[align=center]
أباطيل وأسمار الشيعة الروافض .. ( 1 )
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى ( فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) ..
وبعد ،، فإن المطلع على أحوال أمتنا وما تعانيه من مشكلات وما يعترضها من عقبات .. لا يستغرب أبداً أن تتزامن الكثير من الأدواء والعلل لتشكل المزيد من الإختراقات والإنحرافات والتحريفات ..
إن المتأمل في أشكال التدافعات الفكرية التي تطفو بين الحين والآخر على أسطح مواقعنا ومنتدياتنا ؛ قد يفاجئ بحجم الخلل في ثقافة الجيل التاريخية .. والعلمية ؛ الذي يصل إلى مستوى فقدان المناعة وتبعثر معالم الإهتداء ، وتهديد ملامح الشخصية المسلمة ؛ بغياب أصول الخلفيات الثقافية لمحاور الحراك الدائر ..
أيها الإخوة والأخوات .. الأعزاء ..
ثمة مخاطر .. تثير الغبار في وجه الأصول المعرفية ..
ثمة قابلية للإنحراف .. ترتكز على الفراغ الذهني والتشويشات العقائدية والغبش في التصورات ..
ثمة مخاوف تنبعث عن الإستجابة السلبية .. لدواعي تتدثر بشبهات وتحريفات .. وتلبيسات وأوهام .. وخرافات ..
ثمة فراغ في ذهنية أبناء أهل السنة ، سواء فيما يتعلق بقراءة التاريخ ، أو فيما يتعلق بحجم الكيد ، وطبيعة المعركة ، وزاوية الإنحراف ..
ثم أخيراً لا آخراً .. وهو الأمر الأهم الذي لا ينفك عن كونه محصلة لكل الذي ذكرنا ..
هناك غياب لملامح المشروع السني .. في مقابل مشروعات الهدم التي تستهدف حصوننا من داخلها وتضغط على وجودنا من خارجها ..
إنني أضع بين يدي إخوتي وأخواتي .. لبنات في التفكير والفهم .. لحماية جدار ثقافتنا ولسد ثغرات معارفنا بالخلفية التاريخية للصراع القائم اليوم .. في أصقاع العالم الإسلامي من حولنا .. وفي دهاليز جامعاتنا ومعاهدنا ومدارسنا وإعلامنا .. الذي شحن بكل من هب ودب من حملة الأوبئة والإنحرافات .. من المعلمين والأساتذة والإعلاميين ؛ الذين ينقلون أحمالهم وأوزارهم ؛ ليشيعوا الفوضى والشكوك والغبش ، والخرافات والتبديلات .. بين الأبناء العزل ..
قال الإمام أبو عبد الله البخاري في كتابه النفيس خلق أفعال العباد : « ما أبالي صليت خلف الجهمي أو الرافضي أم صليت خلف اليهود والنصارى ، ولا يسلم عليهم ، ولا يعادون ، ولا يناكحون ، ولا يشهدون ، ولا تؤكل ذبائحهم »
لقد أصبح نشاط الشيعة الروافض اليوم واختراقاتهم مخيف ورهيب ، حيث توفرت لهم أسباب نشر أباطيلهم وأسمارهم وإفكهم ؛ في مناحي العالم الإسلامي ، باسم حبّ آل البيت زورا وبهتانا ، وقد طبعت مئات آلاف النسخ من كتبهم القديمة والحديثة ، وبطبعات فاخرة ، توزع مجانا في كل مكان حلَّ فيه الرافضة غربا وشرقاً ..
ولهم مواقع كثيرة متعددة الأغراض على " النت " ، كلها تنضح بالسم الزعاف على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والقدح فيهم وسبِّهم ، والوقوع في أذيتهم ، فلا يشكُّ عاقل يؤمن بالله واليوم والآخر بكفر بهؤلاء الأوباش ، وأن خطرهم لا يقل في حجمه وأثره عن مخاطر اليهود والنصارى ، إلا أن الفارق بينهم أن هؤلاء مكشوفون لدى عوام المسلمين وخواصهم ، فلا ينخدعون بهم ، بينما الرافضة يزعمون أنهم مسلمون ، والله تعالى لم يقل في كتابه العزيز إن اليهود والنصارى في الدرك الأسفل من النار ، ولكنه قال ذلك في المنافقين الذين يعيشون وسط المجتمع الإسلامي ، ويطعنون المسلمين من الخلف ، قال تعالى ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ، إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ) النساء
إن دعوات التقارب بين الملتين .. التي تتنباها قطعان العمائم وحملة المباخر عبر العصور ، وأنهم مذهب خامس لا فرق بيننا وبينهم إلا في الفروع ؛ إنما هي دعوة كاذبة فاجرة ، تدل على جهل الداعي لها ، وغيابه عن أصول و تفاصيل المذهب المشؤوم ، وواقع الممارسة المعاشة الثابتة لكل ذي عينين .. أو ألقى السمع وهو شهيد ..
