[align=center]كلما هممت بكتابة مقال أو خاطرة
أو حتى تسطير فكرة تتجول في خيالي
سائحة مرة باتجاه الشمال ... و اخرى باتجاه الجنوب
اعود و اعتكف و اتراجع مئات الاميال و اقيد افكاري بسلاسل المعتقل الرهيبة
صار من الصعب ربط الحدث و الزمان و المكان برابط منطقي تسلسلي
لذلك افضل في كثير من الاحيان اتخاذ جانب المشاهدة و التجول رغم عني
في زوايا الذاكرة و على منعطفات اللاوعي و اللاشعور
إنه نهار مشمس و درجات الحرارة حول معدلها و زقزقة العصافير تجول في الانحاء
مبشرة بالربيع
و الربيع ... فصل وطقس لشتى انواع المشاعر ... التي تتلون بلون الخضرة و تكتسب أريج وعبق الزهر
المولود على تلك الاغصان التي طالما احرقها صقيع الشتاء الطويل
و لهذا الفصل ذكرياته الخصوصية تبدأ في هذا اليوم و تنتهي في هذا اليوم
خصوصيات ذاكرتي ترمي بي لسنوات بل لعقود مضت ..
عندما كنا مثل زغب ذاك القطا ... و هي ...
تلملم العالم بأطراف أناملها و تحاول ان تقدمه لنا
كانت ابنة الربيع السادس عشر التي تزوجها ذلك الضابط في الجيش
و لظروف الحروب غادرها و بقيت وحيدة في منزلها المستأجر لدى احدى العائلات المترفة
مرت الليالي شديدة الظلمة حالكة السواد تعاقبها صقيع و مرورها طعنات ..
إلى أن قررت الرحيل الى بلدة في الشمال تكاد تكون أكثر آمناً و راحة
لم تكن لتنسى وجهه عندما عاد باحثاً عنها ... وهو الذي لم يترك له عنوان
كان عنوانه المعروف لدى جميع ابناء هذا الوطن جبهة القتال ..وساحات الوغى
وعاد بها إلى مدينته لتقضي فيها اربعة عقود متلاحقة .. بكل فصولها و طقوسها
و أحداثها الدامية ...
ومع كل اشراقة ربيع كانت تقص علينا قصص الحنين و الرحيل و الطقوس جميعها
من حب و كراهية و تمرد ورضا
و ارتحلت في صباح شتائي قاتل البرودة ....
0
0
0
ربما نكره الأماكن احياناً ... و لكن لا نكره ساكنيها
ربما تمر بنا ليالي الجليد ولكن لا تقتلنا
وربما يصار الى تهميشنا و لكن ذلك مسجل في صفحات التاريخ
سيذكره يوماً ضوء النهار و ان طالت ليالي الظلام [/align]
المفضلات