مقال للكاتب جعفر عباس في جريدة عطاظ
((المقال))
«الهبل» اسمه «رجل»
على ذمة الدكتورة عزة كريم رئيسة المركز القومي للبحوث الاجتماعية في مصر وهي مؤسسة مشهود لها بالمهنية، فإن سبعين ألف امرأة في مصر تعرضت للتفنيش، لأنهن «دون المستوى»، والتفنيش الذي أتحدث عنه يتعلق ببيت الزوجية، بينما المستوى هو الجمال والدلال والغنج .. بوضوح أكثر فإن 70 ألف رجل تزوجوا بنساء من اختيارهم، وعاشوا معهن سنوات طالت أو قصرت، ثم اكتشفوا أنهن دون الطموح من حيث الجمال والرشاقة والبياض و«الشخلعة»! وإذا كنت متخلفا مثلي فستتساءل: وهل يطلق رجل زوجته لأنها رصينة ولا تتشخلع وتتهتك؟ والإجابة هي «نعم» بالفونت (وليس البونط) العريض.. تقول دراسة أصدرها المركز آنف الذكر أن عشرات الآلاف من حالات الطلاق حدثت في مصر وفي غير مصر لأن الأزواج رأوا أليسا وروبي وهيفاء ونانسي عقرب (هذا خطأ مطبعي لا ذنب لي فيه)..ثم التفتوا الى زوجاتهم وقالوا: جاتنا نيلة في حظنا الهباب.. الدنيا مليانة بنات زي القشطة واحنا متجوزين غَفَر! وتشرح الدراسة كيف ان فتيات ال*** (هذا خطأ مطبعي آخر فات على المصحح وذنبه على جنبه فالكلمة الصحيحة هي كليب وأقصد بها بنات آوى اللواتي يظهرن على أشرطة فيديو كنوع من «التحلية» والمقبلات للأغاني بحيث إذا فشلت الأغنية في اختراق أذنك تتولى الفتيات اختراق غرائزك الحسية).. المهم ان الدراسة تقول ان فتيات الكليب (وهو على كل حال *** زائدا ياء) والإعلانات وعارضات الأزياء يتعمدن مخاطبة ودغدغة الحواس الجنسية عند الرجال.. وبالتحديد فإن 90% من الإعلانات تستخدم جسد المرأة كمحفز جنسي للفت الانتباه الى السلع.. وتضيف الدراسة ان قنوات العهر الالكتروني الفضائية صارت تشد الرجال وتؤثر على أمزجتهم فيعقدون مقارنات بين الفتيات اللواتي يظهرن على الشاشة، وزوجاتهم اللواتي يتصببن عرقا وهن يُعددن الطعام وينظفن البيوت ويقولون: وش هذا القرف؟ وش اللي يجبرني أصبر عليها؟
أفهم ان تحاول فتاة صغيرة التجمل بحيث تشبه فتيات الفياغرا الفضائيات او الكليبيات، ولكنني لا أفهم لماذا يريد رجل أن تكون زوجته مطاطية تتلوى وتتغنج على مدار اليوم؟ على من يريد زوجة بتلك المواصفات أن يقترن بالدمية باربي فهي تبقى جميلة ورشيقة حتى لو «ركنتها» لعشرين سنة في درج مكتب اشتريته من الحراج! ثم من أين نأتي بملايين النساء بمواصفات عجرمية وروبية وهيفاوية؟ ولكن لو عندك فلوس بالطن المتري فبإمكانك تحويل زوجتك – حتى لو كانت تشبه شعبان عبد الرحيم - الى عجرمية: ادخلها ورشة طبية ليقوموا بتعديل أنفها وفكها وصدرها وعنقها وأذنها بالكتالوج.. وبعد نحو عشر جراحات تكون قد حصلت على زوجة بلاستيكية «تهبل» .. يا أهبل!
المفضلات