هذا ملخص كتاب عن البدون..ألفه واحد منهم..
(The Plight of Kuwaiti Bidoons People
مشكلة البدون في الكويت
Hassan Ali
حسن علي
The Forum For Defending the rights of ~Kuwaiti Bedoons in London
ملخص:
البدون:
هم فئة من مواطني دولة الكويت ترفض الحكومة الكويتية الاعتراف بهم كمواطنين وتحرمهم من أبسط الحقوق الإنسانية فضلا عن الحقوق الوطنية.
وقد بدأت هذه المكلة عام 1959 حينما صدر قانون الجنسية لأول مرة في الكويت، وبرزت إلى السطح بشكل واضح عام 1961 بعد استقلال دولة الكويت. حيث أنه قبل هذا التاريخ لم تكن هناك مسألة جنسية، فقد كانت هناك إمارة كويت، ومواطنون يسكنون تلك المنطقة.
وعندما صدرت الجنسية حصل عليها مجموعة من الناس، ويحصل عليها آخرون شكلوا ما عرف لاحقا بالبدون.
وقد كان عدد أفراد "البدون" يقدر بـ 350 ألف قبل عام 1990 (نصف تعداد الكويتيين)، تقلص هذا العدد إلى 120 ألف ـ حسب الإحصاءات الرسمية الحالية ـ بسبب سياسة الضغط والتهجير.
وقد كانت حكومة لكويت تتعامل مع هذه الفئة كمواطنين في بداية الأمر، غاية ما هنالك انهم كانوا بدون جنسية كويتية ـ وهو المعنى الحرفي لكلمة "بدون" ـ، فكانت تقبل توظيفهم في مختلف وزارات الدولة ـ خصوصاً وزارتي الداخلية والدفاع ـ، وتقبل أبناءهم في المدارس الحكومية. ولكن ـ ومع مرور الوقت ـ بدأت الحكومة الكويتية تتنكر لهم شيئا فشيئا، حتى وصل بهم الحال إلى الوضع الحالي، حيث أصبح "البدون" محرومون من كل شيء.
أسباب ظهور مشكلة البدون:
ويعود إخفاق تلك المجموعة في الحصول على الجنسية إلى عدة أسباب أهمها:
1 ـ قصر فترة الإعان عن الجنسية، وضعف حملة التوعية الرسمية بأهمية الجنسية في بداية الأمر، خصوصاً في أوساط سكان خارج المدينة (البدو).
2 ـ قصر فترة عمل اللجان التي منحت الجنسية في ذلك الوقت، فحصل على الجنسية من سارع، ولم يحصل عليها من تأخر.
3 ـ اعتبار الإقامة في الكويت عامي 1920 و1950 شرطان للحصول على الجنسية بمختلف درجاتها، منع الكثيرين من الحصول على الجنسية، خصوصا إذا عرفنا أنه لم تكن هناك أي إحصاءات رسمية قبل عام 1950.
4 ـ سيطرة العوامل القبلية والطائفية على اللجان ضيع الفرصة على الكثيرين.
5 ـ الأمية المنترة في أوساط المواطنين، أثرت على فهم أهمية الجنسية.
6 ـ عدم اهتمام الحكومة لإيجاد حل للمشكلة في بداية الأمر، الأمر الذي أدي إلى تفاقمها مع الوقت حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن.
تطور مسميات البدون:
في الخمسينات: لم تكن هناك مسميات معينة للجنسية.
في الستينات: استخدم مسمى "بادية الكويت" (أي سكان الصحراء) للتعبير عن جنسية البدون.
في السبعينات: ظهر مسمى "البدون" أول مرة.
في الثمانينات: استبدلت الحكومة ذلك المسمى بـ "غير كويتي" ورمزت له بـ "غ.ك".
في التسعينات: وانقسمت إلى فترتين
الأولى: قبل الغزو العراقي: بدأت الحكومة استخدام مسمى "غير محدد الجنسية".
الثانية: بعد التحرير: استخدمت المسمى السابق، ثم استبدلته بمسمى "مجهول"، وأخيرا استخدمت الحكومة مسمى "مقيم بصورة غير قانونية".
لجان الجنسية:
قامت الحكومة بالإعلان عن فتح لجان تجنيس أكثر من مرّة، ولكنها في كل مرة تدعو الناس لتسجيل أسمائهم، ثم تقوم بإغلاق باب التسجيل بدون إعطاء أية نتائج أو إيضاحات.
