الزلزلة وأعمال العباد
قال ابن القيم رحمه الله: وذكر ابن أبي الدنيا حديثا مرسلا : ( إن الأرض تزلزلت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوضع يده عليها ثم قال : اسكني فإنه لم يأن لك بعد. ثم التفت إلى أصحابه فقال : إن ربكم ليستعتبكم فاعتبوه، ثم تزلزلت بالناس على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : ياأيها الناس ما كانت هذه الزلزلة إلا عن شيء أحدثتموه- أي معاصي ارتكبتموها - والذي نفسي بيده لئن عادت لا أساكنكم فيها ابدا
وقال كعب : إنما تتزلزل الأرض إذا عمل فيها بالمعاصي ، فترعد فرقا من الرب عز وجل أن يطلع عليها وكتب عمر بن عبدالعزيز رحمه الله إلى الأمصار : أمابعد فإن هذا الرجف شيء يعاتب الله عز وجل به العباد ، وقد كتبت إلى سائر الأمصار يخرجوا في يوم كذا وكذا في شهر كذا وكذا ، فمن كان عنده شيء فليتصدق به ...... وقولوا كما قال آدم عليه السلام ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) ، وقولوا كما قال نوح عليه السلام ( وإن لم تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين ) ، وقولوا كما قال يونس عليه السلام ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )
فما بالنا اليوم نرى الزلازل والبراكين والكوارث ونفسرها بأنها ظواهر طبيعية متغافلين عن حقيقتها
المفضلات