[frame="9 80"][align=center]قصة حرب زعب مع الشريف (قصه عمرها 600 عام )
________________________________________
مقدمه بسيطه
شيوخ قبيلة زعب آل-سحوب متوارثين المجد والمشيخه كابر عن كابرإلي يومنا هذا
بفضل الله وبطولاتهم ومساندت ابناء قبيلتهم لهم لما وجدوه فيهم من الحب والمعزه والكرم والحكمة ورجاحت العقل
وقد قاموا ابنآء زعب بفرسانها وشيوخها وابنآءها بنيل شرف حماية الجاروقد خلدت هذه القصيده
لابنت ابن غافل فروسية ابآها واخوانها وربعها وفعلهم وطلبت زعب من اميرها ناصر بن سحوب عدم خوض المعركه من بدايتها خوفا عليه من القدروالمكيده ولكن عندما قاد الشريف المعركه بنفسه قاد الامير ابن سحوب زعب في المعركه
ومارثت الفارس والعقيد ابن غافل موجودين مع قبيلة حرب في الوقت الحاضر ويقال لهم( الربقه )من كبار شيوخ بني عمر من حرب ومنطقتهم ( الفرع ) بالقرب من المدينه المنوره
قصة زعب مع الشريف:
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
كانت قبيلة زعب آنذاك (( ما بين القرنين الثامن والتاسع هجرى وما قبلهما )) من اكبر القبائل العربية التى تقطن منطقة الحجاز وما جاورها من مناطق ووديان حتى الربع الخالى جنوبا .
زعب هل والمدح والمجـد و الثنـامن الربع الخالى إلى الحجاز حدودها
وقد كانت منازل قبيلة زعب ومراتع حلالهم من الدبش (( الإبل والغنم )) فى هذه القصة التى نسرد أحداثها ، بالقرب من عين ماء كبيرة توجد حاليا جنوب نجد تحديدا على حد وادى الدواسر وقد نضبت إلا أن آثارها ما زالت موجوده حتى الان ومعروفه لدى أهل المنطقه:
- لنا بين حَبْر والغرابه منـزلنهد في زين العرابـا قعودهـا
ِ- قليبنـا غزيـرةَ الجـمّ عيلـمما ينشدون صدورها من ورودها
- طوله ثمانٍ مع ثمانٍ مع أربعقبلى واسطٍ من ملاوى نفودهـا
- وهى بحدّ الحاذ من الغضـىمادارها الزرّاع يبـذر مدودهـا
- ألفين بيـتٍ نازليـن جباهـاوالفين بيتٍ بالمظامـي ترودهـا
وكانوا رجال زعب كثيرون وعدد حلالهم أكثر فكان الزعبى لا يرد حلاله عين الماء هذه إلا بعد فترة ليست بقصيرة وذلك بالتناوب على الدور مع أبناء عمومته من زعب أصحاب الحلال ،(( فقد ذكر الرحالة الايطالى فارتيما ويدعى الحاج يونس المصرى ( المصدر كتبه المترجمه على يد شيخ مترجمى الرحلات د. عبدالرحمن الشيخ ) : أنه عندما التقى بقبيلة زعب فى منطقه تسمى ( المزيريب ) وهو فى طريقه للحج مع قافلة حج شامية عام 902 هــ قال أن زعب تمتلك اربعون الف حصان وعشرة الاف فرس وثلاثين الف بعير كما قال أنهم فى غزواتهم يركبون الخيل من غير سرج و يبدو لى انهم كانوا لا يعــــــدون بل يطيرون كالصقور فقد كنت معهم )) و ما تقدم يدل على كبر عدد أفرادها وفروسيتهم :
إن أجْنبوا فالصّيـد منهـم تحـوّزالربد والوضيحى,والجوازى عنودها
- وإِن أشملوا تهـجّ مِنهـم قبايـل ودارٍ يجونهـا ضدهـم مايرودهـا
- واذا انتووا في ديـرةٍ ياصلونهـا تِقافت آل ظعـان عجـلٍ شدودهـا
- اركابهـم يـمّ العِـدى مِتعبينهـا بيضَ المحاقـب مقتـرات لهودهـا
- يَامَاخذوا من ضدّهم مِن غنيمـة من ذاق منهـم ضربـة مايعودهـا
- نمرٍ تشـادي للجـراد التهامـي ما طاعوا الحكام من عظم كودهـا