حدث ذلك في الستينات (1964) وفي السبعينات وفي الثمانينات (1982).
وبعد مشكلة غزو الكويت من قبل قوات صدام، استحثت الحكومة الكويتية لونا جديدا من اللجان، والجديد في هذه اللجان أنها لم تؤسس لتجنيس البدون وإنما لتشريد أكبر عدد منهم، وأهم هذه اللجان ما يلي:
1 ـ اللجنة المركزية لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية: أنشأت عام 1993.
2 ـ اللجنة التنفيذية لشؤون المقيمين بصورة غير قانونية: أنشأت عام 1996.
وهذه اللجنة الأخيرة هي نفسها فاقدة للقانونية للأسباب التالية:
1 ـ إن اللجنة بهذا المسمى لا علاقة لها بقضية "البدون" لأنهم ليسوا من المقيمين بصورة غير قانونية في البلد، فالمقيم بصورة غير قانونية هو "ذك الإنسان الذي يدخل بلداً ما ولا يعلن عن وجوده في ذلك البلد"، والبدون ليسوا كذلك، فأكثر "البدون" مولودون في البلد ومسجلون رسمياً في سجلاّتها، ومن لم يسجلّ في سجلاّتها فهو معلن عن وجوده في البلد منذ أكثر من ربع قرن، وكان يعمل في أهم وزارات الدولة؛ في الداخلية والدفاع والنفط والصحة والتربية وغيرها، فكيف يكون مقيماً بصورة غير قانونية بعد كل هذه المدة؟؟
2 ـ هذه اللجنة قامت بممارسات (غير قانونية) في تعاملها مع "البدون"، حيث مارست ـ ولا زالت تمارس ـ أنواعاً مختلفة من الضغوط والتهديدات والاستفزازات ضد البدون"، فقد قامت بتهديد العديد منهم بتجريدهم من كل أوراقهم الثبوتية، وأكرهت بعضهم على التوقيع على تعهدات بتعديل أوضاعهم القانونية ـ حسب قولها ـ وذلك بشراء جوازات مزورة، ثم قامت اللجنة نفسها بتزويدهم بأسماء وعناوين بعض المكاتب التي تبيع مثل تلك الجوازات المزورة من دول أمريكا اللاتينية وغيرها.
ومن لا يرضخ لتلك الضغوط فإن المسئولين عن تلك اللجنة يعمدون إلى منحه جنسية دون علمه حسبما يشتهون، فبعض البدون وجد نفسه عراقي ـ وهي الجنسية المفضلة عند مسئولي اللجنة ـ أو سوري أو إيراني. فهل هذه الأعمال قانونية لنبل توصيات تلك اللجنة ؟؟
الحقوق التي حرم منها البدون:
1 ـ الحرمان من حق المواطنة (الجنسية) الهوية المدنية.
2 ـ الحرمان من حق السفر (جواز السفر).
3 ـ الحرمان من حق العمل.
4 ـ الحرمان من حق التعليم (الدراسة الأولية والجامعية).
5 ـ الحرمان من حق الملكية.
6 ـ الحرمان من حق توثيق الزواج والطلاق الشرعيين.
7 ـ الحرمان من حق العلاج.
8 ـ حرمان المواليد من حق الحصول على شهادة ميلاد.
9 ـ حرمان الأموات من حق الحصول على شهادة وفاة.
10 ـ الحرمان من حق الحصول على رخصة قيادة سياة.
آخر تطورات المشكلة:
وأخيراً أعلنت الحكومة الكويتية أنها ستقدم "البدون" الذي لم يعدّلوا أوضاعهم ـ حسب قولها ـ (أي لم يشتروا جوازات سفر مزورة)، ستقدمهم إلى المحاكمة، بحلول يونيو 2000، وليس لهؤلاء جريمة سوى أنهم رفضوا شراء تلك الجوازات المزورة، وأصروا على المطالبة بحقوقهم الإنسانية والوطنية!!.
وقد انتهت هذه المهلة، وأعلنت الحكومة بعدها أنها ستقدم ملفات البدون الذين لم يعدلوا أوضاعهم إلى النيابة العامة بتهم مختلفة منها: التزوير في مستندات رسمية، والإدلاء ببيانات غير صحيحة، ودخول البلاد بشكل ير رسمي.
