[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للشنفرى المتوفي نحو 70 قبل الهجرة
وهو ثابت بن أوس الأزدي الملقب بالشنفرى ، نشأ بين بني سلامان من بني فهم الذين أسروه وهو صغير ، فلما عرف بالقصة حلف أن يقتل منهم مائة رجل ، وقد تمكن من قتل تسعة وتسعين منهم ، وأما المائة فقيل إنه رفس جمجمة الشنفرى بعد موته فكانت سبباً في موته .
وهو - أي الشنفرى - من أشهر عدَّائي الصعاليك كتأبط شراً وعمرو بن براقة ، ومن أشهرهم جرأة وقد عاش في البراري والجبال .
ومنها:
[poem=font="MS Sans Serif,5,white,normal,normal" bkcolor="seagreen" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أقيموا بني أمي ، صــــــــــــــــــــــدورَ مَطِيكم= فإني ، إلى قومٍ سِـــــــــــــــــــــواكم لأميلُ !
فقد حــــــمت الحـــــاجـــــــاتُ ، والليلُ مقمرٌ= وشُـــــــــــــــــــــدت ، لِطياتٍ ، مطايا وأرحُلُ؛
وفي الأرض مَنْأىً ، للكـــــــــــريم ، عن الأذى= وفيها ، لمن خــــــــــــــــــاف القِلى ، مُتعزَّلُ
لَعَمْرُكَ ، ما بالأرض ضـــــــــــيقٌ على أمرئٍ= سَـــــــــــــــرَى راغباً أو راهباً ، وهو يعقلُ[/poem]
للطغرائي المتوفي (514هـ - وقيل 515هـ )
وهو العميد مؤيّد الدين ، أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبدالصمد الأصبهاني.
ومنها:
[poem=font="MS Sans Serif,5,white,normal,normal" bkcolor="darkblue" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أصــــــــــــــــــــــالةُ الرأي صانتني عن الخطلِ= وحليةُ الفضـــــــــــــــــــلِ زانتني لدى العَطَلِ
مجدي أخيراً ومجدي أولاً شَـــــــــــــــــــــــرعٌ= والشمسُ رَأدَ الضحى كالشمس في الطفـلِ
فيم الإقامةُ بالزوراءِ لا سَـــــــــــــــــــــــــكنِي= بها ولا ناقــــــــــــــــــــــــــتي فيها ولا جملي
ناءٍ عن الأهلِ صِـــــــــــفر الكف مُنفـــــــــــــردٌ= كالســــــــــــــــــــــيفِ عُرِّي مَتناه عن الخلل[/poem]
كتب هذه الدراسة الدكتور / محمد إبراهيم نصر
وهي في كتابه من عيون الشعر ( اللاميات )
وانا بدوري انقلها لكم
بين القصيدتين صلات مشتركة تدفع إلى إلقاء هذه الظلال بعيداً عن الغلو والإفراط كما ظهر ذلك في بعض الدراسات حتى فقدت طابع اليسر والسماحة .
البعد عن الأهل والإحساس بالغربة :
كلا الشاعرين بعيد عن أهله ، ناءٍ عن أصدقائه ، ولكن كلاً منهما يستقبل النأي والغربة استقبالاً مختلفاً تماماً .
فالشنفرى صلب الإرادة ، قوي النفس ، ماضي العزم ، يتخذ أهلاً له جدداً من الوحوش المفترسة ، فأصدقاؤه : الذئاب والنمور والضباع والحيات ، اقرأ له يقول :
[poem=font="MS Sans Serif,5,white,normal,normal" bkcolor="seagreen" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لَعَمْرُكَ ، ما بالأرض ضـــــــــــــــيقٌ على أمرئٍ= سَـــــــــــــــــــــرَى راغباً أو راهباً ، وهو يعقلُ
ولي ، دونكم ، أهـــــــــــــلونَ : سِيْدٌ عَمَلَّسٌ= وأرقطُ زُهـــــلــــول وَعَـــــــرفــاءُ جـــــــــــــيألُ[/poem]
أما الطغرائي ؛؛
فرقيق الحاشية ، واهي العزم، فما إقامته ببغداد وليس له فيها صديق يشكو إليه حزنه ويزف إليه فرحه ، إلى دليل على ذلك ، ولذلك يقول :
[poem=font="MS Sans Serif,5,white,normal,normal" bkcolor="darkblue" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فيم الإقامةُ بالزوراءِ لا سَـــــــــــــــــــــــــكنِي= بها ولا ناقــــــــــــــــــــــــــتي فيها ولا جملي
ناءٍ عن الأهلِ صِـــــــــــفر الكف مُنفـــــــــــــردٌ= كالســــــــــــــــــــــيفِ عُرِّي مَتناه عن الخلل
فلا صـــــــــــــــــــــــديقَ إليه مشتكى حَزَني= ولا أنيسَ إليه مُنتهى جــــــــــــــــــــــــــذلي[/poem]
فتجد في حديثه رنة الأسى ، ونبرة الحزن ، وضعف النفس متمثلاً في قوله ناءٍ عن الأهل ، صفر الكف ، منفرد ، فلا صديق أبثه حزني ، ولا أنيس أخلو إليه من وحدتي ، فالرجل لايقوى على مثل هذه المواقف كما يقوى عليها الشنفرى الذي يقرر حقائق وَطَّن نفسه عليها .