والمهم أنه قد كانت إحدى القبائل العربية ( ........ ) تقطن بالقرب من زعب وقد حاولت أن ترد للماء عنوة على زعب ولكن فرسان زعب **ردوها ولاكثر من ثلاثة أشهر متتاليه أى تسعين ليله لم يستطيعوا أن يورد حلالهم للماء :
حنّا نزلنا الحـزم تسعيـن ليلـة وغلّ (الأعادي )لاجيٍ في كبودها
- تخالِفوا في يوم تسعين لحيـه علشان وقف الأجنبي في نفودها
- دارٍ لِنا ما هيـب دارٍ لغيرنـا تحدّها الرّمله لمـوارد عدودهـا
وبعد إن**ار هذه القبيله وعجزها على أن تورد إبلهم للماء ، لجأوا بالشكوى لحاكم الحجا زومكة آنذاك الشريف أبو طالب ( وقد قيل انه يدعى بركات وقيل ابن نما ولكن المهم والأكيد أنه من بنى حسين من قبيله الأشراف ) والذى كان يعتبر ملكا فى وقته على الحجازوما جاوره وياخذ على القبائل الزكاة ( الأتاوة ) وقد كان يجند القبائل كجيش عنده مقابل جنيهات ذهب ، وأرسل شريف مكه مبعوث إلى أمير قبيلة زعب ناصر بن سحوب والذى كان يتميز بشدة بياضه ووسامته وقد عرف عن إبن سحوب أنه كانا من جبابرة الحروب واحد الفرسان الذين شاع ذكرهم وعرف عنه الشجاعه وشدة البأس والدهاء (( ومازالت سلالته من أبناء هذه العائله الكريمه محافظة على مشيختها لقبيلة زعب حتى وقتنا الحاضر و أمير قبيلة زعب الحالى هو عبدالله بن فيصل بن فراج بن فيصل السحوب )) . وقد قام مبعوث الشريف بالإصلاح ما بين زعب وتلك القبيله بعد سماح الزعوب بأن تورد إبل تلك القبيله بعد إنتهاء دور أصحاب الحلال من زعب وذلك بالتناوب معهم تقديرا لتدخل شريف مكه بالمشكله .
وبادر ابن سحوب باكرام مبعوث الشريف فأقام الولائم له ، و إبل بن صبخى الحربى- الحيزا - قريبه منهم ، فالحربى كان جارا لزعب وكانت أبله هذه الحيزا وارثها من أجداده وتتميز بزين الشكل والطبع وروعه المظهر وحلاوة الحليب ، وعندما عاد المبعوث الى الشريف ولروعه تلك الابل وبعد السلام عليه و إبلاغة بحل الموضوع قال لـــــــــه : (( يا طويل العمر لقد رأيت إبلا عند زعب لا تصلح إلا أن تكون لك ، فوالله إن رغوة الحليب وهم يحلبونها كانت تعدى راس الطلحه - والطلحه شجرة تتواجد بكثرة فى تلك الديار وقد قصد بذلك المبالغة فى طيب الابل وحلاوة حليبها - )) .
وعندها قال شريف مكة لمبعوثه اذهب لابن سحوب وأخبره بأن يبعنى تلك الأبل ، وبعد وصول المبعوث ، قام ابن سحوب بالعرض على ابن صبخى الحربى جارهم بأن ييعه الإبل وقد أخفى عليه أن ذلك الطلب من شريف مكه وذلك خوفا ان يقبل بالبيع خوفا وهيبة من الشريف وهو ليس راغب بذلك، فرد الحربى على إ بن سحوب بأنه لن يبيعها و بعد بلوغ الخبر للشريف بالرفض على بيعها، أصر بالطلب مهما كان المقابل ، ولكن الحربى مازال يرفض حتى قال لزعب : (( والله لا افرط بها لو عدلتوا لى وزنها ذهبا فهى نادرة ومتوارثه من أجدادى )) وقد كانوا– زعب - أخفوا عليه رغبة الشريف فى إبله وذلك حتى لا يجبر ولو من داخل نفسه هيبة او خوفا على اعطائها ولعمرى ان ذلك من وفاء زعب وطيب جيرتهم فقد تحرجوا من ابلاغه خوفا من أن يفرطوا بحق الوفاء والجار أو أن يقال أن زعب خافت أو باعت جارها لرضا الحاكم .