هكذا تتعامل حكومة الكويت وبكل بساطة مع ثلاثة أجيال من "البدون" ولدت وعاشت على أرض الكويت من قبل ظهور قانون الجنسية عام 1959، لتصبح بين عشية وضحاها توصف بأنها مقيمة بصورة غير قانونية؟!
)
وهذا كاتب أخر من البدون يشكي همه.
(: هموم واحزان البدون وسط افراح فبراير
تهل على الكويت مناسبات عزيزة على القلب كل فبراير
من كل عام 00 هي عيد الاستقلال وعيد التحرير0000
وتنفق الملايين من اموال الشعب على اللهو والطرب
وتشجيع حركة الفساد بالبلاد 000حت شعارات كاذبة
المراد منها السير بخطى ثابتة نحو تدمير اخلاق اهل
الكويت الذين عرفوا بالتدين والالتزام الاخلاقي 00ونبذ
التحلل والفساد على مر الازمان 00
من جانب اخر 0000
تئن فئة من الشعب الكويتي تدعى (( البدون ))
تحت وطاْة **
المرض(( يمنعون من العلاج حسب قانون التامين الصحي الذي اقرته الحكومة اخيرا ))
الجهل (( يمنع اولاد وبنات البدون من الدراسة في جميع المراحل التعليمية بالكويت ))
الفقر (( يمنع البدون من العمل بجميع مرافق الدولة وكل من شغل بدون يعاقب بالحبس ))
الزواج (( يمنع القضاة بالكويت من عقد زواج اي بدون سواء ذكر كان او انثى ))
قيادة السيارات (( لا يوجد اي قانون يسمح للبدون بحيازة اجازة قيادة سيارة او تسجيل سيارة باسمه ))
والمصيبة الاكبر حرمان البدون من التعويضات عن اضرار الغزو والتي تقوم العراق بدفعها !!!!!!!!
فليعلم العالم بان في الكويت من الماْسي ما تقشعر منه الابدان 00 وماذكرته ماهو الا غيض من فيض
(( وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون )))
صدق الله العظيم
)
r
وهذا شخص كويتي.أحس بألام البدون.زحيث يقوول
(ابو سالم العجمي
بسم الله الرحمن الرحيم نعم متى يستحق هولاء لبدون حق المواطنة ؟؟ ومتى يحققون احلامهم بالعيش الكريم فى وطنهم الكويت يصراحة ان اقول عندما تذهب نظرة الاستعلاء والعنجهية والفوقية عند بعض طبقات المجتمع الكويتى ومن هولاء:-- 1- الكنادرة المتحدرة اصولهم من ايران . 2- النجادة او الزبارة او اهل البصرة المتحدرة اصولهم من جنوب العراق وهم اصحاب النظرة التجارية نظرة الربح والخسارة . ولايهمهم سوى اموالهم واعمالهم وما كلامهم بالوطنية سوى مزايدات رخصة. 3- الصلب وهم الرشايدة والعوازم والصلب وغيرهم وهولاء ليس لهم اصول ومعرفون لدى جميع القبائل العربية . متى ما عرف هؤلاء حجمهم الطبعى ومنزلتهم الاجتماعية باخذ البدون حقوقهم
)
وهذا مواطن كويتي أخر أحس بالبدون
(ساهي
لا جنسية ولا جواز //عايش بحيره وعذاب ليه اسألوني قلت بدون //وقلبي تزيده الهموم موبسبب كثر الديون انا ممنوع من السفر/السبب اني ما املك حتى وثيقة سفر مالي بهالدنيا وطن //انا من اهل القمر/ ضاقت الدنيا الفسيحة //والمشكلة اني بشر لاجنسية ولا جواز// عايش بحيره وعذاب ليه سألوني لت بدون/وقلبي تزيده الهموم ساهي
)
وهذا أخر
(
هذا ظلم كبير وخرق فاضح لابسط حقوق الانسان فالبدون الكثير منهم حرموا من الجنسيه ظلما وعدوانا ويجب على الحكومه ان تعطي من يستحق وتطرد من لايستحق اما البقاء بهذا الوضع المزري هو وصمة عار على جبين الكويت وحكومتها التي يصفها البعض بانها اشد دول العالم عنصريه
)
وهذا شخص من فئة البدون يصرخ ..قائلا..:
(--------------------------------------------------------------------------------
داود
إلى متى الصــبر ؟؟ فأما حياة تسر الديق وأما ممات يقيض العدا ونفس الشريف لها قايتان ورود المنايا ونيل المنـى.. عشرون عاماً أعمل بالجيش الكويتي ومشارك في حرب التحرير ماأعتقد أن هناك ولاء أكثر من هذا ؟؟ مامصير أطفالـي وزوجتي عندمـا يقرب أجلـي ينتظرون رحمة وقرار لجنة المقيمين بصورة غـير مشروعة ؟ أتعلمون ماقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟ لايؤمن أحدكم حتى أن يحب لأخيه مثل مايحب لنفسة
)
وهذا شخص أخر...كويتي يعلق قائلا..