إن الغاية التي تستهدفها هذه الدعوات المشبوهة هي تمييع الإسلام وملة التوحيد ، وإلغاء فكرة الولاء والبراء من الدين ، وجعل أهل السنة والجماعة يهذون بما لا يعون ؛ وحتى إن لم يتشيعوا بالمذهب الآن فلا أقل من أن يتمذهبوا سياسياً على خطى ومقاربات قناة الجزيرة وتلبيساتها ..!!
إن هذا التلبيس لا ينطلي إلا على السذَّج من الأبناء والمغرر بهم ؛ ذلك أن تاريخ الرافضة كله مخازي ومصائب وخروقات ..
إن الذي يسيل من دماء المسلمين في العراق اليوم على أيادي أساتذة حسن ولد عبدالكريم ليس عنا ببعيد ، فلا يجوز الانخداع بوسائل الإعلام التي تروج للباطل ولا تستشرف الهدى ..!!
لقد اخترت لكم أن تقفوا معي على مقالات أخي الشيخ د . علي الصلابي ؛ لتتلمسوا عمق المشكلة ، وحجم الإنحراف ، وخلفية المشهد ، وطبيعة الصراع والمساحة التي يغطيها ..
وليتحصن الأبناء .. بالمعرفة الحقة .. وبالعلم النافع .. وبالثقافة المجزية ..
وليستشرفوا آفاق مسارات النهوض الواثق .. لإعادة الأمور إلى نصابها .. والعمل على ترسم ملامح مشروع أهل السنة المغيب ..
هلموا أيها الإخوة والأخوات الليبيين الأعزاء .. واقتطعوا جزءاً من وقتكم الثمين .. لتشكلوا معالم إنطلاقتكم .. وتحصنوا جدار هويتكم .. وتثبتوا ركائز نهضتكم ..
إقرؤوا أولاً .. ثم وبمجرد أن تتضح الخلفية التاريخية للفكرة .. فستجدون ملامح مساراتكم واستشرافاتكم قد بدت في أفق التفكير .. وبعدها .. ستجنون الثمر اليانع .. الذي هو ليس ببعيد عن أصحاب الهمم وأهل المجاهدات ..
وإنها لسانحة مباركة لأن نتقدم جميعاً بالشكر لأخينا الشيخ ( د . علي الصلابي ) على جهوده المبرورة في الذود عن حياض الأمة المباركة ..
وأن نتهيأ لنكون أوفياء .. للمنهج الحق .. وللرؤية الصواب .. ولميزان الإعتدال .. وللمشروع السني الواعد ..
جزى الله خيراً كل من أعان على البيان ، ووقف دون الحقيقة مدافعاً منافحاً ، منافساً بالمعروف وباذلا ً ..
قال الشيخ علي الصلابي :
أولاً .. لمحة تاريخية عن نشأة الشيعة الرافضة ومراحل تطورها ..
المعنى اللغوي للشيعة :
شيعة الرجل : أتباعه وأنصاره , ويقال : شايعه , كما يقال : والاه من الولى .. وتشيّع الرجل أي : ادعى دعوى الشيعة , وتشايع القوم صاروا شيعًا , وكل قوم أمرهم واحد يتبع بعضهم رأي بعضهم فهم شيع , وقوله تعالى : كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ" [سبأ:54] .. أي بأمثالهم من الأمم الماضية ، وجاء في المصباح المنير: والشيعة الأتباع والأنصار , وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة , ثم صارت الشيعة وصفًا لجماعة مخصوصة والجمع شيع مثل : سدرة وسدر , والأشياع جمع الجمع , وشيعت رمضان بست من شوال أتبعته بها فالشيعة من حيث مدلولها اللغوي تعني : القوم والصحب والأتباع والأعوان , وقد ورد هذا المعنى في بعض آيات القرآن الكريم كما في قوله تعالى ( "فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ) القصص 15, وقوله تعالى ( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ ) الصافات 83 , فلفظ الشيعة في الأولى : تعني القوم , وفي الثانية تشير إلى الأتباع الذين يوافقون على الرأي والمنهج ويشاركون فيهما ..
