات النفس التي لا تعرف إلــى أين المرمى و المرسى
فنبدأ برحلة البحث عن الذات و عن الأشلاء التي دمرتها عاصفة ليلة أمس بكل جنون و بكل احتيال
وبكل مكر خبيث ،،،
نلملم ما بقي من رفات أو ما بقي من ذرات و نجمعها على شكل قلب و نزرعها في عظيمات الصدر المتكسر
محاولين قدر الجهد الباقي أن نحافظ على ما يسمى حياة و بقاء .
فالأقدار شاءت و الزمن فرض حكمه بلا رحمة و البشر من حولنا مجرد أصنام أو تماثيل لا هي فرعونية
ولا هي حجرية ولا تنتمي للاهوتية
و ... تبدأ رحلة أسميتها رحلة الشقاء ورحلة العربدة في الفيافي و الأصقاع فهنا الفؤاد قد رمم نفسه
بنفسه و استطاع أن يسير على الأربعة .
نصادف رفات لحور و رفات لعظام من بني البشر قد احتوتها مقبرة ،،، نتجاوزها بفعل حب البقاء ..
و نلتفت إلى الجهة الأخرى لعلنا نصادف أطياف لأناس ربما رحلوا ... ولكنهم تركوا بصمة في الوجدان
وسرعان ما نضطر لتعديل النظرات و لكتم العبرات ونمضي في درب هيهات ثم هيهات أن يعرف له عنوان
لا نمضي بفعل الإرادة ولكن يُمضى بنا إلى حيث كل مجهول قد بنى له صرحاً و أشاد له قصراً
وعلى العتبة المدلهمة بلون السراب ندرك أنها ليست هي العتبات التي نبحث عنها فهي هنا خاوية
وسافرة .
ويستتبع بنا المسير في غابات للحزن و للهموم و للمعاناة ... نمكث قليلاً من الوقت و من ثم نرتحل
إلى حيث يجب أن يكون هناك معنى لإنسان ..
لم تبدأ بعد رحلة الهجرة فهي في البداية الأولى و لازالت تبحث عن بوصلة لتتابع المسار و المسير
وفي خضم هذا الانتظار المميت يلوح في الأفق سرب نوارس مهاجرة .. أنتبعها أم نبقى في غابات
الحزن تائهين ..
حسناً لقد رمم الحزن قلوبنا و اكسبها قسوة مع مر الوقت و الأماكن فلا محال موسم الهجرة قادم
مع تلك الأسراب الراحلة في كل بداية فصل كل خريف ....
[/align]
المفضلات