وفي الأرض مَنْأىً ، للكـــــــــــريم ، عن الأذى= وفيها ، لمن خــــــــــــــــــاف القِلى ، مُتعزَّلُ
ثم يقسم على ذلك ويجد البديل عن الأهل في هذه الوحوش التي أنس إليها وأنست إليه .
والشنفرى :
يستعيض عن فقد من لم يجد فيهم خيراً وليس في صحبتهم نفع بثلاثة أصحاب ، هم قلبه الشجاع الجسور ، وسيفه الصقيل ، وقوسه الصفراء المتينة :
[poem=font="MS Sans Serif,5,white,normal,normal" bkcolor="seagreen" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وإني كفــــــــاني فَقْدُ من ليس جـــــــــــــازياً= بِحُســـــــــــــــــــــــنى ، ولا في قـربه مُتَعَلَّلُ
ثلاثةُ أصــــــــــــــــحـــــابٍ : فؤادٌ مشـــــــيعٌ ،= وأبيضُ إصــــــليتٌ ، وصــــــــــــــــــفراءُ عيطلُ[/poem]
أما الطغرائي :
فإنه يقصد من يعوضه عن الأهل والأصدقاء لأن له هدفاً هو بسطة الكف ، وسعة العيش ، يستعين به على ما يريده من الوصول إلى العلا والرفعة ، ولكن الدهر يعاكسه ، ويقف في طريقه ، فيرضى من الغنيمة بالإياب :
[poem=font="MS Sans Serif,5,white,normal,normal" bkcolor="darkblue" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أريدُ بســـــــــطـــــــــةَ كفٍ أســـــــــتعين بها = على قــــضــــاء حـــقـــوقٍ للعـــلى قِــبَــلــي
والدهــــــــر يعكــــــــــــــــس آمالي ويُقنعني= من الغــــــنيمة بعد الكـــــــــــــدِّ بالقــــفــــلِ[/poem]
والشكوى ، والتودد ، ومحاولة الاستمالة للحصول على مطلوبه ، كل ذلك واضح في قوله :
فقلتُ : أدعــــــــــــــــــــــوك للجلَّى لتنصرني= وأنت تخذلني في الحــــــــــــــــــــادث الجللِ
وكل منهما يذكر المرأة في لاميته غير أن منهج كل واحد منهما مختلف عن الآخر ، فالشنفرى ليس رجلاً جباناً قعيد منزله ، لاجئاً عند زوجته يشاورها في كل الأمور بل هو شجاع تعلو نفسه عن الركون إلى المرأة ، ولايقصد إليها . فهو ليس رجلاً قليل الخير ، لايفارق داره ، يصبح ويمسي جالساً إلى النساء لمحادثتهن يدهن ويتكحل كأنه منهن :
[poem=font="MS Sans Serif,5,white,normal,normal" bkcolor="seagreen" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ولســــــــــــــــــــتُ بمهيافِ ، يُعَشِّى سَوامهُ= مُــــجَـــــــــدَعَةً سُــــــــــــقبانها ، وهي بُهَّلُ
ولا جبأ أكهى مُرِبِّ بعرسـِـــــــــــــــــــــــــــــهِ= يُطـــــــــــــالعها في شــــــــــــأنه كيف يفعـلُ
ولا خــــــــــــــــــــــــــــــــالفِ داريَّةٍ ، مُتغَزِّلٍ ،= يــــروحُ ويـــغــــــدو ، داهـــــــــــــــناً ، يتكحلُ[/poem]
أما الطغرائي :
فإن نفح الطيب المنبعث من المرأة يهديه في طريقه ، ويجذبه إليه فيدعو صاحبه أن يحث السير إليها ، وحب النساء يصمي قلبه ، وعيونهن النجلاوات ينفذن إلى شغاف نفسه ، فيقع أسيراً لهن:
[poem=font="MS Sans Serif,5,white,normal,normal" bkcolor="darkblue" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فســـــــــر بنا في ذِمام الليل معتسِـــــــــفـاً= فنفخةُ الطيبِ تهـــــــــــــــــــــدينا إلى الحللِ
تبيتُ نار الهــــــــــــــــــــــــوى منهن في كبدِ= حــــــــــرَّى ونار القـــــــرى منهم على القُللِ
يَقْتُلْنَ أنضـــــــــــــــــــــــــاءَ حُبِّ لا حِراك بهم= وينحـــــــــــــــــرون كِـــــــــــرام الخيل والإبلِ
لا أكـــــــــــــــــــرهُ الطعنة النجلاء قد شفِعت= برشــــــــــــــــــــــــقةٍ من نبال الأعين النُّجلِ[/poem]
