[align=center]اليوم يوم الخميس الموافق للثاني من اغسطس (آب) عام 1990
الوقت بعد صلاة الفجر
كنا قد اتفقنا انا وبعض الشباب في حلقة التحفيظ في مسجدنا وكنت لا ازال صغيرا بل كنت اصغرهم ان نذهب للعب الكرة بعد صلاة الفجر من ذلك اليوم .
بعد أن صلينا صلاة الفجر التي تشهدها الملائكة والتي يكون من صلاها في جماعة في ذمة الله
جلسنا نذكر الله حتى الشروق
ثم خرجنا الى الملعب
ونحن نسمع اصوات طلقات النيران ولا نعرف ما سببه ولا مصدرها
فلم نتعود سماع هذا الصوت الا في الاعراس
ولكن اي عرس سيقام في هذا الوقت المبكر جدا
قال احد الاخوة ممن حضر متاخرا ابي يقول لي انها مناورة للجيش
مناورة ؟!
ما معنى مناورة
فالمفردة كانت كبيرة علي من هم في مثل سننا
لم نابه لذلك فما ينتظرنا اكبر واعظم لدينا
انها لعبة كرة القدم معشوقتنا
ادخلنا ثيابنا في سراويلنا ورمينا احذيتنا كعادة من كان يلعب الكرة في ذلك الزمان
وقبل ان نهم بدخول الملعب
سقطت رصاصة في وسط الملعب اثارت بعض الغبار
فزعنا وخفنا
خرج علينا امام المسجد حيث ان الملعب كان ملاصقا للمسجد
وقال يا اولادي العراق غزا الكويت
وقع الخبر علينا كالصاعقة
ماذا ؟!
العراق غزا الكويت
لماذا ؟!
ما السبب؟
السنا جيرانا مسلمين ؟!
الم يوصي الرسول بحق الجار ؟!
هربنا مسرعين الى بيوتنا وكان الملعب يبعد عن المسجد مسافة عشر دقائق مشيا
وفي الطريق رايت مروحية قريبة من اسطح المنازل
يا الهي ماهذا ؟!
انها تشبه التي رايتها في فلم رامبو !!
واصلت الجري مسرعا
حتى وصلت الى بيتنا فوجدت امي واقفة امام الباب تبحث عني
وما ان وصلت حتى ادخلتني واغلقت الباب خلفي .
هذا ما اتذكره عن فجر ذلك الخميس الاسود
ذالك اليوم الذي غير مجرى تاريخ الامتين العربية والاسلامية
ذلك اليوم الذي طعنت فيه الامة الاسلامية والامة العربية بخنجر مسموم في ظهرها
ذلك اليوم الذي أصبح نقطة تحول ومرحلة فاصلة في حياتنا
فكل ما كان قبل الغزو
يختلف كل الاختلاف عن الذي بعد الغزو
فحياتنا بشكل عام قبل الغزو اجمل من حياتنا بعد الغزو
علاقاتنا الاجتماعية قبل الغزو افضل منها بعد الغزو
انتشار الوعي الديني قبل الغزو افضل منه بعد الغزو
حالتنا المادية قبل الغزو افضل منها بعد الغزو
وقس على ذلك ما تريد
هذا على نطاق الشعب الكويتي
اما ان اردت على نطاق الامتين العربية والاسلامية
فهو بداية الاستعمار الحديث
والاحتلال الفكري والثقافي قبل العسكري لابناء الامة
فلماذا هذا التصرف يامن تسببت في كل هذا
انت الآن لاتسمعني قطعا ؟!
ولكن سياتي عليك يوم وستسال عن هذا أمام رب لايعزب عنه مثقال حبة من خردل
(واذا الموؤدة سألت بأي ذنب قتلت)
ولاشك انهم الى الله راجعون
وبين يديه واقفون
وعما اجرموا سيسألون
وعن سوء افعالهم سيحاسبون
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
كتبه
منصور الغايب
2/8/2007[/align]
المفضلات