( انطلقت مسرعا
أبحث عن أستاذي ( دكتور : علوي )
استوقفني زميلي ( عرفه )
: خير ؟ فيه إيه ؟رايح فين ؟
: أهلا ( عرفه ) ، ما شفتش دكتور علوي ؟
: آه لسه كنت معاه في الجنينة ، فيه حاجة و الا إيه ؟
: لأ ما فيش ، أنا رايح له
( انطلقت بينما لاحقني صوت ( عرفه)
: خير يا سنجر عاوزه ليه ؟
( رددت دون أن ألتفت )
: لما أرجع ها قولك
( نزلت تتلاحق أقدامي إلى الحديقة
وجدته يتوسط بعض الزملاء يحدثهم عن ( محمود مختار)
:محمود مختار أحد المثالين الفراعين الذين فروا من زمن الفراعنة إلى عصرنا الحاضر
محمود مختار يعتبر آخر النحاتين المحترمين
أفضل نحات في العالم العربي و الإسلامي بل و العالم أجمع فلقد كان ينحت على الجرانيت مباشرة مثلما كان يفعل زملائه من المثالين الفراعين
( لفت انتباه وقوفي)
: أيوه يا بني ، فيه حاجة ؟
: أيوه يا دكتور
فيه تمثال من تماثيل محمود مختار فيه حاجة غلط
: نعم نعم ، بتقول إيه إيه إيه ؟ سمعني كده
( أدخل إصبعه في أذنه يهزه و كأنه يحاول تنظيفها ليسمع جيدا ما أقول )
: قول تاني كده
: حضرتك فيه غلط في أحد التماثيل العظيمة لحضرة الفنان العظيم محمود باشا مختار
: و بتكررها تاني في وشي ؟ إنت اتجننت و الا إيه ؟
: لا يا دكتور و الله
بس فيه تمثال هنا بالمتحف معمول غلط
: لا دا إنت بقى مجنون رسمي ،
بقى إنت يا فسل يا بتاع إعدادي
بتغلط محمود مختـــار ؟
محمود مختــــــار ؟
ما عادش غيرك إنت ياللي لسه طالع م البيضة تغلط محمود مختار ؟ صحيح يا ولاد ، اللي اختشوا ماتوا
: يا دكتور ..... ،
طيب تعالى حضرتك معايا و شوف
( أخذته و ذهبنا إلى حيث يوجد تمثال ( مناجاة )
: شوف حضرتك الرجل اللي قاعد ده
المفروض صباع رجله الشمال الكبير يبقى للداخل و إلا للخارج ؟
: للداخل الأصابع الكبرى لأي قدم المفروض تكون للداخل
الأصابع الصغرى هيا اللي بتبقى للخارج
: طيب شوف بقى حضرتك عامل صباع رجله الكبير للقدم اليسرى أهو للخارج
: إزاي بس ؟ يا بني ده (محمود مختـــــــــــــار )
: أيوه محمود مختار ده مش بشر برضه ؟
: أيوه بشر بس ده (محمود مختار ) ،عارف يعني إيه محمود مختار ؟
إنت بس تلاقيك مانتاش فاهم
: يا دكتور أنا بكلم حضرتك قدام التمثال أهو
شوف حضرتك و احكم
( رحل الدكتور علوي دون أن يلتفت
لكنه أخذ يردد )
: قال اكتشف غلط لمحمود مختار قال
ده اتجنن ده و الا إيه ؟
( عندما وصل إلى باب القاعة التفت ينبهني )
: إياك أسمع الكلام الفاضي ده تاني
منك أو من أي حد من زمايلك و إلا هتعرف شغلك
(خرج من القاعة بينما أخذت أضرب كفا بكف
أتساءل )
:أليس محمود مختار بشرا يا عالم يصيب و يخطئ؟
لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
المفضلات