[align=justify] حذار من السقوطمن هاتف نقال وتسجيل رديءاســــــتمعت الى قصيدة
للشاعر عبد الرحمن الشمري(واظنها القيت في قطر )
كأحد تداعيات برنامج شــــــــاعر المليون.وبصعوبة بالغة
استطعت ان اسجل منها بضعة ابيات ،وهي محور هذا
الموضوع.
عبد الرحمن يتسم بالوسامة(وخفة الدم)وهو ما حاول
استغلاله من اجل زيادة رصيده الشعبي ،لاســـــيما
بالنسبة للجمهور النسائي،وهذا من حقه ولا اعتراض
لي عليه. ونذكر الحركة العفوية(تبدو هكذا)عندما قال
لروضة (اللي يشوفك ما يتوتر).فيبدو ان اللعبةاستهوته ،
غير انه تمادى بذلك كثيرا فهو يقول اثناءتصفيق الجمهور
له عند القاء القصيدة التي نحن بصددها الآن ((ذبحت
روحه وحدة بالتصفيق)) وكأنه غير مصدق ،او ان هذا
التصفيق النسائي كان همه الوحيد، والاحرى به ان يكون
ارفع من هذا التعبير امام جمهوره وامام عدسات التلفزيون.
وعبد الرحمن شاعر متمكن يمتلك ثقافةعامة وادبية
جيدة وله ااسلوب شعري خاص به، ويحاول الاستفادة
من هذه الثقافة في نصوصة الشعرية،وهذا من الاشياء
الجميلة عند أي شاعر. ان عبد الرحمن يهتم بالرمزية
والتورية في قصائده مما يعطيه مجالا اوسع في التعبير
عن آرائه بعيدا عن اعتراض المخالفين .لاسيما عندما
يكون في الموضوع نوع من الحساسية.
ان الرمز لايعطي الحرية للشاعر فقط، بل انه يعطيها
للسامع ايضا،ليسمح له بتفسير النص كما يريد هو ،
وليس بالضرورة بالمعنى الذي اراده الشاعر نفسه.
وكمثال (ياء النسب) في القصيدة المليونية. وتفسير
السامع للرموز يقع ضمن مفهوم( الاسقاط) في علم
النفس، فالسامع يسقط ما في نفسه على النص في
الفهم والتفسير، وربما يجد فيه جمالا وابداعا لم يقصده
الشاعر،ولم يفطن له اصلا.
ان تفسيري الخاص(الاسقاطي) لرموز عبد الرحمن في
قصائده المليونيةمثل (ياء النسب) و(يثرب) و(ابن سارية
العرباض) يجعلها من اروع ما كتبه من شعرفي نظري
ووفق فهمي الخاص للرموز.
ان الوعي النقدي للشاعرقد يوقعه احيانا بالتصنع عندما
لا يتمكن من اجادة الصنعة الفنية،اثناء بحثه عن الصور
والمعاني والمحسنات ،ويبعده عن العفوية والتلقائية.
ان ذلك يرتبط ايضا ببحث الشاعر عن نموذجه الشعري
المفضل ممثلا بشاعر او اكثر يحاول اقتفاء آثارهم الشعرية.
وقصيدة عبد الرحمن (هذه) تطرح تساؤلا عن نموذجه
الشعري، هل هو عمر بن ابي ربيعة ام محسن الهزاني،
ام انه تطرف وحاكى بصري الوضيح او امريء القيس.
يقول عبد الرحمن:
مع الجادل السمرا حذفت الرشا للكوع
لقيت الدلال ولذته عقب تلويعه
ويردف قائلا:
تحاليت لي شقرا بَعَـدْ لوّعتني لوع
تمَهْيَفْ،ثمر نهده على اول مطاليعه
فبين (حذف الرشا للكوع)مع الجادل السمرا و (ثمر نهد)
الشقرا،تبدو لنا صورا اباحية غير جميلة ،بل مبتذلة،في
شعر فقدالصور العاطفية بما فيها من حب ولوعة واشتياق
وحنين وامل..الخ، وانحدر الىصور حسية نابية وخالية من
الجمال اللغوي والفني والصوري.ثم لماذا نسي الالوان
الاخرى في هذه الباقة؟
ويضيف:
تحثـَّنْ معاه لياحَكَتْ رغبة الممنوع
عنيده ولكن عانن الله بتطبيعه
ونسي هنا(لو أن الشعراء يقولون ملا يفعلون)ان الذي
اعانه هو الشيطان الرجيم ،وليس الله الستار ونسي
ايضا حديث الرسول (ص) : (اذا بليتم فاستتروا).لقد
حاول مجارات بصري الوضيح، لكنه فشل في ذلك.
ثم يقول:
تغشيته شهرلاني مقفي ولا بي جوع
الا تحت(............) جرابيعه
فسخت الحيا قالت حذاريك بالمصقوع
تركد بطلعه قلت انا ابخص بتطليعه
رميته وطاحت مسنـَّده معصمي والكوع
صَحَتْ عقبها وتقول يالشمري بيعه
والابيات الاخيرة في وصف الشقرا، وهو يحاكي امريء القيس
عندمت يقول وكم من حبلى طرقت ومرضع...الخ) وقوله:
(عقرت بعيري يا امريء القيس فانزل).
كما يقول ايضا:
تهلهل عرق جسمه كما النمنم المصنوع
دْفقـُه حرير وعب مسكه بلا ريعه
وهذا ابعد ما يكون عن الصورة الشعرية الجميلة، والمعنى
ليس منسجما مع الصورة، اللهم الا اذا كان عبد الرحمن
قد سمع ان المسك يستخلص من كيس دهني في
مؤخرة القط الوحشي،لكنه فشل في التصوير لانه كان
مبتذلا جدا.
عذرا ايها الاخوة
عذرا يا عبد الرحمن
لكنها كلمة لا بد منها
فالامر امر مبكياتك لا امر مضحكاتك [/align]
المفضلات