وبعد مفاوضات كثيرة عندها تأكد ابن سحوب من رفض الحربى التام للتفريط بالحيزا ، رأى ناصر بن سحوب أن يذهب للشريف للتفاوض معه وإقناعه فأشار عليه قومه الزعوب بأن الشريف سيحبسه فأصرّ على الذهاب رغم ذلك فلم يستطع بن سحوب إقناع الشريف فحبسه وقال للقوم الذين جاءوا معه إذهبوا ولا ترجعوا إلاّ بعد عام وأن رجعتم قبله قتلت صاحبكم . وكان مكرما في حبسه عند الشريف وبعد مضي عام حضروا فقال لهم الشريف أريد الإبل وإلا قتلت بن سحوب فقالوا له لو قتلته وزعب كلها لن تأتي الإبل .فقال إذن أريد تسعين فرساً صفراء بدلاً عن الإبل التسعين
طَلَبْ علينا الخُورهجمت قصيرنا مِتمَوّلٍ يبغي حنازيـب سودهـا
- يَامَا عطينا دونها مـن سبيّـه تسعين صفرا إحسابها ومعدودها
- تمامها شعيطان خيالة مهوّس أصايل صنع النّصارى قيودهـا
وإختيار الشريف الخيل عوضا عن الابل هو لتعجيز زعب عن الوفاء و من ثم اجبارها لجارها على اخذ ابله الحيزا خوفا من نشوب الحرب ، كما أنه معروف ومما لاشك فيه بأن زعب أهل مرابط خيل اصيله وتشتهر بالدقه بتربيتها وتتفنن بذلك ، كما انها كانت من القبائل التى اعتادت خيلها على المعارك والمواقف الصعبه مما يجعل خيلها مرغوبه لدى الحكام ليزودوا بها جيشهم ومازالت زعب تهتم بمرابط الخيل العربيه الأصيله حتى وقتنا القريب :
خيـلٍ تغـذّى للبـلا و المعـارك ترهب صناديد العِدا في طرودهـا
- لا تلقحونَ الخيل يا زعب ياهلي ترى لقاحَ الخيل يردي جهودهـا
- إن جَن سماحَ الخدّ مايلحقن بكم وإن جن مع السّنْداء لزومٍ يكودها
وبقى الأمير ناصر عند الشريف ثم حضرت الخيل وعليها رجالها مدججين بالسلاح ثم سلموها له ومعها تكملة العدد حصان مهوس السحوب ,واسم الحصان شعيطان اغلي علي مهوس من روحه وقد
وصفوه لسرعته يلحق الخيل ولا تلحقه
ثم أكرم الشريف زعب وكساهم ثم رد الخيل وقال لابد من مجيء الإبل .واغتاظ الأمير بن سحوب عند ذلك عندما رأى فشل الموضوع فقال للشريف سترجع الخيل ولكن إسمح لها بألا يكون لها عميل -أي يأخذون و يسبون كل من كان في طريقهم وهم راجعون - قال الشريف لها ما أمامها إلا بني حسين "أسرة الشريف"
ثم خرج بن سحوب من عند الشريف وقد ارتفع لباسه إلى مجذ الساق بسبب غضبه الشديد وكان لباسه يصل قبله إلى الكعبين ولاحظت ابنة الشريف ذلك فسألت أباها عمّا جرى فأخبرها. قالت سوف يكون أول ما يأخذهم في طريقه بنو عمك قال لماذا قالت لأني رأيت بن سحوب خرج ولباسه قد قصر بعدما كان تحت الكعبين.
وما هي إلا فترة حتى أتاهم الخبر بأن زعب سلبوا بني حسين . فأرسل الشريف عدة فرق رجعت مهزومة ولم يحارب في هذه الفرق بن سحوب لأن جماعته منعوه من الاشتراك خوفاً عليه من مكيدة .