المعنى الإصطلاحي للشيعة :
إن تعريف الشيعة مرتبط أساسًا بأطوار نشأتهم , ومراحل التطور العقدي لهم , ذلك أن من الملحوظ أن عقائد الشيعة وأفكارها في تغير وتطور مستمر ، فالتشيع في العصر الأول غير التشيع فيما بعده , ولهذا كان الصدر الأول لا يسمى شيعيًا إلا من قدم عليًا على عثمان , ولذلك قيل : شيعي وعثماني , فالشيعي من قدم عليًا على عثمان , فعلى هذا يكون التعريف للشيعة في الصدر الأول : أنهم الذين يقدمون عليًا على عثمان فقط ، ولهذا ذكر ابن تيمية : أن الشيعة الأولى الذين كانوا على عهد علي كانوا يفضلون أبا بكر وعمر , وقد منع شريك بن عبد الله – وهو ممن يوصف بالتشيع –إطلاق اسم التشيع على من يفضل عليًا على أبي بكر وعمر, وذلك لمخالفته لما تواتر عن علي في ذلك ..
والتشيع يعني المناصرة والمتابعة لا المخالفة والمنابذة , وروى ابن بطة عن شيخه المعروف بأبي العباس بن مسروق قال حدثنا محمد بن حميد , حدثنا جرير , عن سفيان , عن عبد الله بن زياد بن جرير قال : قدم أبو إسحاق السبيعي الكوفة , فقال لنا شهر بن عطية : قوموا إليه , فجلسنا إلي فتحدثوا , فقال أبو إسحاق : خرجت من الكوفة وليس أحد يشك في فضل أبي بكر وعمر وتقديمهما , وقدمت الآن وهم يقولون : ولا والله ما أدري ما يقولون .. قال محب الدين الخطيب : هذا نص تاريخي عظيم في تحديد تطور التشيع , فإن أبا إسحاق السبيعي كان شيخ الكوفة وعالمها , ولد في خلافة أمير المؤمنين عثمان قبل شهادته بثلاث سنين , وعمّر حتى توفى سنة 127هـ ، وكان طفلاً في خلافة أمير المؤمنين علي , وهو يقول عن نفسه : رفعني أبي حتى رأيت علي بن أبي طالب يخطب , أبيض الرأس واللحية , ولو عرفنا متى فارق الكوفة , ثم عاد فزارها لتوصلنا إلى معرفة الزمن الذي كان فيه شيعة الكوفة يرون ما يراه إمامهم من تفضيل أبي بكر وعمر , ومتى أخذوا يفارقون عليًا ويخالفونه فيما كان يؤمن به , ويعلنه على منبر الكوفة من أفضلية أخويه , صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيريه وخليفتيه على أمته في أنقى وأطهر أزمانها , وقال ليث بن أبي سليم : أدركت الشيعة الأولى وما يفضلون على أبي بكر وعمر أحداً ..
وذكر صاحب مختصر التحفة : إن الذين كانوا في وقت خلافة الأمير رضي الله عنه من المهاجرين والأنصار , والذين اتبعوهم بإحسان , كلهم عرفوا له حقه , وأحلوه من الفضل محله , ولم ينتقصوا أحدًا من إخوانه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلاً عن إكفاره وسبه , ولكن لم يظل التشيع بهذا النقاء والصفاء والسلامة والسمو , بل إن مبدأ التشيع تغير , فأصبحت الشيعة شيعاً ، وصار التشيع قناعًا يتستر به كل من أراد الكيد للإسلام والمسلمين من الأعداء الموتورين الحاسدين .. ولهذا نسمي الطاعنين على الشيخين الرافضة , لأنهم لا يستحقون وصف التشيع , ومن عرف التطور العقدي لطائفة الشيعة لا يستغرب وجود طائفة من أعلام المحدثين , وغير المحدثين من العلماء والأعلام أطلق عليهم لقب الشيعة , وقد يكونون من أعلام السُنَّة , لأن التشيع في زمن السلف مفهومًا وتعريفًا غير المفهوم والتعريف المتأخر للشيعة ، ولهذا قال الذهبي في معرض الحديث عمن رمى ببدعة التشيع ( إن البدعة على ضربين , فبدعة صغرى , كغلو التشيع , أو كالتشيع بلا غلو , فهذا كثير في التابعين ، وأتباعهم مع الدين والورع والصدق , فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية ، وهذه مفسدة بينة , ثم بدعة كبرى كالرفض الكامل , والغلو فيه , والحطّ من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما , والدعاء إلى ذلك , فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة أيضًا , فما أستحضر الآن في هذا الضرب رجلاً صادقًا ولا مأمونًا , بل الكذب شعارهم , والتقية والنفاق دثارهم , فكيف يقبل نقل من هذا حاله , حاشا وكلا , فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من تكلم في عثمان والزبير , وطلحة ومعاوية , وطائفة ممن حارب عليًا رضي الله عنه وتعرض لسبهم , والغالي في زمننا وعرفنا هو الذي يكفر هؤلاء السادة ويتبرأ من الشيخين فهذا ضال مفترٍ ) ..
