بسم الله الرحمن الرحيم
في اليوم نفسه
حديثالذي يصادف ذكرى النكبة الفلسطينية الكبرى، يوم 15 ايار نقلت الانباء الى الشعب الفلسطيني تقارير عن الاقتتال الدامي بين حركتي »حماس« و»فتح« والذي اسفر عن سقوط ثمانية من شباب الامن الوطني في غير السلاح الذي يفترض ان يسقطوا فيه وبرصاص اشقاء فلسطينيين اخرين، وقبل ذلك قتل قياديان من »حماس« في غير المكان الذي كان من المتوقع ان يقتلا فيه وهذا الاقتتال الذي لا كرامة ولا مجد فيه يبدو انه تركز خلال الشهور الاخيرة داخل المدن والشوارع الفلسطينية وتمحور حول صراع على السلطة والنفوذ، حيث لا سلطة ولا نفوذ اصلا الا للاحتلال وجيشه وقواه الامنية التي تصول وتجول وتعبث قتلا واعتقالا وتدميرا حيث تشاء.
لقد نسي المتقاتلون في قطاع غزة وجود الاحتلال وتفرغوا لمواجهة بعضهم بعضا من اجل الاستحواذ على كعكة السلطة الوهمية وغاب عن اذهانهم انهم محاصرون في القطاع كما الفلسطينيون محاصرون في الضفة بل ان الوزراء والمسؤولين من حركة حماس لا يستطيعون الوصول الى رام الله التي هي جزء من الوطن الفلسطيني كما ان الوزراء والمسؤولين من »فتح« وان كانوا قادرين على التجول بين الضفة والقطاع فانما يتجولون بموافقة اسرائيلية وتصاريح اسرائيلية.
ان ابسط وصف يطلقه رجل الشارع الفلسطيني على من يحمل السلاح في وجه اخيه الفلسطيني هو ان ذلك خيانة للقضية الفلسطينية وانتهاك لحرمة الدم الفلسطيني ومجلبة للخزي والعار على من يرتكب هذه الفظائع التي لا يرضاها خلق ولا ضمير ولا دين ولا احساس بالانتماء للوطن: الانتماء الذي يجب ان يعلو على المصالح الفردية والفصائلية والعشائرية بل والارتباطات الدولية بهذا المعسكر او ذاك، وعلى المسلح الذي يطلق النار على اخوته وابناء وطنه مهما كان انتماؤه لحماس او فتح ان يراجع نفسه ويفكر فيما ترتكبه يداه وهو يضغط على الزناد ليسفك دما فلسطينيا ويزهق روحا فلسطينية مهما كانت الدوافع ومهما كان مصدر الاوامر.
المواطن الفلسطيني قد استنتج وبحق انه اذا كانت جولات الاقتتال التي سبقت اتفاق مكة قد هدأت وساد نوع من الوئام والاتفاق بين »فتح« و»حماس« بعد توقيع اتفاق مكة وباوامر القادة الذين اجتمعوا هناك، فان هؤلاء القادة انفسهم هم القادرون فعلا على وقف الاقتتال وبالتالي فانهم مسؤولون الان امام ضمائرهم وامام الشعب الفلسطيني عما يقترفونه من سفك للدماء وازهاق للارواح وقناعة المواطنين ان هؤلاء القادة من الفصيلين قادرون على انهاء هذه الجولة من العنف لو ارادوا ذلك الان.
وهناك اجماع فلسطيني على ان من يحمل السلاح الفلسطيني ويستخدمه ضد الفلسطينيين ليس فلسطينيا على الاطلاق وانما هو دخيل على هذا الشعب وعون لاعدائه.
ولعل تراجع اسرائيل عن شن حملة عسكرية على القطاع في اعقاب القصف الصاروخي المكثف الذي شنته حماس قبل اسبوعين مؤشر على انها تطبق المثل المعروف »فخار يكسر بعضه« وان المقاتلين يحققون لها اهدافها مجانا ودون ان تتكبد خسائر بشرية او ادانة سياسية دولية.
فيا ايها الاخوة المتقاتلون في قطاع غزة عودوا الى رشدكم وحكموا ضمائركم وما تبقى من احساسكم وانتمائكم الفلسطيني، تعانقوا بدلا من ان تتعاركوا وكونوا يدا واحدة وقلبا واحدا ولا تخيبوا امال شعبكم فيكم، والا فان المخاطر تتهدد قضيتكم وشعبكم ولن تقوم لفلسطين قائمة اذا لم تتراجعوا عن هذه الفتنة المدمرة وتسترجعوا ثقتكم وايمانكم بوحدة شعبكم وتلتفوا من جديد حول القضية الفلسطينية المهددة بافدح الاخطار جراء اقتتالكم الذي لا يجلب سوى الخزي والعار وسوء المنقلب والدمار.
منقول
......
تحية شمرية طائية
القدس
المفضلات