وصح لسان الشاعر فهد بن مديبغ حين تمثل مادحا لفعل جدوده :
-
قمـت أتذكـر كاسبيـن النواميـس أهـل المواقـف والعلـوم المحيلـه
- زعوب ن يجيبون البكار المعابيس ويكوون مـن كبـده عليهـم غليلـه
- وإذا ركبنـا مارجـات النسانيـس خطرن على الذود المطرف نشيلـه
- نصبح نلبسهـا جديـد الملابيـس والوسـم الأول راح مالـه عقيلـة
- وإن لحقت الفرسان يرقصلها بليس نثنـي خـلاف الضالعـه والهزيلـه
- يقودها حـر الحـرار القرانيـس يرد الخطر لو كـان ربعـه قليلـه
بعد ذلك رأى الشريف أن يقود جيشاً ****اً بنفسه على بني زعب والتقوا في"ركْبـَه " واستعد الجيش واستعدت زعب فأطلقت أميرها من إساره وأعطوه سلاحه وكان بن سحوب من جبابرة الحروب وصاح فيهم بن سحوب قائلاً يا زعب دون جاركم أرخصوا أرواحكم وودع بن غافل بناته والتقى الجيشان قبل الظهر وما أنحت الشمس على الغروب حتى مالت كفة زعب وانهزم جيش الشريف ، ونزل كل فريق أمام الآخر وظلت السرايا والفرق تتطاحن ثلاثة شهور ولطيب هذه القبيله وشجاعتها فقد كانت تتباشر بالحرب من دون جارهم وارخصت النفس والنفيس فى ذلك :
- ذكرت وقتٍ فايتٍ قِد مضى لهم .ويومٍ علينا من ليالـي سعودهـا
وقالت كذلك :
- جينا الشّريف بديرتِـه وإلتقانـا كـلّ القبايـل جامعيـن جنودهـا
لباسةٍ بالهوش للـدّرْع والطـاّس وعلى سروج الخيل عجل ورودها
- مِن صنع داود عليهـم مشالـح تجيبه رجالٍ مِن غنايـم فهودهـا
- يا ماطعنوا فى حربةٍ عولقيّـة .شلفى تلظى يَشرَب الدّم عودهـا
- الليّ ايتموا في يوم تسعين مُهرة مامنهن الليّ ماتـلاوي عمودهـا
- تسعين مع تسعين والفين فارس تحت صليب الخدّ تطوى لحودهـا
- تسعين منهن بين ابويه وعزوتي وتسعين عنانٍ واللواحي شهودهـا
- قبيلةٍ كـم أذهبـت مِـن قبيلـة لاعدّت الجـودات ينعـدّ جُودهـا
ومن صور الشجاعة فى خضم هذه المعركه كان بن غافل شيخا قد بلغ من الكبر عتيا يصيح فى بناته قائلاً أعطوني سلاحي وفرسي وارفعوا جفوني عن عيوني ليقاتل مع ابناء عمومته زعب فكان له ذلك .
أشوف بالحره ضعون تقللّت ابوي حمّاي السرايا يقودهـا
شفي معه صفرا تباريه عندل مرٍّ يباريها و مـرٍّ يقودهـا
أنا فتاة الحي بنت بن غافـل كم مِن فتاةٍ غرّ فيها قعودهـا
وليس هذا وحسب فقد قامت خوات الرجال من نساء زعب الأصيلات باعتلاء الابل وحذف البراقع يزهمون رجالهم وازواجهم وابناءهم واخوانهم بأن يقاتلوا بشراسه وإستبسال حيث أن اعـــــداد أعــــــدائهم تفوقهم بعشر مرات وكل ذلك من دون جارهم و كن الزعبيات يرفعون الصـــــــــوت امــــام رجالهم ليشجوعنــــــهم (( سقنا الحيزا عن الدولة ....... وإبن سحوب صدق قوله )) :
بنات عميّ كلّهن شقّـن الخبـا بيضِ الترايب ناقضات جعودها
- على الحنايا ناقضاتِ الجدايل سمرِ الذّوايب كاسيات نهودهـا
- وجيهٍ تشادي مزنةٍ عقربيّـة أقبل مطرها يوم حنت رعودها
كلهن نهارَ الهوش تنخَى رجالها .ستر العذارى بالملاقا أسودها
وانتهت هذه الجولة بموت بن غافل بعدما قُتل تسعين ومات ثمانين فارس من زعب وجُرح بن سحوب بضربةٍ في موق عينه إلا أنه سلم منها ولكنها استمرت سنين .
و بعد معارك استمرت خمسة عشر عاما متفرقه انتهت بذلك الحرب فقد كانت تلك الحرب من أعظم الحروب التى عرفتها الجزيرة العربية والعرب فما بعد حرب داحس والغبراء وكل حروب الجاهلية إ لا حرب زعب التى استمرت خمسة عشر سنه والتى كان يقاتل فيها الزعبى الواحد عشرة من مقاتلى الشريف :
أمرٍ كِتبـه الله وصـار وتكـوّن.تسبّب علينا من الأَعادي قرودها
- بكونٍ شِديدٍ ماتمنّـاه عـارفتعدّه عيالٍ صاغره في مهودهـا
وقالت كذلك :
-
يقطـع قبيلـةٍ ضفهـا مايـذرّى .تشدي جمالٍ عظها في بدودهـا
- قصيرنا في راس عيطاً طويلة بحجي ذراها من عواصيف نودها
- عيّوا عليها لابِتـي واحتمُوهـا بمصقّـلات مِرهِفـاتٍ حدودهـا
- حَرَبنا والبنت نشـوٍ بهاامهـا الين استتمت واستوى زين عودها
- تسعين ليلة والعرابـا معقّة بشمخ الذراء محجزاتٍ عضودها
- شقح البكار الليّ زهن الجنايب .قامت تضالِع من مثاني زنودهـا
- خيلٍ تناجى خيل وتضرب بالقنا مثل التهامي يوم أحلى جرودهـا
وقد حمت زعب جارها وفكت إبله من ظلم الشريف وبطشه فقد قال فيهم الخلاوى عندما كان يصف مزايا كل قبيله على حده لأخوه :
(( رعاية الأقفار ، عسافة الامهار ، فكاكة الحيزا يوم الحاكم جار )) .
