[align=center]عذرا يا أمي ....
عذرا يا امي اذا قصرت في حقوقك .
عذرا يا امي اذا لم استطع أن أرسم السعادة على شفتيك .
عذرا يا امي اذا لم استطع ان احقق لك ابسط احلامك وأصغر أمنياتك .
أماه ....
ماذا عساي أن أقول ؟!
كنت اتمنى عندما كنت صغيرا أن أكبر وأحقق لك كل ماتتمنين .
كنت أسجل في ذاكرتي كل شئ كنت تحبينه حتى أحضره لك إذا كبرت .
لازلت اتذكر كل (لو) خرجت من شفتيك مقرونة بأمنية ...
وكل (ياليت) خرجت من فمك مقرونة بحلم بسيط ...
هل تذكرين يا أمي ؟!
هل تذكرين عندما كنت تأتين إلى مدرستي ظهرا لاصطحابي إلى البيت وعندما نمر على بيت كبير تقولين (ياليت عندنا مثل هذا البيت) ؟!
هل تذكرين يا امي عندما يشتري أحد أبناء أقاربنا سيارة جديدة تقولين (لو عندنا فلوس كان شرينا لاخوانك الكبار مثلها) ؟!
كل هذه الامنيات وغيرها كانت ولازالت مطبوعة في ذاكرتي استحضرها بين حين لآخر حتى تكون دافعا لي لتحقيق ماتريدين .
هل تذكرين يا امي عندما كنت تقولين لي : ( شد حيلك ياولدي ابيك تصير دكتور !!!)
نعم يا امي .....
لقد كنت مجتهدا في دراستي وواصلت تفوقي منذ المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية العامة وكنت في كل سنة أحضر لك دعوة من مدرستي لحضور حفل تكريم المتفوقين أو مايسمى بعيد العلم ، حتى تري ابنك وهو يحمل جائزة تفوقه .
نعم يا مي ....
تفوقت في دراستي ولم اكتف بكوني الاول على فصلي بل كنت دائما الاول على المرحلة باكملها ولا ازال اتذكر دموع فرحك يا امي ولا زال صدى (لواليشك) يطرق أذاني بين حين وآخر .
ولكن ماالنتيجة ؟؟؟
أبى الظالمون إلا أن يفسدوا عليك حلمك بان يصبح ابنك طبيبا ، فلم يتم قبولي لاكمال الدراسة الجامعية لسبب بسيط وهو أني ......!!
وها أنا الآن يا امي موظف بسيط في وظيفة متواضعة لم اكن اتخيل يوما انني ساعمل بها ولا املك سوى أن أمد لك ثلاثين دينارا من راتبي المتواضع أول كل شهر واطبع معها قبلة على راسك مكتوب عليها عذرا يا أمي .....
نعم عذرا يا امي ....
فقد كبل الفقر يدي وقصصت الحاجة أجنحتي
كنت اتمنى أن اشتري لك بيتا كبيرا فيه مزرعة وأضع لك فيه خيمة حتى تجلسي فيها لأنني سمعتك مرة تتمنين هذه الامنية .
كنت اتمنى أن اجعلك في غنى عن النظر لما في ايدي الناس ولكن .....
ماالحيلة يا أمي .....
ها أنت الآن أصبحت على مقربة من بلوغ الستين من العمر ولم استطع حتى الآن أن أحقق لك أبسط حلم تحلمين به وهو :
رؤية بيت الله الحرام .....
فعذرا يا أمي ....
أماه عذرا وليت العذر يجديني *** أماه أماه يانبض الشراييني
أقول عذرا لأن الفقر أقعدني *** أصبحت شاة وأضحى الفقر سكيني
كتبه منصور الغايب
الخميس 14/6/2007[/align]
المفضلات