(بسم الله الرحمن الرحيم الصراحه انا اول من يقف مع البدون واول من يطالب باعطاء البدون الجنسيه لهم،انا ابي اعرف ليش هذه التفرقه في الكويتيين.ليش؟ يعني ناس انولدوا في الكويت وعاشوا فيها فليش ماتعطونهم الجنسيه الكويتيه مع انهم كويتيين وهم اول من يستحق الجنسيه .يعني انا اول مره تنزل دمعتي يوم قرأت الحدث المكتوب في الجريده ويقول انا شاب في عمر يناهز 15سنه وهو في عز شبابه انتحر لانه زهق حياته ومل منها لانهم لايكادون ان يجدوا لقمه العيش وهم اكثر من فرد واحد والمعاش الذي يعيلهم على العيش هو 120د.ك .لماذا لانهم بدون هذه الكلمه التي عقدته واصبح لايطيق العيش في هذه الحياة .وهكذا اختار الموت ولا ان يعيش في بلده ملولا ومهانا . لاتعطونهم الجنسيه الكويتيه وهم اكثر الناس الذين يستحقونها .وانا احمد الله انني كويتيه الجنسيه لكي ادافع عن مشكله البدون. والسلام عليكم ورحمة الله)
وهذا كويتي اسمه أحمد الظفير تعاطف مع البدون قائلا.
(
البدون مساكين انهم يستحقون الحياة لكن للاسف الحكومة والشعب مشتركون في هذة الجريمة هل يعقل ان لا نسمع في جرائدنا التي تقول انها تعرف الديمقراطية وانها صوت الشعب وانها نبض الشارع عن هذة الجريمة ( قضية البدون) مشكلة البدون مشكلة انسانية يجب تسليط الضوء عليها انها تحتاج الى مزيد من ااهتمام انهم لا يدرسون ولا يحق لهم اخذ حقوقهم البشرية اذا لم نتكلم اليوم عنهم فسوف ياتي اليوم الذي لا نستطيع ان نطالب به عن حقوقنا وعن التعبير عن انفسنا للاسف جرائدنا لا تمثل صوت الشعب ..واني اساءل لماذا عندما يريد الفرد استخراج ترخيص لمجلة من وزارة الاعلام يقولون لك وبالحرف الواحد اذا كنت تريد الترخيص ان لا تكتب بالامور السياسية وان لا تطلب الدعم المادي لقد نسوا او تناسوا ان الحياة مرتبطة بالسياسة على فكرة ممنوع الترخيص لجريدة يومية .. بمعنى انهم يريدون ان يكون %C
)
وكويتي أخر يعلق قائلا..
(كثير من أعضاء مجالس الأمة الحاليين استفادوا من أخلاقيات وطيبة وكرم وانصاف وحب ديمقراطية الكويتيين الأصليين القدامةوكرم آل الصباح ، فجنسوا أنفسهم بتغيير أسمائهم وانتمائاتهم القبلية والعائلية وكل ضيع أصلة وقال أنا اعنزي وأنا شمري الخ وتسلقوا على ظهور ناخبينهم بالأموال وبطول اللحى ليصلوا الى عضوية مجلس الأمة والبلدي وخلق الشركات والمؤسسات الفوضوية، والتوسط لأقاربهم ومفاتيحهم الانتخابية للتجاوز على القوانين ، والعمل المتواصل في التوسط في حصول مفاتيحهم الانتخابية وأقاربهم للحصول على الجنسية، ونسونا نحن الذين قدم منهم والمسجلين في تعداد دولة الكويت سنة 1965 ، المثل يقول بقيناهم عون صاروا علينا فرعون، الله يسامحهم، )
وهذا شخص من البدون دخل على الخط..