وقد أدت هذه الحرب الضروس ما بين قبيلة زعب وشريف مكة ومن معه من قبائل أخرى ألى قتل العديد من الجانبين فيها وقد أضعفت هذه الحرب كل من زعب والشريف والتى ادت بعد ذلك لسقوط دولة الاشراف وذلك بعد مرورهم بعدة حروب مع قبائل اخرى وقيام الدولة السعوديه ، وقد تفرقت قبيلة زعب بالجزيرة العربية وارض العرب نتيجه لتلك الحرب وذلك لعظمها وطول مدتها وقد أشار الملك عبدالعزيز رحمة الله عليه الى تلك الحرب الضروس فى احد مجالسه مشيدا بقبيلة زعب ومأثرها ومواقفها من دون الجار والدفاع عنه والوفاء له والتى فازت بها زعب من دون غيرها فى هذه الخصلة الطيبة :
-
زعــب فعايلـهـم جـديـده ودراس خيالهم فى الحـرب يرعـب صهيلـه
- نعم بزعـب يـوم الأريـاق يبـاس الخيـل بعـداهـم تـزايـد جفيـلـه
- فيما مضى بالحرب زعب خذت كاس دون المعـقـل ينطـحـون الدبيـلـه
- من دون عانيهـم بعيديـن الأرمـاس خاضوا مع الأشراف حـرب طويلـه
- تاريخهم محفوظ بسطـور وكـراس أهـل الوفـا وأهـل الفعـول الجليلـه
للشاعر / فلاح المريخى
قصة بنت ابن غافل وولدها سباع :
وفى خضم هذه الحرب والغارات بين قبيلة زعب وشريف مكة وأحلافه كانت الحجاز وما جاورها بالنسبه لزعب ومن وآلاهم من العرب ديار قوم (( ديار خطر)) ، وفى أثناء حرب فرسان زعب مع أعدائهم كانوا يشددون أهلهم ويقاتلون ومن ثم يتبعونهم وفى ضمن هذا الرحيل كانت بنت ابن غافل على ذلولها مع أهلها وهم فى رحيلهم نامت وخرت على رحولها نائمه من شده التعب والحذر ، وفى هذه اللحظات من نومها انحرف ذلولها عن مسير االأظعان اى القافله واخذ طريقا اخر وهى نائمه لا تعلم ما يدور حولها ولم ينتبه اهلها عن ضياعها حيث كان الرحيل بطريقه سريعه وحذره لانهم وسط
طرق الاعداء وأحلافهم ، وفجأه عندما أفاقت صعقت حيث وجدت نفسها وحيده فى الخلاء ومنطقه موحشه قفر لم يمر بها أحد ليس لديها لا انيس ولا رفيق فقد أضاعت أهلها وتعلم أنها فى ديار قوم وإن وجدها أعداءهم سوف يفعلون ما يعيب على زعب لاحقا وسوف تلزم ابناء عمها فيما لو حدث لها مكروه من احد مسؤولية الثار لها وهم مشغولين بأعدائهم الكثر والقويين ، فما كان منها وبعد أن رأت عين ماء بقربها وبجانبها شجره كبيرةإلا وأن نزلت من قعودها وضربته ليذهب بعيدا حتى لا يعلم أحد عن وجودها هنا ولا اثر لها وقامت متسلقه أعلا الشجرة مختبأه راجية رحمة الله وفرجه.
