[align=center]اغلب القارئين لن يعرف معنى كلمة كراكيب .. وبصراحة لا اذكر أين قرأتها لكن قرأتها
و كراكيب باللهجة السورية المحكية يعني ( اغراض بلا لزوم )
لا ادري لماذا كان لهذه الأغراض التي بلا لزوم شأن في وقت مضى من هذا العمر ...
فلدى الجدات و الأجداد و العمات و الخالات و غيرهم من افراد العائلة كانوا يحافظون على أغراضهم
أعواماً مديدة و يقومون بصيانتها من وقت لآخر و يحافظون على نظافتها من الغبار و الحشرات
وكأنها ستستخدم اليوم لا غد وأنها ضرورة من ضروريات الحياة .
أغلبنا بل كلنا نتذكر تلك الغرفة التي تسمى ( العليّة ) أو غرفة الكراكيب كم كانت تحتوي من اشياء و
لوزام شي بلزوم و شي من غير لزوم ...
و المشكلة أن الاشياء التي من غير لزوم أكثر بكثير من الاشياء التي لها لزوم ...
ولكن كان هناك رابط يجمع بين الكبار في العائلة وبين لوازمهم تلك التي اطلقنا عليها كناية لقب كراكيب
لم نعرف كنهه ولا عمقه ولا معناه ربما إلا برحيلهم أو وفاتهم أو نتيجة تحولات حدثت بالمنزل الكبير
للعائلة التي كان يضمها بلا أدنى شكوى ..
تلك الجدران المصنوعة من الطين و الخشب فعلاً كانت بمنتهى الحنان علينا لذلك ربما كانت النشأة
أميل ما تكون للعاطفية و المشاعر أكثر من التعقل و اتخاذ قرارات حاسمة وحازمة فيما يتعلق ببعض
الأمور ، فيما يناقض واقع قاسي تلك التربية و النشأة و يطالبها أن تكون اكثر خشونة و اكثر صلابة ...
ومابين كراكيب الزمن الجميل و خشونة الحاضر و فقدانه المعنى و المبتغى و الخشية من الآت
يتملكنا شعور الرهبة و الخوف من أن يتم انتزاع كراكيبنا و التي هي عبارة عن قلم و ورقة و نبض
في الوريد ... [/align]
المفضلات