[align=justify]بالطرق المشروعة وغير المشروعة سأصل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
هذا توقيع سابق لـ (سيدة القلم )،وقد اثار انتباهي ،ولمحت لها بالكتابة عنه،على اعتبار انه توقيعها،وقد اختارته بوعي بعد ان اقتنعت (بمشروعيته)،ولما لم يكن ذلك منها ،إرتأيت ان امر عليه مرورا سريعا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ان الشرائع،السماوية او الوضعية و الاخلاق،قد ربطت بين الهدف والوسيلة،فلا بد ان يكون هناك انسجام بينهما.فلا يمكن ان تحقق الاهداف النبيلة بوسائل رذيلة،فالغاية لاتبرر الوسيلة.
ولكن على العموم فالتطبيق العملي ،لاسيما في المجال السياسي،لايعكس مثل هذا الانسجام. فهنالك قول مشهورينسب الى الامام علي بن ابي طالب يقول من كان رقيق القلب لا يشتغل بالسياسة) [ولست متأكدا من نسبته اليه]،كمامن يقول: ( ان اسياسة والاخلاق لا يجتمعان)، وربما يعترض معترض على ذلك،فأقول له:نعم،كانت السياسة اخلاقية لدى المسلمين الاوائل وحتى نهاية الخلافة الراشدة وتحول الحكم الى ملك عضوض. فالخلفاء الراشدون(رض) لم يعتقلوا معارضا سياسيا او يضطهدوه. وسبب ذلك هو الانسجام بين الفكر والممارسة ،فكل تصرف يصدر من قبلهم لابد وان يستند الى اسس شرعية. ولكن بعد ذلك وحتى يومنا هذا ،فالوضع مختلف للانفصام الحاصل بين النظريات والافكار التي يدعي بها الحكام وواقع سلوكهم الفعلي.
لقد طلب احد خلفاء بني العباس من الفقيه العروف (ابو الحسن الماوردي)ان يؤلف له كتاباعن الحكم يكون مرجعا لرجال الدولة والسياسة ،فكان كتابه الشهير (الاحكام السلطانية)، وهويبين مسألة الخلافة والوزارة والامارة وكيف الوصول اليها،وكل مايتعلق بأمور الحكم.وهو في الواقع دراسة تاريخية وواقعية لمسألة الحكم .غير ان كون الماوردي فقيها جعل الكثيرين يعتبرون كتابه يشكل اساسا لموقف (اهل السنة) من مسألة الخلافة والحكم ،وكل ما يتعلق بذلك من مسألةالرضا بالحاكم الظالم ومسألة الثورة ضده ..الخ.وليس بالضرورة ان تلك قناعاته بقدر كونها رسم صورة واقعية للحكم في زمانه.
وفي عصر النهضة في اوربا جاء ميكيافللي،الايطالي،ليضع كتابا اسماه (الأمير) ،وضع فيه مواصفات الامير ومزايا معينة للحاكم ،هي خلاصة قراءته ومعرفته التاريخية في السياسة وهي صفات ظن انها كفيلة بإيجاد حكم قوي قادر على توحيد ايطاليا همه الاساسي آنذاك.وهي صفات اعتقد ان اي حاكم لن يستتب له امر من دونها.ومن هذه الصفات على سبيل المثال الغدر والخيانة والكذب والتآمر، واعتبر ان مشروعية ذلك متأتية من نبل الهدف الذي يتوق لتحقيقه ذك الامير (توحيد ايطاليا) .غير ان قراء الكتاب عمموا ذلك ووصفوا ميكيافللي بعدم الاخلاقية في طروحاته .على الرغم من كونه لم يأت بجديد بل وصف واقع حال الحكام في ازمان واماكن مختلفة .وبعيدا عن الماوردي وميكيافللي (على الرغم من الاختلاف بينهما ولم يجمعهما الا كونهما كتبا عن الحكم كل من وجهة نظره) ،فالحكم لايكون اخلاقيا الا عندما يكون سلوكه محكوما بشدة بالعقيدة التي يعلنها الحكام،وعدم التناقض بين السلوك الحقيقي والادعاء العقائدي.
اما على مستوى المحكومين (العامة) فالامر ليس مختلفا عن ذلك فلأجل الثروه والجاه والسيطرة والسطوة والحظوة يستخدم االناس اساليب كثيرة غير مشروعة دينيا واخلاقياولا حتى قانونيا، ضاربين عرض الحائط كل القيم التي تنهى عن ذلك ليكونوا ميكيافللليين وصوليين انتهازيين ويتهمون الرجل بنفس الوقت بنعوت هم اولى بها منه.
((((فالغاية لا تبرر الوسيلة في كل الاحوال))))
عفوا سيدة القلم
مجرد هذيان امتحاني[/align]
المفضلات