- أنا فتاة الحي بنـت بـن غافـل كم مِن فتـاةٍ غـرّ فيهـا قعودهـا
- شرشوح ذودٍ ضاربٍ له خَريمه ما ودّك يشوفه بعينـه حسُودهـا
- حوّلت من نظوى ورقيت سرحه وحطّيت لي عش باعلـى فنودهـا
وبعد أن أستقرت فى أعلى الشجرة ، واذا بركب سيارة ( قافله ) يمر على المنطقه ويعرج على الماء ليشرب ويسقى حلاله وقيل أنهم غزو ، وقد كانوا من قبيله الدواسر من فخذ زايد و هم على الماء اتى رجل وامرأته ليشربوا من الماء واذا بانظارهم تقع على صورتها فى الماء فخافوا ان تكون جنية ، فسألوها بالله هل أنت جنيه ام من الإنس ؟ فأجابتهم : من الأنس ، فقالوا لها أنزلى ، فقالت وهذا من ذكائها وطيب أصلها لا أنزل حتى تأتوا لى بأميركم أو عقيدكم الذى تأتمرون بأمره ؟؟ وبالفعل نادوا لاميرهم ويدعى الشيخ بن مسعر من أمراء الدواسر ولا زالوا ، فقال لها : أنزلى ، فقالت له : لآ أنزل حتى تعطينى امان الله وألف عهد من الله أنى فى وجهك ولن تتعرضوا لى بسوء ، فقال : ولك ما طلبت وبعدها نزلت . فسألها الأمير بن قويد ، ما أصلك ؟ فقالت له : أنا صلبيه لا أصل لى ( وكانت تقصد بإجابتها تلك إخفاء أصلها خوفا من أن يكون أحد منهم حلفاء الشريف عدو زعب فيتصرفون بما يسىء لها ولاصلها ) .
جاني ركيبٍ ونوّخوا في ذراهـا وشافني عِقيدَ القوم زيزوم قودها
- قال حولي يابنت وانتِ بوجهي ولا جيته إلاّ واثقة من عهُودهـا
وبعدها أخذها الأمير مع باقى نساءه وعبيده بإعتبار أنها صلبيه ، ولكنها كانت أمرأه ظفره وجيده وجميله ، وقد أعجب بها إبن الأمير والذى كان متزوجا من أحدى بنات عمه وقد طلب أن يتزوجها وقد قوبل بالرفض والمنع من قبل والده حيث انها صلبيه الا انه أصر و وبعد ذلك تزوجها فبنى لها بيت شعر صغير وردئء ويكون كالخدر لصغرة ووضع خلف بيوتهم لانه زواجا معيبا ، وبعد مرور الزمن ولدت الزعبيه من زوجها ولدا اسمه سباع وكان له أخوه من أبوه ، وقد كان سباع هذا نادرا فإذا غزو هو أولهم وأطيبهم وإذا عدوا كان أعداهم وإذا قنصوا كان أوفرهم صيد ماهر واذا تسابقوا بالأعياد وعلى ظهور الخيل كان الفائز ولكن ابناء عمومته وأخوته بالأخص كانوا عندما يمتدح نفسه عليهم يعيبونه بتكرار السؤال عليه : من هم خوالك ويقصدون ان خواله صلب ، وكان دائما يتضايق من ذلك ويشكو لامه التى لم تخبره ابدا باصلها ونسبها.
وفى مرة من المرات خرج سباع للقنص وقد ابعد فى مقناصه حتى أنه وصل إلى مضارب زعب وديارهم والتى حدثت بها معركتهم مع الشريف ، ورأى تلك الديار وأعجب فيها ، وعندما عاد لامه أستقبلته وروى لها اين ذهب ووصف لها تللك الديار التى اصبحت خاوية من الناس وبعض الضلعان والجبال ومعالم الطبيعه ، فأدركت بنت إبن غافل أن إبنها قد وصل إلى ديار ومنازل زعب فإنهارت وبكت بكاءا شديدا حيث ذكرها فى اعيال عمها واهلها وتهيضت ، واستغرب سباع من بكاء امه وسألها ولم تجبه وعندما خرج من بيتها صادف جده وهو عم الزعبيه ابو زوجها فسأل سباع عن حالها ولما هى كذلك فقال له ما حدث فاستغرب وشك بالامر فهو من اللحظه الاولى كان يعلم ان هذه المراة ليست بصلبيه وان سباع لا يخرج بفروسيته وشجاعنه من امراه لا اهل لها ولا اصل ، وكان من حنكته ودهاءه امر بان يحضروا لام سباع خياش من عدة انواع للحبوب تحتاج للطحن بالرحى ، وقال لها اعديها الان وقبل ظهور الصبح لاننا سوف نخرج للغزو غدا وهو ذلك أرادها أن تتهيض عند سماعها لصوت الرحى وتقول ما فى خاطرها ، وأختبأ بعد ذلك وراء الخيمه ليسمع ما تقول وكان له ما اراد فتهيضت بنت ابن غافل تقول وتنشد بالفخر بنسبها واصلها وطيب تاريخ أهلها وفعلهم فقالت اطول قصيده عرفها البدو من تسعه وتسعين بيتا ، وقد أعزها عمها وزوجها بعد معرفة اصلها وشاخ ولدها سباع فى قبيلته وانتسب له الكثير من الرجال والشجعان والفرسان والكرماء والذين يعودون بالاصل الى فخذ آل ابوسباع من اولاد زايد من بنى دوسر الكريمه .
