من أكثر الصفات القبيحة التي أثبتها القرآن لليهود نقض العهود والوعود والمواثيق.
فقد أشار القرآن إلى أنّ اليهود لا يحفظون عهوداً مع أحد، ولا يرعون وعداً قطعوه على أنفسهم، حتى ولا عهودهم مع الله جلّ جلاله، ويُعدّ هذا الخلق من أهم الصفات التي ينبغي أن يلتفت إليها العالم أجمع، وليعلم الجميع أنّ اليهود شعبٌ يخُطط دائماً للوصول إلى أغراضه، ولا يتحرك بدون خطّةٍ ومنهج، وفي الوقت ذاته لا يتورع عن سلوك أخسّ وأقذَر الوسائل في الوصول إلى أغراضه فالغاية تبرر الوسيلة. فلو كان السبيل إلى أهدافهم عقد المواثيق وإبرام العقود ثمّ نقضها فتلك عقيدتهم وذاك دينهم.
ولكن متى يقابل المسلمون هذا التخطيط اليهودي، وهذه العقيدة اليهودية السافرة، بإيمان مُقدَّس منشأه ومَردُّه قول العليم الخبير (أوَ كُلَّما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون) [سورة البقرة: 100].وقوله عز وجل: (إنّ شرّ الدوابّ عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون. الذين عاهدْت منهم ثمّ ينقضون عهدهم في كلّ مرّة وهم لا يتّقون) [سورة الأنفال: 55، 56].
لقد قصّ لنا القرآن عشرات العهود والمواثيق التي نقضها اليهود وهدموها وخرجوا عليها بكل بجاحةٍ، قال تعالى: (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوةٍ واذكروا ما فيه لعلّكم تتقون، ثمّ توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين)[سورة البقرة: 63، 64].
ويقول تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلاّ الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة. ثمّ توليتم إلاّ قليلاً منكم وأنتم معرضون. وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخُرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون. ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان) [سورة البقرة: 83، 85].فقد بيّن الله تعالى أنّه أخذ الميثاق على بني إسرائيل بأن لا يعبدوا إلاّ الله وبأن يحسنوا للوالدين وذي القربى واليتامى والمساكين، وأن لا يسفكوا الدماء وقد أقرُّوا بهذا الميثاق واعترفوا به وشهدوا على أنفسهم. وبعد هذا كُلّه نقضوا عهد الله وميثاقه الذي واثقهم به، فسفكوا الدّماء وقتل بعضهم بعضاً وأخرجوا بعضهم من ديارهم.وقد نزلت هذه الآيات في معرض الإنكار على اليهود الذين كانوا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وما كانوا يعانونه من القِتال مع الأوس والخزرج.
يقول ابن كثير: "وذلك أنّ الأوس والخزرج، وهم الأنصار، كانوا في الجاهلية عُبّاد أصنامٍ وكانت بينهم حروب كثيرة، وكانت يهود المدينة ثلاث قبائل: بنو قينقاع وبنو النضير حلفاء الخزرج، وبنو قريظة حلفاء الأوس فكانت الحرب إذا نشبت بينهم قاتل كل فريقٍ مع حلفائه فيقتل اليهودي أعداءه، وقد يقتل اليهودي الآخر من الفريق الآخر، وذلك حرامٌ عليهم في دينهم ونصِّ كتابهم
وقال تعالى: (ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً، وقال الله إنّي معكم لئِن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برُسلي وعزَّرتموهم وأقرضتم الله قرضاً حسناً لأُكفِّرنَّ عنكم سيئاتكم ولأُدخلنَّكم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار، فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضلّ سواء السبيل. فبما نقضِهم ميثاقهم لعنّاهم وجعلنا قلوبهم قاسية يُحرّفون الكلم عن مواضِعِه ونسوا حظّاً مما ذُكِّروا به ولا تزال تطّلع على خائنةٍ منهم فاعف عنهم واصفح إنّ الله يُحبّ المحسنين) [سورة المائدة:12، 13]
وجميعنا نعرف نقض اليهود ( بني قينقاع، وبني النضير، وبني قريظة ) لعهودهم مع رسول الله ( ص ) وأمّا في العصر الحديث فالعالم كُلّه شاهدٌ على نقض العهود والوعود، بل إنّ اليهود يتخذون الوعود والمواثيق أسلوباً وسبيلاً للوصول إلى أغراضهم، فقد يعقدون المعاهدة حتى يلتقطوا أنفاسهم ويُعِدُّوا أنفسهم. فإذا تحقق لهم ما أرادوا ينكثون العهد والوعد كعادتهم.
فبعد ما قدمه العرب من تنازلات مزلة فإن الطرف اليهودي كان ولا يزال يتعامل مع الطرف الفلسطيني بالازدراء والمكر والخداع وكعادة اليهود في التملّص من العهود، فإنّهم لم يصبروا على اتّفاق أوسلو، رغم حيفه وجوره، وعادوا إلى التمثيليّة المتكررة (تعدد فهم النّص)، تلك التمثيلية التي درجوا على اللجوء إليها كلّما أرادوا التحريف و التزييف فيقولون النَّص هكذا، ولكننا نفهم كذا، وأنتم تفهمون منه كذا، وبهذا يتخلّصون من أي التزام، ويتبرئون من كلّ مسؤولية. لقد قال رابين قبل مصرعه: "إنني أكتشفتُ أنّ هناك قراءتين لاتّفاق أوسلو، قراءة فلسطينية، وقراءة إسرائيلية. ونحن أمام تفسيرات مختلفة لقضيّة كنت أظنّها واضحة في الاتفاق -وقال- إنّ فجوة الاتّفاق بيننا وبين عرفات واسعة"
فما كان يفهم (شامير) من قواعد اللعبة يمكن أن يختلف غداً عمّا فهمه (بيريز)، وما كان مسلّماً به عند (رابين) يمكن أن ينقلب على أعقابه في مفهوم (نتنياهو)، وما تعاهدت عليه حكومة الليكود اليوم ليس ملزِماً لحكومة العمل غداً، وهكذا تتوالى الفصول في عملية السلام المهزول نقضاً للوعود ونكثاً للعهود. وصدق الله ومن أصدق من الله قيلاً: (أوَ كُلّما عاهدوا عهداً نَبَذَه فريقٌ منهم، بل أكثرهم لا يؤمنون) [سورة البقرة: 100]، (الذين عاهدت منهم ثُمَّ ينقضون عهدهم في كلّ مرّة وهم لا يتّقون) [سورة الأنفال: 56].
وأود أن أختم بقول الله تعالى " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ "[ سورة المائدة:82 ] القران يقول ان اليهود هم اشد الناس عداوة للمسلمين وهذا مستمر الى وقتنا الحاضر وسيستمر حتى قيام الساعة اشد الناس عداوة للملسلمين هم اليهود
ان الله هنا يتحدي تحدي عظيم ذلك ان اليهود لديهم الفرصة لهدم الاسلام بامر بسيط الا وهو ان يعاملوا المسلمين معاملة طيبة لبضع سنين ويقولون عندها : ها نحن نعاملكم معاملة طيبة والقران يقول اننا اشد الناس عداوة لكم ,اذن القران خطأ ! , ولكن هذا لم يحدث خلال 1400 سنة !! ولن يحدث لان هذا الكلام نزل من الذي يعلم الغيب وليس انسان !!
فمتى نأخذ العبر من هذا كله ونتعلم كيفية التعامل مع هؤلاء القوم
الأخ عربي
المفضلات