عزيزتي حواء.. ان الرجل يتزوج وبصره يتجه الى الحاضر فقط.. وفرحة الاقبال على حياة جديدة في صحبة امراة تزين له وجه الدنيا وتلقي في روعة ان طريق الزواج هو طريق لين الاشوك فيه ولا حجر.. ثم تمضي الايام ويستفيق الرجل اذا به فجأة رب بيت ووالد تطوقه الواجبات والمسؤوليات من كل جانب فيسوء طبعه بالرغم منه.. وتتغير اخلاقه ويتبرم من امراته واولاده ويحن الى ايام العزوبية التي كان يستمتع فيها بكامل حريته ولا يحمل غير عباء نفس.. ففي تلك الفترة الدقيقة من حياته الزوجية يصبح مصيره ومصير الاسرة كلها في يدك انت يا حواء. فاذا تبرمتي انت ايضا واتهمتي زوجك بالانانية وقابلتي تحوله بنفور وتمرد ولم تفهمي انه قد انتقال من مرحلة لينه خالصة من الاعباء الى رحلة شاقة مثقلة بالفروض فان البيت لو ان يتصدع وينهار في اخر الامر.
اما اذا افهمت زوجك والتمست له العذر وتصورتي الفارق الكبير بين حياته بالامس وهو اعزب وحياته اليوم وهو متزوج ثم هونتي عليه واجباته وخففتي عنه عباء مسؤولياته مستعينة برجاحة العقل وجميل الصبر وسحر الحنان.. فالرجل أي رج لابد ان يألف العش والقيد شيئا فشيئا ثم يرى في هذا العش حسنا وفي القيد عاصما وفي قرب المرأة ملجأه وملاذا امانا.. انك وحدك عزيزتي حواء التي يمكنك ان تحببي الى زوجك النظام وتبغضينه بالفوضئ ومتى احب الزوج النظام ووجد فيه الراحة بعد عناء العمل فسوف يضاعف الكفاح من تلقاء نفسه حاملا اشق واقصى التضحيات في ابتسامة مليئة بالشجاعة والفرح والرضاء.
|510| |510| |510|
المفضلات