تهيضْـت ياسبّـاع لـدارٍ ذكرتـهـا
ولاعاد منهـا إلا مـواري حيودهـا
سبّـاع أمّـك تبكـي بعيـنٍ حفيـه
ودموعها تحفـي مـذاري خدودهـا
ولكن وقود النار باقصـى ضميرهـا
هاضَ الغـرام و بيّـحَ الله سدُودهـا
ولكـن حجـر العيـن فيهـا مليلـة
ولكن ينهـش موقهـا مـن برودهـا
دمـعٍ يشـادي قـربـةٍ شُوشلـيّـة
بعيـدٍ معشّاهـا زعُـوجٍ قعـودهـا
زِعبـيّـةٍ يـاعـمّ مـانـي همـيـه
ولانى من اللـيّ هافيـاتٍ جدودهـا
أنامن زِعب وزعب إيـلاَ أوْجَهـوا
على الخيل عجْلاتٍ سريعٍ ردودهـا
أهل سربةٍ لادْبـرَت لكِنّهـا مهجّـرة
وِنْ أقبلت كـنَّ الجـوازي وُرودهـا
لطـاح طايحهـم شـوي ترايـعـوا
تقـول فهـودٍ مخطيـاتٍ صيودْهـا
لصاح صياحٍ بالسّبيب اِفزَعـوا لـه
عـزيِّ لغمـرٍ ثبَّـرت بـهْ بلودهـا
لحقوا على مثـل القطـا يـوم ورد
متغانـمٍ عيـنٍ قــراحٍ يـرودهـا
خيـلٍ تغـذّى للبـلا و المـعـارك
ترهِب صناديد العِدا فـي طرودهـا
لا تلقحونَ الخيل يـا زعـب ياهلـي
ترى لقاحَ الخيـل يـردي جهودهـا
إن جَن سماحَ الخـدّ مايلحقـن بكـم
ون جن مع السّنْداء لـزومٍ يكودهـا
جينـا الشّريـف بديرتِـه وإلتقـانـا
كـلّ القبايـل جامعيـن جنـودهـا
طَلَبْ علينا الخُورهجمـت قصيرنـا
مصمـل يبغـي حنازيـب سودهـا
يَامَـا عطينـا دونهـا مـن سبـيّـه
تسعين صفـرا حسبهـا ومعدودهـا
تمامهـن شعيطـان خيالـة مهـوّس
أصايـل صنـع النّصـارى قيودهـا
يقطـع قبيلـةٍ ضفـهـا مـايـذرّى
تشدي جمـالٍ عظهـا فـي بدودهـا
قصيرنـا فـي راس عيطـاً طويلـة
يحجى ذراها من عواصيـف نودهـا
عيّـوا عليهـا لابِتـي واحتمُـوهـا
بمصقّـلات مِرهِـفـاتٍ حـدودهـا
حَرَبنـا والبنـت نـشـوٍ بهاامـهـا
لين استتمت وستـوى زيـن عودهـا
تسعيـن ليلـة والعـرابـا معقّـلـة
بشمخ الذراء محجـزاتٍ عضودهـا
شقح البكار اللـيّ زهـن الجنايـب
قامت تضالِع مـن مثانـي زنودهـا
خيلٍ تناحي خيـل وتضـرب بالقنـا
مثل التهامي يـوم أحلـى جرودهـا
بنـات عمـيّ كلّهـن شقّـن الخبـا
بيضِ الترايـب ناقضـات جعودهـا
علـى الحنايـا نقضـن الجـدايـل
سمـرِ الذوايـب كاسيـات نهودهـا
وجيههـن مثـل مـزنـةٍ عقربـيّـة
هلت مطرها يـوم حنـت رعودهـا
كلن نهارَ الهـوش تنخَـى رجالهـا
ستر العـذارى بالملاقـى اسودهـا
لباسـةٍ للـدّرْع والطـاّس باللـقـاء
على سروج الخيل عجـل ورودهـا
مِـن صنـع داود عليهـم مشـالـح
تجيبه رجـالٍ مِـن غنايـم فهودهـا
يـا ماطعنـوا فـي حربـةٍ عولقيّـة
شلف تلظى يَشـرَب الـدّم عودهـا
الليّ ايتموا في يـوم تسعيـن مُهـرة
مامنهـن اللـيّ ماتـلاوي عمودهـا
تسعين مع تسعيـن والفيـن فـارس
تحت صليب الخدّ تطـوى لحودهـا
تسعين بين بني عمي وابوي وخوتـي
وتسعين عنانٍ واللواحـي شهودهـا
قبيلـةٍ كـم أذهبـت مِــن قبيـلـة
اذا عدّت الجـودات ينعـدّ جُودهـا
