يذكر أن هناك بنت من الإفرنجه مرضت مرضاً شديداً قد أعياها والزمها الفراش وكانت طالبة ذكية ومتفوقة وذات أخلاق عالية ومرحة تنشر البهجة والسرور بين زملائها في المدرسة قبل أن تصاب في هذا المرض العضال الذي بعث في نفسها اليأس والإحباط والقنوط من الحياة وعم الحزن والكآبة جميع زملائها وأصدقائها لمرضها وصاروا يتوافدونا على منزلها لزيارتها والإطمئنان على حياتها وصحتها كانت في تدهور مستمر.
وكان الأطباء يحاولون إنقاذها ورفع معنويتها إلا إنها لم تستجب وأمتنعت عن تناول الأدوية مدعية إنها سوف تفارق الحياة عند سقوط آخر ورقة من شجرة التين التي كانت في فناء المنزل وتنظر لها من خلال النافذة الصغيرة في غرفتها في فصل الخريف ومن المعروف بأن كل الأوراق تتساقط حتى تبقى الأغصان جرداء عارية من الأوراق تماماً.
هنا حاول الجميع أن يغير من هذه النظرة المتشائمة دون جدواء فقالت لهم لاتحاولون إنني أنظر إلى نهايتي في وضوح تام مع سقوط آخر ورقة من هذه الشجرة لامحاله وأصبح الجميع في حالة يرثى لها أمام هذا المشهد الأليم والكل أصبح ينظر إلى هذه الشجرة التي لايمر عليها جزء من الثانية إلا وسقط شيء من أوراقها فهذه تسقط والأخرى تصفر إستعداداً للسقوط وهكذا.
إستمرة معاناة أهلها وشاع هذا الخبر الحزين في أنحاء المدينة ووصل الأمر إلى أسماع الصحافة الإنجليزية عن قصة هذه الفتاة التي ربطة موتها وموعدها مع القدر في آخر ورقة تسقط من هذه الشجرة وقد فقد الجميع الأمل في شفائها نظراً لتدهور صحتها يوم بعد يوم وأصبح همهم مراقبة هذه الأوراق وعدها.
وكانت كل ماتصبح تفتح عينيها الزرقاوين وتنظر لهذه الشجرة وعلى ضؤ مابقي من أوراق تعيش وتنتظر لحظة الوداع وفي هذه الأثناء علم بذلك أحد هواة الرسم البسطاء وذهب لزيارتها مثل غيره من الناس الذين صابهم الهلع والحزن الشديد لهذه النهاية الحتمية المؤلمة.
لقد وقف بجانبها ونظر إلى الشجرة التي هي ربطة حياتها في آخر ورقة تسقط منها وكانت ليلة عاصفة بحيث كان من الممكن أن تسقط جميع الأوراق في تلك الليلة وتسلم روحها لخالقها حسب إعتقادها وكان الأهل والأصدقاء يتحلقون حولها لالهم حول ولاقوة.
هنا أسدل الليل رداءه الأسود وأغمضت الفتاة عينيها رافضة الأكل والشرب والدواء وحتى الكلام بإنتظار النظرة الصباحية الأخيرة للشجرة الجرداء وتسليم الروح لبارئها. ، ولكن مشيئة الله تدخلت من خلال ريشة الرسام الذي نظر إلى الشجرة وهي تجود في آخر ورقة بها وترمي بها إلى الأرض فقام ورسم ورقة خضراء على زجاج النافذة من الخارج وكأنها على أحد الأغصان الثابتة من الشجرة أثناء الليل.
ولما أصبحت الفتاة أطلقت نظرها بإلتجاه الشجرة إلا وبهذه الورقة الخضراء مازالة على أحد الأغصان ففرحة فرحاً شديداً ونادة على أمها وطلبت أن تسقيها وإن تسقي الشجرة لكي ماتسقط هذه الورقة الأخيرة ورقة الحياة والأمل ، هنا بداءت معنوية الفتاة تتحسن وصارة تتماثل للشفاء وتتناول العلاج والطعام حتى شفية تماماً وبهذه الرسمة أصبح طالب كلية الفنون الرسام أشهر من إسحاق نيوتن في هذه الرسمة التي أنقذت بإذن الله حياة هذه الفتاة رغم بساطتها.
المفضلات