بسم الله الرحمن الرحيم
(جفيفاء) قريه صغيره مجاوره لحائل ربما لايلقي لها احد اي اهتمام ولكنها انجبت رجالا وقفوا مواقفا اصبحت بصمه
في تاريخ بني تميم بشكل خاص ومنطقة حائل بشكل عام 00
وعلى راسهم عثمان راعي جفيفاء (مزهب الطراقي) والذي كانت له مكرمه من الله سبحانه وتعالى لكون كرمه صخى
من قلبه وحبا في الخير واشباع الجائع ومساعدة الفقير لذلك سمعت من العديد من الرواة من شيبان اهل حائل ان النخل
في جفيفاء لم يكن كثيرا بالقياس لكثرة عابري السبيل والخطار اللي يمرونها فكان عثمان اذا جد النخل واخذ التمر
وضعه في غرفه ووضع عليها غطاء (شراع وماشابهه) فكان ياخذ منه ويعطي الطراقي ويشبع الجائع ويقوم بحق
ضيوفه00
وتنتهي السنه ويطلع التمر الجديد وقد تبقى من تمر العام بعضه بالرغم من انه ليس كثيرا فكان هو وغيره يعلمون انها
مكرمه من الله سبحانه وتعالى00
وذات اجتمع وجهاء حائل وشمر بمجلس محمد العبدالله الرشيد وكان في المجلس اغلب كرماء الديره والقبيله فقال الامير
من هو اكرم اللي حولنا فسكتوا جميعا فقال عثمان انا اطيبهم 0 فقال الامير ليش؟ قال لان كل واحد من هؤلاء كان ابوه
مكرما وجلس هو بمكانه وكأنه وجد ذلول عليها شداده وركب0 اما انا فكان ابوي فقير جدا وكسبت طيبي بفضل الله ثم
بذراعي قال الامير صدقت والنعم00
وصاحب قصتنا الاساسيه مرشد بن حمود التميمي الذي اصبح كبير جفيفاء واللي ابنه عثمان الان هو اميرها0 وهو من
اقارب عثمان الاول واعتقد ان عثمان خال لمرشد رحمه الله000
والسالفه هذي ماسمعها ولده ابد لما قيل له ان ابن غسلان رواه وقال ابوي قليل كلام وماعمره رواه لي000
وانا ياابن غسلان سمعتها من افمه بنفسه قبل وفاته رحمه الله فقال:
عندما زاد الفقر قبل ستين عام خرجت وانا شاب لسوريا وسجلت بالعسكريه الفرنسيه قبل رحيلها وصرت مع فرقه خمس
افراد دوريه حول دمشق وذات يوم امسكنا شخص من نجد مهرب فضه وربطناه علشان نسلمه للسلطات وفي الطريق
سمع كلامي فعرف اني من نجد فقال يانجدي ادخل على الله والله ان عيالي بالقصيم مالهم فوق الارض حلال غير هذا
اللي مسكوه الدوريه00 فلما سمع ذلك مرشد اخذته الحميه والنخوا وهو يهدد الجنود الاربعه بالسلاح ويطلق القصيمي
ويربطون الجنود ويهربون0 وكان القصيمي اسمه زيد العجاجي0 مشو جميع لين وصلوا الاردن يقول مرشد وانا اسجل
بالعسكريه الانكليزيه بها واجلس طويلا لين شاب راسي 00
ولما رجعت وجدت جفيفاء ماتت وقد رحل من تبقى من اهلها لحايل لقلة الماء00 يقول فتضايقت لكونها ديرة الاباء
والاجداد0 وكل واحد اقول له ارجع لجفيفاء يقول احضر لي الماء وارجع00 ويوم ضاقت علي وانا اتذكر العجاجي اللي
اطلقته قبل اربعين سنه0 يقول وانا اروح انشد عنه وقد اصبح من اثرى اثرياء القصيم00
فقابلته ولم يعرفني بالبدايه لاننا كنا شباب والان شيبان فقلت له هل تذكر اللي اطلقك بالشام؟؟؟
يقول يوم سالت دمعته وهو يحضني من جديد0 ثم نادى اولاده فقال منهو الشخص اللي اعطيتكم اسمه قالوا مرشد
الحمود التميمي فقال ماتوقعت اواجهك لكن قلت يمكن يجيكم احد من عياله تروه صاحب المعروف بالحلال كله هذا00
فقال ماهي حاجتك فأخبره الخبر فقدم له سياره بعد اكرامه وقال اذهب لحائل واخبر جماعتك اللي يبي الديره انا دور
اليوم يعني بعد اسبوع اجيكم وكل واحد له بئر ومكينه وطرنبه 0 وفعلا حدث ذلك ورجعت جفيفاء للحياة مره اخرى
بسبب معروف فعله مرشد قبل اربعين سنه وصار برجل يثمن المعروف ماينساه وهو العجاجي الله يرحمهم جميع فلما
سمعت القصه هذه شدتني فعلا روعتها فقلت:
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/27.gif" border="ridge,6,orange" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
الطيب يبقى لو زمانه قديمي=يوضي مثل نور الفنر والسراجي
مايجحد المعروف رجلن كريمي=اللي لهم بارض المراجل مداجي
خذ عبرتك من طيب ولد التميمي=مرشد وماسواه زيد العجاجي
تنهض عظام اللي بقبره رميمي=عسى لهم بجنان ربي خراجي[/poem]
قصه حدثت واقعيه تعتبر عبره لفعل المعروف وحفظه ورده عند الحاجه وبطلها التميمي مرشد والعجاجي زيد والسلام0
تحياتي الراوي ابن غسلان00
المفضلات