زِعب أهلَ المـدح والمجـد والثنـا
من الربع الخالي الى الحجاز حدودها
إن أجْنبـوا للصّيـد منهـم تـحـوّز
الربد والوضيحي والجوازي عنودها
وِن أشملـوا تهـجّ مِنـهـم قبـايـل
ودارٍ يجونهـا ضدهـم مايـرودهـا
إذا انتـوو فـي ديـرة ياصلونـهـا
تِقافـت ال ظّعـان عجـلٍ شدودهـا
واركابهـم يـمّ العِـدى مِتعبينـهـا
بيضَ المحاقـب مقتـرات لهودهـا
يَامَاخذوا مـن ضدّهـم مِـن غنيمـة
مـن ذاق منهـم ضربـة مايعودهـا
نمـرٍ تشـادي للجـراد التهـامـي
ماطاعوا الحكام مـن عظـم كودهـا
أشـوف بالحـره ضعـون تقلـلّـت
ابـوي حمّـاي السرايـا يقـودهـا
شفي معـه صفـرا تباريـه عنـدل
مـرٍّ يباريـهـا و مــرٍّ يقـودهـا
أنا فتـاة الحـي بنـت بـن غافـل
كم مِـن فتـاةٍ غـرّ فيهـا قعودهـا
شرشوح ذودٍ ضـاربٍ لـه خَريمـة
مـا ودّك يشوفـه بعينـه حسُودهـا
حوّلت من نظوى ورقيـت سرحـه
حطّيت لـي عـش باعلـى فنودهـا
جاني ركيبٍ ونوّخـوا فـي ذراهـا
وشافني عِقيدَ القوم زيـزوم قودهـا
قال حولي يابنـت وانـتِ بوجهـي
ولا جيته إلاّ واثقـة مـن عهُودهـا
أمـرٍ كِتبـه الله وصـار وتـكـوّن
وسبّب علينا من الأَعـادي قرودهـا
بحـرب شِديـدٍ ماتمـنّـاه عـاقـل
يعده اللـي صاغـر فـي مهودهـا
ذكرت يوم فايـتٍ قِـد مضـى لهـم
ويومٍ علينـا مـن ليالـي سعودهـا
ضوٍّ زمت للمال من عقـب سريـة
ضوٍّ زمّت عودان الارطىَ وقودهـا
لكن قرون الصّيد مـن خلـف بيتنـا
هشيم الغضا يدني لحامـي وقودهـا
تسعيـن عـدد صيدنـا فـي عشيّـة
وضيحيّـة نجعـل دلانـا جلودهـا
قنّاصنـا يـروح شريـقٍ وينثـنـي
ويجي بالجوازي داميـاتٍ خدودهـا
وروّاينـا يـروى بيومـه وينثـنـي
ويجي بالجلادى لاحقـاتٍ حدودهـا
وغزّاينـا يـروح بيومـه وينثـنـي
ويجيب العرابـا ضايمتهـا ديودهـا
لنـا بيـن حَبْـر والغرابـة منـزلٍ
نهـد فـي زيـن العرابـا قعودهـا
حنّـا نزلنـا الحـزم تسعيـن ليلـة
وغلّ الأعادي لاجـيٍ فـي كبودهـا
ِقليبـنـا غـزيـرةَ الـجـمّ عيـلـم
ما ينشدون صدورها مـن ورودهـا
طوله ثمانٍ مـع ثمـانٍ مـع أربـع
قبلي واسـط فـي مـلاوي نفودهـا
وهي بحـد ّ الحـاذ مـن الغضـى
مادارهـا الـزرّاع يبـذر مدودهـا
ألفيـن بـيـتٍ نازلـيـن جبـاهـا
والفيـن بيـتٍ بالمظامـي ترودهـا
تخالِفـوا فـي يـوم تسعيـن لحيـه
علشان وقف الأجنبـي فـي نفودهـا
دارٍ لِـنـا ماهـيـب دارٍ لغيـرنـا
تحدّهـا الرّملـه لمـوارد عدودهـا
ملاحظات :
1 القصيده أطول من ذلك ولكن ما توفر منها ما كتب أعلاه و بعض البيوت الباقية التى لم تذكرأما نسيت بفعل الزمن وبعضها ازيلت لانها تمس بعض القبائل العربية .
2 المصدر : الاديب عبدالله بن خميس في كتابه من القائل الجزء الرابع ص 248 الى 252 ، وعدد من رواة زعب الكرام .
3-الصور اللي بالموضوع تعبيريه[/align][/frame]
المفضلات