وكل منهما يدعو إلى المعالي ويتمرد على الذل ، فالشنفرى يرتكب الصعب من الأمور ، فيقاوم الجوع حتى ينساه ، ويذهل عنه ، ولو أدى به الحال إلى أن يستف التراب حتى لا يرى لأحدِ فضلاً عليه فنفسه مرة لا تقيم على الضيم ، ولا ترضى به مهما كانت الأمور :
[poem=font="MS Sans Serif,5,white,normal,normal" bkcolor="seagreen" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أُدِيمُ مِطالَ الجــــــــــــــــــــــــوعِ حتى أُمِيتهُ ،= وأضربُ عنه الذِّكرَ صـــــــــــــــــــفحاً ، فأذهَلُ
وأســــــــــــــــــتفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ= عَليَّ ، من الطَّــــــــــــــــــــــوْلِ ، امرُؤ مُتطوِّلُ
ولكنَّ نفســـــــــــــــــــــــــــــاً مُرةً لا تقيمُ بي= على الضــــــــــــــــــــــــــيم ، إلا ريثما أتحولُ[/poem]
أما الطغرائي : فيرى أن حب السلامة يثني همم الضعفاء فيغريهم بالكسل والخمول ، ويدفعهم إلى تجنب المغامرات ، والبعد عن الأهوال ، والإنزواء عن الناس . وأما المعالي فإنها تدعو صاحبها إلى المغامرة وركوب الأخطار :
[poem=font="MS Sans Serif,5,white,normal,normal" bkcolor="darkblue" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
حبُّ الســـــــــــــــــــــــلامةِ يثني هم صاحبهِ= عن المعالي ويغري المرء بالكســـــــــــــــــلِ
فإن جــــنــــحــــتَ إليه فـــاتـــخـــذ نــفــقـــاً = في الأرض أو ســــلماً في الجـــــــــوِّ فاعتزلِ
ودع غمار العُــــــلا للمقــــــــــــــــدمين عـلى= ركــــــــــوبــــهــا واقـــتــنــعْ مــنــهـــن بالبللِ
يرضى الذليلُ بخفض العيشِ مســـــــــــــكنهُ= والعِـــــــــــــــزُّ عند رســــــــــيم الأينق الذّلُلِ[/poem]
****
وكل منهما لا يرضى بالإقامة ولكن مطلب كلٍ منهما مختلف ، فالشنفرى طريد جنايات ارتكبها ، يتوقع أن تنقض عليه ، فهو هارب من وجه الساعين إلى دمه ، ينام بعيون يقظى ، فلا يضع جنبه على وجه الأرض حتى تعاوده الهموم من كل جانب ، وقد اعتاد هذه الهموم وألفها ، ولذلك يقول :
[poem=font="MS Sans Serif,5,white,normal,normal" bkcolor="seagreen" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وآلف وجه الأرض عند افتراشـــــــــــــــــــــها = بأهـْــــــــدَأ تُنبيه سَــــناسِـــــنُ قُــحَّــــــــلُ
طَــــــرِيدُ جِــــناياتٍ تياســــــــــرنَ لَــحْــمَــهُ ،= عَــــــقِــــــيـــرَتـُهُ فـــــي أيِّـــهــا حُـــــمَّ أولُ
تـــنــــامُ إذا مــا نـــام ، يــقــظــى عُــيــُونُـها ،= حِــــثــــاثــــاً إلى مـــكـــروهــــهِ تَتَغَــلْغَــــــلُ
وإلفُ هــــــــمــــومٍ مــــا تــــزال تَــــعُــــــــودهُ= عِــــيــاداً ، كـــحــمـــى الرَّبعِ ، أوهي أثقـــــلُ[/poem]
أما الطغرائي : فإنه لايرضى بالإقامة ، لأن نفسه تحدثه أن العز الذي يريده لا يتحقق بإقامته وإنما يتحقق بالتنقل والرحلة :
[poem=font="MS Sans Serif,5,white,normal,normal" bkcolor="darkblue" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إن العـــــــــلا حــــــدثتني وهي صــــــــــادقةٌ= فيما تُحـــــــــــــــــــــــــدثُ أن العز في النقلِ[/poem]
كما أنه يهدف إلى تحقيق آماله ، التي يتوقع حصولها يوماً بعد يوم :
