[align=center]
الإلفة و الألاف
هو عنوان عريض لمؤلف شهير خطه في تاريخ ماضينا المجيد ابن حزم الأندلسي
و القارئ لهذا الكتاب صدقاً سوف يلمس أنه يخالف مؤلفات ابن حزم التالية
فهل لأنه أول كتاب له أم لأنه خصصه فقط للحب و التألف و الإلفة ..
لا فرق ...
الكتاب يستحق القراءة و كذلك عنوانه يستحق الاقتباس
احترت ماذا اضع عنوان لهذا البوح الشجي هذا المساء
فالمعذرة ابن حزم لقد اقتبست عنوان كتابك .. لأكثر من غرض و هدف
اهمهم التذكير بهذا الكتاب القيم حقاً و كذلك لأنه يترجم حالة شعورية و مشاعرية
ليست نادراً ما تنتابنا بالعكس فهي دائماً تسكننا و ترمي بنا للأعلى و للأسفل
تعلو بنا و تهبط بنا كالأرجوحة الطفولية ،،،،، تلك المشاعر
وصدقاً لو كان هناك مايسمى استئصال للمشاعر و الإلفة لكنت أول المبادرين لاستئصال
هذه الكينونة التي تتحكم فينا و ترمينا و ربما تعلو بنا للعلاء
و احيان تهبط بنا لباطن الارض المنصهر لننصهر معه فنفقد ما يسمى مشاعر و شعور و إلفة
هناك من خص المخلوق البشري بالمشاعر ..
تجاوزت حدودي و تماديت بخيالي فوجدت للجدران مشاعر فهي تبكيك إن فارقتها
وربما تناديك إن ابتعدت عنها ...
و للمنزل الأول مشاعر فهو سيفتقدك لو سكنه مئات العائلات من بعدك
و للطرقات مشاعر لا تنساك يوم احتضنتك في لحظة يأس قاتل
و للمصابيح مشاعر فهي لا تنسى أنها قد اشتعلت يوماً لتنير لك الدرب وإن نسيتها أنت أيها الإنسان
و للقلم مشاعر قاتلة إن هجرته و عنه ابتعدت فهو يناديك و يصر على تلبية النداء في داخلك
و للورق مشاعر لا تتمزق عندما تمزقت مشاعرك في لحظة ندم أو يأس أو شك مدمر
و للمسمار مشاعر فهو لا ينسى أنك في يوم ضربته بمعول ليستقر في جداره فلا يتحرك منه
إلا بأمرك
ولهذا المكان مشاعر مؤلفة جاذبة باستمرار لكل من دخله و يجذبني اليه رغم علمي و معرفتي
أنه في يوم من الأيام تخلى عني و تركني وحدي أعاني إلفته
ومع ذلك ناداني لأنه لم يفقد ما يسمى فيض المشاعر ... [/align]
المفضلات