أسرة القتيل أكرمت القبائل بقصر الحلف على أسرتي القاتلة وزوجها
كلمات ولي العهد تسكّن آهات آل قليص فتعفو عن فتاة خميس مشيط
سعيد الزهراني، عبدالرحمن القرني (خميس مشيط)
أسكنت كلمات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.. آهات وجراح اسرة آل قليص.. فسارعت لاعلان العفو عن فتاة خميس مشيط التي قتلت أحد ابنائها (خالد محمد قليص) في حادثة تعود تفاصيلها الى قبل 8 سنوات.
تم اعلان العفو وسط حشود كبيرة من مشايخ قبائل عسير توافدت على منزل شيخ شمل قبائل شهران حسين سعيد بن مشيط الذي نجح في تقريب وجهات النظر بين طرفي القضية، حيث اشترط أولياء الدم أمس الاول يمين 50 حالفا من قبيلة الفتاة (سميرة) بعدم مشاركتهم أو تخطيطهم بالاضافة الى شروط اخرى لتوقيع صك التنازل النهائي.
الا أن آل قليص بادروا في لقاء الأمس بكرمهم بالتخلي عن شرط الحلف من قبيلة الفتاة، وقصروا الحلف على أسرة الفتاة وأسرة زوجها والذين أقسموا بالله العظيم أنهم لم يشتركوا قولا أو فعلا ولم يعلموا بمقتل خالد بن محمد آل قليص.
مراسم العفو
بدأت وفود القبائل التوافد على منزل شيخ شهران ابن مشيط منذ الصباح الباكر، حيث قدموا من جميع أنحاء المنطقة الجنوبية يتقدمهم مشائخ شمل وأعيان ووجهاء القبائل، وتم تنظيم الوفود في مجلس الحق الذي اعتاد عليه العرف القبلي لتطييب الخواطر وطي الخلافات من جميع الاطراف.
واستهل الكلمات مدير المعهد العلمي بخميس مشيط الشيخ سعد احمد الشهراني الذي بين معنى العفو والتسامح، ثم القى شيخ شهران ابن مشيط كلمة استهلها بالآيات الكريمة {والكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}، مشيرا الى ان من أحيا النفس فكأنما أحيا الناس جميعا.
وقال ان أبناء المنطقة شيوخا وأعيانا وارحاما بذلوا جهدهم واقبلوا على آل قليص ولم تحن ارادة الله الا على يد رجل الوفاء سمو ولي العهد الذي عرف عنه الكرم العظيم والسعي للخير ليقينه بأن أسرة آل قليص أهل نخوة وشهامة وانسانية اذ ينتمون لآل غنوم وقبيلتهم آل رشيد واصلهم من قبيلة شهران عامة، وما يتحقق اليوم انما يأتي بفضل من الله ثم بفضل سمو ولي العهد وبجهود سمو أمير عسير، اما آل قليص فهم امتنوا على أسرة آل مريط ولهم الشكر من الأعماق، ولأسرة الفتاة.
إعلان العفو
وألقى ظافر بن قليص كلمة اسرة القتيل، واستهلها بإعلان العفو عن قاتلة أخيهم خالد محمد قليص، راجين من الله عز وجل الثواب وان يجعل العمل خالصاً لوجهه الكريم، وداعين الله ان يتغمد فقيدهم برحمته ويدخله فسيح جناته.
ثم وجه ظافر كلمات لسمو ولي العهد وقال: أبا خالد حدثتنا الكلمات عنك فزادها شرفاً ما تقول، فأنت سليل مجد الأعراق، وأمير للقلب في الآهات، سعيت لفضل من الله ترجو ثوابه، وفي باب العفو زدته تاجاً الى تاج، لمسنا منك حنان الكلمة ولطف المشاعر، فأسكنت آهات جرحنا، فكان لنا لقاء مع الشرف فأتى العفو لنا يعلو بين يديك، فلا الوصف ولا الاقوال تحدثنا عن فعل خير انت ترجوه، انما سبق بها من الافعال اعمال).
واشاد ظافر بجهود سمو امير عسير صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد على حثهما على الشفاعة بين أهالي عسير وجهودهما في سبيل العفو.
وأبان أن العفو من سمة الكرام، والتوسط من أجل العفو خلق له أجر عظيم، والكثير سعوا سابقاً من أجل العفو من اصحاب السمو والفضيلة والمشايخ، وسبب الرفض ما كان إلا اسباب عديدة ومنها ما الله به عليم والخوف من الفتنة، وما أقدم عليه البعض من اصحاب الأقلام المزيفين.
واضاف انه يسجل الاحترام والتقدير للشيخ عبدالعزيز سعيد بن مشيط، وشيخ الشمل حسين سعيد بن مشيط، ومحافظ خميس مشيط سعيد بن عبدالعزيز بن مشيط، واسرة آل مشيط على جهودهم وسعيهم لهذا العمل الصالح.
إشادات القبائل
وبعد إعلان العفو بادر مشايخ القبائل في عسير ومنهم الشيخ عبدالله حامد، الشيخ الفويه شيخ بني واهب بإلقاء عدد من الكلمات شكروا فيها آل قليص على المبادرة الإنسانية التي أنهت قضية فتاة الخميس.
وفي ختام اجتماع العفو عبر المسؤولون في عسير لـ«عكاظ» عن سعادتهم الغامرة بهذا العفو من الكرماء آل قليص.
وقال مدير شرطة عسير اللواء علي قليل الحازمي ان اليوم خير وبركة حيث اعتقت فيه رقبة لوجه الله تعالى، مشيراً الى ان هذا العفو له الأثر الكبير على نفوس المسؤولين والأهالي.
واضاف مدير سجن ابها الرائد علي سعيد آل هتلان لـ«عكاظ»: ان التنازل يؤكد حرص آل قليص على الأجر والثواب وبذلك ضربوا أنبل وأسمى أمثلة العفو بدون مقابل، وهذه من مكارم الأخلاق ونبل العطاء
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2007...0413103214.htm
والعقبى ان شالله بالعفو عن بدهان يارب
تحيتي لكم
المفضلات