[poem=font="MS Sans Serif,5,white,normal,normal" bkcolor="darkblue" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أعــــــللُ النــفــس بالآمــــال أرقــــــــــــــبــها= ما أضــــــــيق العــيــش لولا فُســـحــة الأمل[/poem]
وكل منهما له في الحديث عن الصبر حِكمٌ تسير مع الزمن ، فالشنفرى مولى الصبر يلبس ملابسه على قلبِ مثل السِّمع ، والسِّمع هو الذئب الشجاع ، وينتعل الحزم :
فأني لمــــولى الصــــــبر ، أجـــــــــــــتابُ بَزَّه= على مِثل قلب السَّــــــــــــمْع ، والحزم أنعلُ
وهو لايجزع من الفقر ولا يفرح للغنى :
[poem=font="MS Sans Serif,5,white,normal,normal" bkcolor="seagreen" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وأُعـــــــدمُ أحْـــــــــياناً ، وأُغــــــــــنى ، وإنما= يـــنـــالُ الغِـــنى ذو البُــعْـــدَةِ المـــتــبَــــــذِّلُ
فلا جَــــــــــــــــــــــــــــــزَعٌ من خِلةٍ مُتكشِّفٌ= ولا مَـــــــــرِحٌ تحــــــــــت الغِـــــــــــنى أتخيلُ[/poem]
لكن الطغرائي : يتبرم من إدبار الدنيا عنه ، وإقبالها على غيره ، ويشكو لأن أناساً أقل منه قد سبقوه ، وكان حظهم أعظم من حظه :
[poem=font="MS Sans Serif,5,white,normal,normal" bkcolor="darkblue" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ماكــــــــنتُ أوثرُ أن يمتد بي زمـــــــــــــــــني= حتى أرى دولة الأوغاد والســــــــــــــــــــــفلِ
تــقــدمـــتـــنــي أناسٌ كان شــــــــــــــوطُهمُ= وراءَ خطوي لو أمشــــــــــــــــــــي على مهلِ[/poem]
وقد شاعت الحكمة وانتشرت في كلا القصيدتين ، حتى تغنى الناس بحكم كل منهما ومن حكم الطغرائي التي يرددها الناس على مرِّ الزمان قوله :
[poem=font="MS Sans Serif,5,white,normal,normal" bkcolor="darkblue" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وإن عـــــــــــــــــــــــلاني مَنْ دوني فلا عَجبٌ= لي أســــــوةٌ بانحطــــــاط الشمسِ عن زُحلِ
وقوله :
أعـــــــــدى عــــــــدوك من وثِقـــــــــــــــتْ به= فحاذر الناس واصـــــــحــــــــــبهم على دخلِ
فإنما رُجــــــــــــــــل الدنيا وواحـــــــــــــــدها= من لايعـــــــــــولُ في الدنيا على رجـــــــــــلِ
وقوله :
وحُســـــــــــــــــــــــــــــن ظنك بالأيام معجزَةٌ= فَظنَّ شــــــــــــــــــــــراً وكن منها على وجَلِ
****
غاض الوفــــــــــاءُ وفاض الغـــــــــدر وانفرجت= مســــــــــــــــــــافة الخُلفِ بين القوْل والعملِ
****
وشـــــــــــــــــــــان صدقكَ عند الناس كذبهم= وهلْ يُطـــــــــابق مِعْــــــــــــــــــــــوجٌ بمعتدلِ
****
فيم اقتحــــامك لجَّ البحـــــــــــــــــــــــر تركبهُ= وأنت تكـــــفــــــيك مــــنـــهُ مــــصـة الوشـلِ
****
مُلكُ القـــنـــاعــــةِ لا يُخــــشـــــــى عليه ولا= يُحتاجُ فيه إلى الأنصــــــــــــــــــــــــار والخَولِ[/poem]
خلاصة :
والواقع أن الحكم المنتشرة في لامية الشنفرى منتظمة ضمن ذلك العقد الذي ينتظم قصيدته ، وضمن تجربته في الحياة ، إنها فرائد منها مرتبطة بها ارتباطاً وثيقاً قوياً محكماً .
أما فرائد الطغرائي ، فمتناثرة في قصيدته ، والرابط بينها ليس من الإحكام والقوة التي ظهرت في لامية الشنفرى فقد جاءت مرتبطة حيناً بتجاربه في الحياة ، ومرارة العيش التي يشكو منها ، وأحياناً يضعف ذلك الخيط الذي يربطها فيبدو واهياً ضعيفاً ، وتبدو متراصة بعضها بجوار بعض في معزل عن تلك التجارب .
وتمنياتي لكم بالمتعة والفائدة
ولكم التحية[/align]
المفضلات