إذن التشيع درجات وأطوار ومراحل , كما أنه فرق وطوائف , وقبل أن ندع الحديث حول تعريف الشيعة نشير إلى أنه يلحظ على تعريفات الشيعة الواردة في معظم كتب المقالات , أنها دأبت على القول في التعريف للشيعة الإمامية بأنهم أتباع علي ..!!
وهذا يؤدي إلى نتيجة خاطئة تخالف إجماع الأمة كلها , هذه النتيجة أن يكون علي شيعيًا يرى ما يراه الشيعة , وعلي رضي الله عنه برئ مما تعتقده الشيعة فيه وفي بنيه ولذلك لابد من وضع قيد واحتراز في التعريف رفعًا للإبهام , فيقال : هم الذين يزعمون اتباع علي , حيث إنهم لم يتبعوا عليًا على الحقيقة , وليس أمير المؤمنين على ما يعتقدون , أو يقال : بأنهم المدعون التشيع لعلي , أو الرافضة , ولذلك عبر عنهم بعض أهل العلم بقوله : الرافضة المنسوبون إلى شيعة علي , فهم أيضًا ليسوا على منهج شيعة علي المتبعين له , بل هم أدعياء ورافضة ..
المعنى اللغوي للرفض :
الرفض في اللغة هو : الترك, يقال رفضت الشيء : أي تركته , فالرفض في اللغة معناه الترك والتخلي عن الشيء ..
المعنى الإصطلاحي للرفض :
الرافضة في الاصطلاح هي : إحدى الفرق المنتسبة للتشيع لآل البيت , مع البراءة من أبي بكر وعمر وسائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا القليل منهم , وتكفيرهم لهم وسبهم إياهم , قال الإمام أحمد رحمه الله ( الرافضة : هم الذين يتبرءون من أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسبونهم وينتقصونهم ) ، وقال عبد الله بن أحمد رحمه الله : سألت أبي عن الرافضة ؟ , فقال ( الذين يشتمون أو يسبون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ) ..
وقال أبو القاسم التيمي بقوام السنة في تعريفهم : وهم الذين يشتمون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ورضي عن محبيهما , وقد انفردت الرافضة من بين الفرق المنتسبة للإسلام بمسبة الشيخين أبي بكر وعمر , دون غيرها من الفرق الأخرى , وهذا من عظيم خذلانهم , قاتلهم الله ..
يقول ابن تيمية رحمه الله : فأبو بكر وعمر رضي الله عنهما أبغضتهما الرافضة ولعنتهما , دون غيرهم من الطوائف , وقد جاء في كتب الرافضة ما يشهد لهذا , وهو جعلهم محبة الشيخين وتوليهما من عدمهما هو الفارق بينهم وبين غيرهم ممن يطلقون عليهم النواصب , فقد روى الدرازي عن محمد بن علي بن موسى قال : كتبت إلى علي بن محمد عليه السلام عن الناصب هل يحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت .. واعتقاد إمامتهما ؟ , فرجع الجواب : من كان على هذا فهو ناصب ..
