بعد استقلال اوكرانيا في عام 1991 لم تكن معروفا في الوسط العربي الا للدراسة وبسبب انخفاض الحياه المعيشية والتعليمية في اوكرانيا ,كانت مطلب الكثيرين من طلاب العلم العرب وكانت في كل عام بازدياد ملحوث حتى عام 2001 فبدات التحولات الجذرية تسود اوكرانيا, بدءاً من العاصمة كيف الى المدن الاخرى ومن هذه التحولات ,الانتعاش الاقتصادي ,وبروز اوكرانيا في الساحة الدولية بفعالية سياسية واقتصادية ,فكان المواطن العربي لا يملك اي خلفية عن اوكرانيا الا في المجالات الرياضية كونها برزت ايضا في هذا الصعيد ,والاسباب التي ادت الى بروز اوكرانيا بدورها الفعال في المجتمع الدولي عدة اسباب ومنها , السماح بعملية غسيل الاموال دون السؤال,من اين لك هذا,فبدات الاموال المخفية بالظهور والتي ساعدت على بناء المشاريع والمؤسسات والتي من كونها تلعب دورا هاما في الانتعاش الاقتصادي واستوعاب اكبر عدد ممكن من الايدي العاملة , والسبب الاخر عودة الكثير من يهود فلسطين بعد انتفاضة الاقصى الى اوكرانيا والذين جعلوا من مدينة اوديسا الواقعة على البحر الاسود اكبر معقلا لهم ,فبدات المشاريع اليهودية بازدياد وكانت اوكرانيا المستفيد الاول من فتح ابواب الاستثمار سواءا العقارية او المؤسسات الحكومية والشخصية.
والسبب الاخر استقلاليتها عن الاتحاد السوفيتي الذي منح لها خاصية الفخر بصناعتها وانجازتها العلمية والتي كانت تنسب سابقا بالاتحاد السوفيتي ,فكما كانت اوكرانيا اليد اليمنى لروسيا والاقرب ثقافتا لها , فانها الان الاقرب بعلاقاتها الدولية مع روسيا واغلب تبادلتها التجارية تحصل بالتعاون المشترك.
فبرزت اوكرانيا بدورها الاستثماري ونجاحها في هذا المجال, مما ادى الى لفت نظر المستثمر الاوروبي والعالمي كونه يبحث عن منطقة لاستثماراته تتمتع بالاستقلالية والامان , فبدات اوكرانيا تنتقل النقلة النوعية وانصباغها بالصبغة الاوروبية الغربية ففتحت البنوك ابوابها بمفهوم كان جديدا على الاوكران وهو القروض البنكية والتي سمحت للاوكران بالامتلاك الشخصي بعد ان سادتها الاشتراكية وتطورت مفاهيم الخصخصة الشخصية بالامتلاك الغير محدود ,فبعد ان كان الاوكران يتقاسمون اموال الدولة بعضويتهم بها وكلهم متساون بالملك ,اصبحو ينقسموا الى طبقتين الغنية بازدياد والفقر بازدياد ,فالفقير يزداد فقرا والعكس صحيح.
الا ان هذه الاحداث لم تمنع من ارتفاع الرواتب وارتفاع سريع بالاسعار والعقار والضرائب المفروضة على الشعب , ورغم الاحداث الداخلية من تحولاتها لسلبية على الفقراء الا انها كانت ايجابية على اصحاب الاموال . وبعد العام 2003 اصبحت اوكرانيا على السلم الاوروبي بارتفاع اسعارها ,مما ادى الى قلة توافد الطلبة اليها وازدياد ملحوظ بالسياحة وخاصة العربية , والتي من اهدافها استكشاف هذه البلاد التي تنشهر بمجالات عدة ومنها الصناعية وفي 2005 بدا الحوار بدخول اوكرانيا الاتحاد الاوروبي وانقسمت اوكرانيا الى كتلتين بين معارض ومؤيد , المعارضة تريد الانتعاش الاقتصادي بخاصية شرقية تحت الجناح الروسي ,والمؤيدة تريد الانتعاش الاقتصادي باستقلالية عن روسيا وتحت الجناح الاوروبي , وهذه الاحداث والتي انتشرت بالصحف والمجلات والاخبار اليومية جعل من المواطن العربي الاسراع للتواجد في اوكرانيا كونها لا تشدد على منح الفيزا لاي راغب ما , وخاصة بعد دخولها الاتحاد الاوروبي سيشكل عقبة على المهاجرين وطلاب العلم والعمل, وكاي دولة اوروبية اخرى و وايضا المفهوم بان تدخل اوكرانيا الاتحاد الاوروبي هو توفر فرص العمل وبرواتب جيدة ,فبدا الدخول العربي اليها من جديد سواءا لطلب العلم او للسياحة , رغم الارتفاعات بالاسعار, لمعرفة وتقصي اخبار تلك الدولة التي باتوا يسمعوا عنها الكثير ورغم ان الاوكران منفصلون بقراراتهم بالانضمام للاتحاد الاوروبي الى ان عام 2008 يخفي بطياته الكثير من التغيرات التي ربما تكون سلبية او اجابية لهم, وخاصة بعد فوز الحكومة المؤيدة للانضمام للاتحاد الاوروبي والمدعومة من اوروبا فما كان الى ان الاسعار بدات بالارتفاع اكثر فاكثر والفقر بتزايد وعامة الناس بدات تعاني من الحكومة الجديدة فأبعد عنهم التفاؤل بالاتحاد الاوروبي والذي حسب وجه نظر الكثيرين سيهدد ويزيد الفقر لابناء عمومتها
وعدم شعورهم بالاستقلالية , تارة سيطرة روسية ,وتارة سيطرة اوروبية , ولكن بعيدا عن كل هذا بدا الوافدون والسياح الى اوكرانيا من كل صوب.
