[align=center]كتبت الأخت الفاضلة والاستاذة القديرة سيدة القلم مقالاً بمضيف المقالات بعنوان[صَلاة الرَبْ..شَك..كَشْ]
ولأن الأخت الكاتبة نقدرها ونحترمها ونجل كتاباتها المميزة ولكونها تتقبل آراء من يختلف معها بالرأي وتحاوره محاورة العقلاء لزم الأمر لنعقب على مقالتها التي نختلف معها في بعض منها :
قال سبحانه : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا الَّلهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ الَّلهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا " [ الاحزاب 70/71].
وقال الله عز وجل : {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} [ النساء 82 ]
الفاضلة سيدة القلم قالت في مثال عن تغييب الحقائق الآتي:
وهي هنا كما فهمت تستدل بتلك الجملة على تغييب الحقائق عن الناس من العلماء وهو ما أختلف معها جملةً وتفصيلاً حيث أن للعلماء فضل كبير على الامه في تعريفهم لامور دينهم ولا يمكن التعميم على ان العلماء هم من يغيبون الحقيقة عن الامة ولم نسمع ان عالمنا من علمائنا الذين اشتهروا بالعلم قد ردوا علىولِئن سألْتَ عَْاْلِمْ سُؤالاً بَسِيْطَاْ وقُلتْ
يَاْ عَاْلِمُنَاْ النِحْرِيرْ
كِيْفَ اللهُ يُصلِيْ عَلَى النَبِيْ..؟!!
وهَلَ اللهُ يُصَلِيْ ..؟!!
لِـ قَاْلَ لَكَ :
يَاْبُنِيْ لا تُكَفّر فَـ التَفْكِيْرُ يؤدِيْ بِكَ إلَى الشَك
والشَكّ يَرْمِيْ بِكَ فِيْ قَبر الإلْحَاد
سائلٍ كما ذكرت الاخت الفاضلة .
وباعتقادي ان الامة هي المسئولة عن ضياع الحقيقة ، وهي المقصرة في عدم البحث عنها او السؤال لمعرفتها ، فالعلماء اجتهدوا وتعلموا وحوربوا من اجل هذا العلم فكيف يغيبون حقيقته عن الامة وما مصلحتهم ؟؟ ونحن نعرف بان هذا العلم ليس كغيره من العلوم الدنيوية بل هو علم مكسبه الدار الاخرة الامر الذين امرنا الله سبحانه وتعالى ان نسأل اهل الذكر وهم العلماء الذين جعلهم ورثة الانبياء .
وقالت ايضاً :
واعتقد بان تحليلك او تفسيرك هنا جانبه الصواب لسبب بسيط هو ان الانبياء معصومون ولا يمكن القول بانهم في شك من رسالتهم لان الله عز وجل قد اصطفاهم وحفظهم من تلك الامور لذلك هم اسوتنا الحسنة كما ان ليس فى ظاهر هذا القول اعتراف بالشك، بل نفيه عن نفسه ، وعن إبراهيم وسائر أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام، إذ ما يجوز فى حق واحد منهم يجور فى حق الجميع ، كما ان هذا الحديث جاء لينفي الشك عن سيدنا ابراهيم لقول الله عز وجل في الآية التي جاءت على لسانه " رب أرنى كيف تحى الموت قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى" ، وهنا فان ظاهره الشك مبعدة ولا اساس لها لكونهم عليهم الصلاة والسلام رسل من عنده الله عزوجل وهذا يكفي ان يكونوا على يقين من عند الله ، وهل يشك سيدنا ابراهيم بقدرة الله على احياء الموتى ، ثم ان الحديث واضح إن الشك مستحيل فى حق إبراهيم عليه السلام، فإن الشك فى إحياء الموتى لو كان متطرقاً إلى الأنبياء، لكان النبي أحق به من إبراهيم، لأن ما يجوز فى حق واحد من الأنبياء يجوز فى حقهم جميعهم، وقد علمتم أنى لم أشك، فاعلموا أن إبراهيم عليه السلام لم يشك.فِيْ حِينْ ان " الشَك " هُوَ نُوَاة الإسْلام الأوْلَى
ولُوْلا شَك إبْرَاْهِيم عَلِيْهِ السَلام فِيْ بِدَاْيَه نبُوأتِه لمَّاْ تَوصّلَ إلَى الإسْلام
فَقَد قَاْلَ الرَسُول صَلّى اللهُ عَلِيْهِ وَسَلّم فِيْ حَدِيْثٍ صَحِيح
" نَحْنُ أحَقُ بِـ الشَك مِنْ إبْرَاْهِيم "
الشَك يُوصّلنَاْ إلَى " اليَقِينْ "
هَذا اليَقِينْ الَذِيْ يَخْلُو مِنْهُ قُلُوب المُسْلِمِين الآن
وقالت ايضاً :
ولا اعلم كيف قمتي بهذا التفسير ومن اين اتيتي به رعاك الله فتفسير الآية مختلف تماماً عما ذكرتي فيقول فضيلة الدكتور/عمر بن عبد العزيز قريشي : ( زعم قوم من النصارى أن هذه الأية تدل على أن الإسلام ليس حقًا , أو أن النبي صلى الله عليه وسلم شك فيما أنزل إليه , أو سألوا : هل كان نبيكم يشك فيما أنزل إليه ؟ .ولُوْ كَاْنَ الشَكّ لَهُ سِلْبِيَّاتْ لَمَاْ سَكَتَ اللهُ عَنْ نَبِيّه مُحمّد
صَلّى اللهُ عَلِيْهِ وَسَلّم والَذِيْ إصْطَفَاه دُوْنَ كَاْفَه البَشَر
عِنْدَمَاْ شَكّ فِيْ نبُوّتِه ..