(بسم الله الرحمن الرحيم هذه الشمكلة ليست مشكلة الكويت وحدها فانا و عائلتي هنا في الامارات نعاني من نفس هذه المشكلة .حيث مر على و جود ابي هنا اكثر من ثلاثين عاما و لقد تزوج هنا و ولدنا جميعا هنا ونحن لا نعرف غير الامارات كوطن و هي غير مستعدة للاعتراف بنا ... الى متى سننتظر ... اتنا شاب انقطعت امامي كل السبل للحياة . وشكرا)
وهذا تقرير في موع السلام اون لاين
(الكويت: أطفال البدون وميراث اللعنة
ناهد إمام - الكويت /07/2001
"جاسم" طفل عمره تسع سنوات، لا يتناول وجبة العشاء يوميا، فيكفيه الإفطار والغداء. "مبارك" طفل آخر لا يتجاوز عمره 10 سنوات، يقول عن نفسه: "زملائي في المدرسة يضحكون مني ويعيرونني بقولهم: "يا بدون". أما محمد (13 سنة) فهو يحاول أن يجمع قيمة الرسوم المدرسية من خلال عمله الصيفي لدفعها للمدرسة، وإلا فإن الطرد والتشرد في انتظاره.
اللافت للنظر
في الكويت، وحيث يستمر القيظ لِمَا عد العصر، كنت أرى هؤلاء الأطفال في إشارات المرور يتصببون عرقا، ويتجولون بين السيارات الفارهة المكيفة لبيع زجاجة من العطر.. ورغم أن الظاهرة بادئة في الظهور والانتشار، فإنها تلفت الانتباه بقوة في بلدٍ واقعُه هو ارتفاع المستوى الاقتصادي والوفرة النفطية.
بيقين ليس معه شك، هؤلاء الأطفال ليسوا كويتيين، هكذا كنت أتحدث إلى نفسي.. اقتربت منهم قليلا، فقالوا لي: "نعم نحن بدون"!!
قد يأتي عليّ الدور
ومع "جاسم" صاحب الوجه الطفولي الشاحب يحكي قصته فيقول: والدي يعمل موظف بدالة، ولا يتقاضى شهري أكثر من 150 دينار، وهي قيمة راتبه عن دوامين (فترتين)، ولي من الإخوة والأخوات أربعة غيري، وبالكاد يكفينا الطعام الذي يحضره والدي للإفطار والغداء، وأحيانا الغذاء فقط.. ويقاطعه مبارك قائلا: وأنا أيضا والدي لا يعمل حاليا، ومنذ أن وُلدت بالكويت كنت أسمع كلمة "بدون" كثيرا في بيئتي، وعندما ذهبت إلى المدرسة بدأت أشعر بالتفرقة، وكلمات زملائي تطاردني، وكأنهم يشتمونني بقولهم: "يا بدون". ويتفق معه "محمد"، ويضيف: أخي الأكبر طرد من المدرسة العام الماضي؛ لأن والدي لم يستطع دفع الرسوم لنا جميعا، وأنا أخاف أن يأتي ليّ الدور في العام القادم!!.
نحن.. البدون
هؤلاء الأطفال وغيرهم هم أطفال الشوارع في الكويت من فئة غير محددي الجنسية، والتي تُعرف هنا بـ "البدون"، لا تجد من بينهم الطبيب أو المهندس أو أيا من أصحاب المراكز العلمية والاجتماعية، وإنما هم للوظائف الدنيا أو يغلب عليهم الأمية!.
ويبلغ عددهم بالكويت طبقا لبيانات هيئة المعلومات المدنية 220 ألف نسمة في يونيو 1990 انخفض إلى حوالي 118 ألف نسمة وفقا لآخر الإحصائيات في إبريل 1993 منهم 55% من دون سن الخامسة عشرة، ويصل معدل الإعالة في عائلاتهم إلى7 أفراد في المتوسط، وتبلغ نسبة من هم دون التعليم المتوسط 87% من هذه الفئة ليحتلوا بذلك كله أدني درجات السلم الاجتماعي في الكويت، مقارنة بالكويتيين والوافدين المقيمين.