فان زرت بلاد القرم صيفا وهي الواقعة على البحر الاسود على الحدود التركية والتي تنعم بشبه حكم ذاتي وتحت سيطرة التتار المسلمين فستجدها ممتلئة من السياح الاتراك والايطاليون والفرنسيون وقلة من العرب ففي 2005 كان اعداد السياح العرب الى مدينة يالتا السياحية لا يتجاوز المئه الا انه في 2006 وصل 300 سائح وهو بازدياد تدريجي وخاصة ان كثير من السياح العرب وجدوا منها منطقة هادية بعيدا عن زحمة المدن والمواصلات والصناعات والتلوثات , وخاصة ما عليه الحال في باقي المدن الاوكرانية فزائر اوكرانيا ان لم يزر عروسها يالتا لم يزر اوكرانيا حيث ان نسبة كثيرة من السياح الذين زاروا اوكرانيا دون بلاد القرم تجدهم خرجوا بمفهوم غامض او غير محبب لهذه الدولة او التكرارية لها , وستجد الاراء مختلفة كليا لمن زارها . ولو كانت اوكرانيا ذو شهرة اوروبية ومنصب كبير لكانت باعين الناظرين اليها جنت الله على ارضة ناهيك على ان المسمى بدا يطلق عليها رغم انها بعيد عن الشهرة الاوروبية وخاصة الاقتصادية منها , وحسب اراء المحللين ان اوكرانيا ستكون ليس اقل من اي دولة اوروبية اخرى سواءا بارتفاع الرواتب او بازدياد فرص العمل .
اما مفهوم العنصرية في اوكرانيا مفهوم طبيعي كاي دولة اخرى فالعنصرية لا تقتصر على اوكرانيا فحسب بل على كل دول العالم ومنها دولنا العربية واكبر دولة عنصرية تعرف بوقتنا الحالي هي الكيان الصهيوني في فلسطين اما الخلافات التي تحصل في اوكرانيا ليس لها من العنصرية ولكنها خلافات بين الشباب وهي خلافات او نظرات عنصرية غير منظمة كما هو الحال في فلسطين او فرنسا اوحتى امريكا , ولو توجهت بالسؤال لاحد طلبة العلم في المجال الطبي والعاملين في مستشفياتها المركزية ما نسبة الوافدين اليها ممن تضضرروا بمشاجرات لكانت الاجابة هم الاوكران المتشاجرون مع العرب وكوني مقيم في هذه البلد ما يقارب العشر اعوام الا اني اقولها وبكل صراحة ان لم تدخل بهم بنظراتك او بلهجه لسانك لا ينظروا اليك بنظرات عجرفية بل ربما تكون صداقة وللاسف الشديد كثير من العرب يعلو به الامر لدرجة شعوره انه الاعلى وما دونه فهو الادنى , فنسبة كبيرة من الطلبة العرب تزوجوا من النساء الاوكرانيات, وخاصة ان النساء الاوكرانيات تعجب بالنخوى والجمال العربي, واكثر الاوروبيات تفهماٌ للحضارة العربية ورغبتهم العيش في الوسط العربي وهذا بحد ذاته يدعو لعدم المشاحنات مع الرجال من الاوكران ولالبتعاد عن استفزازهم لان كلامهم الاول سيكون: تزوجتم نسائنا , وتستقرونا بلادنا, وتستحلون استفزازنا, ولو وضعنا انفسنا باماكنهم لكان الامر واضحا لنا ,
وهذه السيمة الوحيدة في اوكرانيا , وليس كباقي الدول الاروبية منعزلين كليا عن الاجانب ولا يعتبر بها الاجنبي ذو حقوق انسانية وخاصة العربي رغم انها دول الديمقراطية.
فتمتعوا بالطبيعة وتزوجوا من النساء ما حل لكم مثنى وثلاث ورباع وتسيحوا كما شئتم ببلادهم لكن ابتعدوا عن المشاحنات والاستفزاز لان اخلاقنا اسلامية وانتشر الاسلام بالاخلاق, والصبر, والتعامل, فمن قبل مئات السنوات قبل ان تكون السياحة بمفهومها الحالي زار خيرة رجال الاسلام والعرب البلاد الاوروبية وانمجوا بمجتمعاتهم واثروا على مفاهيمهم , مما ادى الى دخولهم الاسلام فالادريسي تسيح في يالتا وابن بطوطا ايضا.
ولم يتركو من ورائهم الا كل محبة اما التجار العرب الذين غزوا اوروبا واسيا الشرقية بعضهم مكث بها وتزوج من نسائها وكثرت الانساب, وما ان تمر الايام والسنين حتى تجد امم اتبعت وتاثرت بالاسلام ونرجوا من الله ان نكون على خطا من سلفنا.
للمزيد راسلونا وستجدوا منا كل خير ان شاء الله
الدكتور حسين موسى اليمني.
www.husseinyamani2006.jeeran.com
المفضلات