سبب تسميتهم رافضة :
يرى جمهور المحققين أن سبب إطلاق هذه التسمية على الرافضة , لرفضهم زيد بن علي وتفرقهم عنه بعد أن كانوا في جيشه , حين خروجه على هشام بن عبد الملك , في سنة إحدى وعشرين ومائة , وذلك بعد أن أظهروا البراءة من الشيخين فنهاهم عن ذلك .. يقول أبو الحسن الأشعري : وما كان زيد بن علي يفضل علي ابن أبي طالب على سائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولى أبا بكر وعمر , ويرى الخروج على أئمة الجور , فلما ظهر في الكوفة في أصحابه الذين بايعوه سمع من بعضهم الطعن في أبي بكر وعمر , فأنكر ذلك على من سمعه منه فتفرق عنه الذين بايعوه فقال لهم : رفضتموني , فيقال : إنهم سموا رافضة لقول زيد لهم : رفضتموني , وبهذا القول قال قوام السنَّة , والرازي والشهرستاني وابن تيمية رحمهم الله ، وذهب الأشعري في قول آخر: إلى أنهم سموا بالرافضة لرفضهم إمامة الشيخين , قال : وإنما سموا رافضة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر ..
رافضة اليوم :
الرافضة اليوم يغضبون من هذه التسمية ولا يرضونها , ويرون أنها من الألقاب التي ألصقها بهم مخالفوها , يقول محسن الأمين : الرافضة لقب ينبز به من يقدم عليًا رضي الله عنه في الخلافة وأكثر ما يستعمل للتشفي والانتقام , ولهذا يتسمون اليوم الشيعة , وقد اشتهروا بهذه التسمية عند العامة , وقد تأثر بذلك بعض الكتاب والمثقفين , فنجدهم يطلقون عليهم هذه التسمية , وفي الحقيقة أن الشيعة مصطلح عام يشمل كل من شايع عليًا رضي الله عنه , وقد ذكر أصحاب الفرق والمقالات أنهم ثلاثة أصناف :
أ- غالية : وهم الذين غلوا في علي وادعوا فيه الإلهية أو النبوة ..
ب- رافضة : وهم الذين يدعون النص على استخلاف علي , ويتبرءون من الخلفاء قبله وعامة الصحابة ..
ج- وزيديّة : وهم أتباع زيد بن علي , الذين كانوا يفضلون عليًا على سائر الصحابة ويتولون أبا بكر وعمر ..
فإطلاق الشيعة على الرافضة من غير تقييد لهذا المصطلح غير صحيح , لأن هذا المصطلح يدخل فيه الزيديّة , وهم يتولون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما , بل أن تسميتهم بالشيعة يوهم التباسهم بالشيعة القدماء الذين كانوا في عهد علي رضي الله عنه ومن بعدهم , فإن هؤلاء مجمعون على تفضيل الشيخين على علي رضي الله عنه , وإنما يرون تفضيل عليّ على عثمان , وهؤلاء كان فيهم كثير من أهل العلم ومن هو منسوب إلى الخير والفضل , ويقول ابن تيميه رحمه الله ( ولهذا كان الشيعة المتقدمون الذين صحبوا عليًا , أو كانوا في ذلك الزمان , لم يتنازعوا في تفضيل أبي بكر وعمر , وإنما كان نزاعهم في تفضيل علي وعثمان , ولذا فإن تسمية « الرافضة » بالشيعة من الأخطاء البينة الواضحة التي وقع فيها بعض المعاصرين , تقليدًا للرافضة في سعيهم للتخلص من هذا الاسم لما رأوا من كثرة ذم السلف لهم ومقتهم إياهم , فأرادوا التخلص من ذلك الاسم تمويهًا وتدليسًا على من لا يعرفهم بالانتساب إلى الشيعة على وجه العموم , فكان من آثار ذلك ما وقع فيه بعض الطلبة المبتدئين ممن لا يعرفوا حقيقة المصطلحات من الخلط الكبير بين أحكام الرافضة وأحكام الشيعة , لما تقرر عندهم إطلاق مصطلح التشيع على الرافضة , فظنوا أن ما ورد في كلام أهل العلم المتقدمين في حق الشيعة أنه يتنزل على الرافضة في حين أن أهل العلم يفرقون بينهما في كافة أحكامهم ..
وعليه فإن من الواجب أن يسمى هؤلاء الروافض بمسماهم الحقيقي الذي اصطلح عليه أهل العلم وعدم تسميتهم بالشيعة على وجه الإطلاق ، لما في ذلك من اللبس والإيهام , وإذا ما أطلق عليهم مصطلح « التشيع » , فينبغي أن يقيد بما يدل عليهم خاصة , كأن يقال « الشيعة الإمامية » , أو « الشيعة الاثنى عشرية » على ما جرت بذلك عادة العلماء عند ذكرهم , والله تعالى أعلم ..
يتبع بمشيئة الله ..
أخوكم المهاجر
* نقلته بعد أخد الإذن من الكاتب نفسه
[/align]
المفضلات