ولَمْ يؤنِبَه او يُعَاْتِبَه عَلَىَ شَكِه بَلْ قَاْلَ لَهُ سُبْحَاْنَه
( فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)
والجواب على ذلك سهل وميسور : ذلك أن السائل لم يفرق بين ( إن ) الشرطية وبين ( إذا ) الشرطية , ذلك لأن ( إن) الشرطية لا تفيد تحقيق الوقوع , وإنما تفيد احتمال الوقوع , وافتراض الوقوع .
يعني : على افتراض أنك شككت- ولن تشك – فسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك من العلماء الذين قرأوا صفاتك , وعلموا الحق الذى أنت عليه وصدقوا بذلك , أمثال عبد الله بن سلام , ونحوه, ولذلك قال تعالى : {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }الأحقاف10.
وأما (إذا) فإنها تفيد تحقيق الوقوع ,و(إن) تفيد الإحتمال أو الإفتراض , من باب قوله تعالى : {قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ }الزخرف 81 . ولن يكون للرحمن ولد , وإنما هو من باب الإفتراض , والآية هنا صدرت " بإن " التي هى للإفتراض وليست " إذا " التي هى لتحقيق الوقوع , والفارق بينهما واضح .
هذا ثم يقال للسائل : لماذا لم تكمل الآية ؟ كمن قرأ {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ }الماعون4.ثم سكت , فحكم على المصلين بالويل , أو قرأ { لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ }النساء 43. فمنع فريضة الله ! , وفي آخر الآية (لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ), وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما نزلت الآية : " والله لا أشك ولا أسأل " ).
اما وقولك :
فاتمنى منك الرجوع الى الحق والسؤال فيه فلا يجوز اتهام علماء الامه بانهم سبب في انحراف الناس عن جوهر الدين الاسلامي لانهم غيبوا الحقائق عنهم ، فيا اختي لقد بين الله عزو وجل الحق من الباطل ومنحنا العقل للتفكير والتدبير ولرحمته بنا ارسل لنا الرسل ليتلون علينا ما امروا به ويعلموننا الدين الحق كما جعل من بيننا من هم زهدوا واجتهدوا من اجل تعليمنا لشريعتناالاسلامية وحرصوا على آخرتهم قبل دنياهم وكان من حقهم علينا الاحترامَ والإجلال، والتأدُّبَ في المقال والفعال، وإحسانَ الظنّ بالعالم، وتَرْكَ جداله ومُمَاراته بغير علم، وكما قال القائل:عُلَمَاْء المُسْلِمِينْ غيَبُواْ الكَثِير مِنْ الحَقَاْئِق عَنْ المُسْلِمِينْ
وبِسَبَب هَذاْ التَغْييب إنْحَرَفَ النَاس عَنْ جُوْهَر الدِين الإسْلاْمِيْ
وَتَعَلّقُواْ بِـ المُضَلِلاتْ مُعْتَقِدِينَ انْ هَذا هُوَ جُوْهَر العَقِيْدَة السَلِيْمَه
فَلَمْ نَحْفَظ وَلَمْ نَفْقَه إلاّ مَاْ عَلَمُوْنَاْ إيَاة
فأبْتَعَدْنَاْ بِـ ذَلِك عَنْ " جُوْهَر الدِين الإسْلامِيْ "
وَتَشَبّثْنَاْ بِـ المُضلِلات
وأكثر بَخسًا للفضيلة موقعٌ *** يُجادلُ أهلَ العلم فيه جَهُولُ
هذا حقّ أهل العلم عامّةً، فكيف إذا كانوا علماءَ بالله تعالى وبأمره؟! فهؤلاء هُم أولياء الله الذين من عاداهم فقد آذنَ الله –تعالى- وبارزه بالعداوة والحرب، والذين هم ورثة الأنبياء، وسادة الأُمّة، وأدِلَّاءُ العالمين إلى سعادة الدنيا والآخرة.
واخيراً علينا ان نقر بتقدُّمِ العلماء علينا وتميُّزِهم عنا، وإلا فعلينا أن نطوي صفحة الحديث عن حقوق العلماء على أمتهم ، وان نفسر القرأن والحديث كل حسب فهمه وعقله ، الامر الذي سيجعل من الشريعة وسيلة لاهواء العامة وهو ما نهانا الله عنه.
اما ما ذكرتيه بعد ذلك فهو وان كان قد حصل فهو بسبب جهلنا واتباع رغباتنا واهوائنا والبحث عن وسيلة لتحقيقها فنذهب لمن لاعلم لهم ولا معرفة او ممن يريدون الحياة الدنيا فيكون لعلمه شك وريبة .
هذا ما اردت التعقيب عليه ولي عودة أخرى على ما تفضلت به الاخت الكريمة في بقية مقالها والذي قد اتفق معه في جزيئات ساردها عند عودتي . [/align]
ملاحظة : كتبت تعقيبي في عجالة لايماني بان الحوار هنا سيكون ذو فائدة للجميع بما فيهم انا واختي صاحبة المقالة
المفضلات