القزم أصبح عملاقا
"هذا ما كنا نتوقعه".. هكذا جاء تعليق الدكتور "يوسف غلوم" الأستاذ بكلية العلوم الاجتماعية- قسم الاجتماع، معلقا على ظاهرة أطفال الشوارع من البدون في الكويت، ويقول: "لا بد من ظهور المشكلات السلوكية لمن ينتمي إلى شريحة يعاني أبناؤها من انعدام الموارد الخاصة بالموارد التعليمية، وعدم توفير الرعاية الصحية اللاقة، بالإضافة إلى سكنهم في مناطق مكتظة بالسكان، ولا تتوافر بها الخدمات الإنسانية، وهذه المناطق هي: الجهراء – الصليبية – جليب الشيوخ، هذا غير المعاناة النفسية من جراء الضغوط الاجتماعية والاقتصادية، فلا مانع عندها إذن من أن يستخدم الأب ابنه لتحصيل القوت؛ فهؤلاء تنقصهم حتى ضروريات الحياة الأساسية في بلدٍ، الطبيعي فيه هو الوفرة الاقتصادية، وقد ينبح هؤلاء الأطفال في استدرار عطف الآخرين، فيعطونهم، ولكن يظل الحقد موجود؛ لأن الفوارق الطبقية شاسعة جدا.
ويضيف الدكتور غلوم قائلا: أخشى أن يؤدي الإمساك بهؤلاء اأطفال من قبل الشرطة، ومنعهم من التجول ببضاعتهم الخفيفة تلك بين المارة، إلى حدوث ما هو أخطر من ذلك، فقد يكون هؤلاء مشروعات للمخدرات والسرقة والجرائم في المجتمع حاليا ومستقبلا إذا لم نجد لهم ولذويهم حلولا وبدائل أكثر عدلا وواقعية.
غادرت الدكتور يوسف وفي طريق العودة رأيت مرة أخري جاسم ومبارك ومحمد وما زلت كلمات جاسم الطفولية وبلهجة كويتية ترن في أذني وهو يقول معاتبا: "ليش تكلميني أنا تعالى، أروايك الكويتي من سني ما يعرف غير ما أبي .. وكيفي!! "أى ما أبغي= ما أريد".
وليبقي أطفال الشوارع في اكويت هم أطفال البدون حتى إشعار آخر
)
وفي تفرير موثق من موقع اسلام اون لاين هذا نصه
(
يرجع البدون إلى أناس من أصول بدوية استقرت على الحافة الشمالية للجزيرة العربية تزايدت مشكلتهم مع الامتيازات العديدة التي منحتها لهم الدولة في بداية الستينيات بعد الحصول على الاستقلال بمعاملتهم معاملة الكويتيين باستثناء التمتع بالحقوق السياسية طبعا، وتنقسم فئة البدون إلى شريحتين: الأولى: عديمو الجنسية القانونية، والشريحة الثانية هي: من يحمل جنسية أخرى وأخفاها للحصول على مزايا المواطنة، وبالنسبة للشرية الأولى الغالبة فهم أشخاص عرضت عليهم الجنسية الكويتية من الدرجة الثانية، ولكنه كان يعتقد أنه يستحق الجنسية من الدرجة الأولى بالتأسيس فرفضها فأصبح عديم الجنسية وهناك أيضا من لديه منهم وثائق تثبت أن لهم أصولا أخرى في الكويت قبل عام 1929م أو بعدها بقليل وأن آباءهم وأجدادهم استقروا بالكويت ولديهم أقارب من الدرجة الأولى ممن يتمتعون بالجنسية الكويتية، أما الشريحة الثانية فهم مواطنون يحملون جنسياتهم (عراقية – سعودية – إيرانية – شامية) وعندما عمت الطفرة النفطية في الكويت أخفوا جنسياتهم للتمتع بميزات المواطنة الكيتية، وادعوا أنهم بدون وهؤلاء قلة حيث تغلب الشريحة الأولى من حيث العدد، ويعمل البدون بالمهن الدنيا، وأغلبهم أميون ولا يسمح لهم بدخول الجامعة، ولا يمنحون خدمات حكومية ولا تعليمية.
وتملأ الإعلانات الصحف الكويتية لإغراء هؤلاء بشراء الجنسية من ليبريا أو اليونان … وأغلبهم عندما يفعل يتعرض للنصب مع أن ذلك يتم بالتنسيق بين حكومات تلك البلدان في الأساس.
)
المفضلات