النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: خطبة هذا الإسبوع بعنوان التهور في القيادة

  1. #1
    مشرف المضايف الإسلامية الصورة الرمزية الشيخ/عبدالله الواكد


    تاريخ التسجيل
    09 2001
    الدولة
    www.alwakid.net
    العمر
    60
    المشاركات
    1,686
    المشاركات
    1,686

    خطبة هذا الإسبوع بعنوان التهور في القيادة



    [align=center]هذه خطبة هذا الإسبوع 26/2/1428 هـ إن شاء الله وهي عن المرور والتهور في القيادة
    وهي منسقة في منبر المضايف

    وهي بمناسبة إسبوع المرور الثالث والعشرين الذي يبدأ بتاريخ 27/2/1428 هـ

    تحت شعار

    في انتباهك السلامة

    أخوكم عبدالله الواكد


    الخطبة الأولى

    أما بعد أيها الأحبة المسلمون :
    ما أكمل الدين الذي شرعه الله ، وما أتم التعاليم التي سنها من لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ، رسولنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، شريعتنا شاملة ، وديننا كامل ، شمل جوانب الحياة كلها ، وأحاط بمستلزمات العيش ، دين تكالب على إيجابيات الحياة وسوالبها ، فبعثر عنها عتمة اللبس والغموض ، وأزال عن أنحائها وجوانبها ، آثار الشك والحيرة ، كمله الله عز وجل ، يوم أن أتم علينا النعمة ، وأفاض علينا الرحمة ، قال سبحانه وتعالى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ) (المائدة: من الآية3)
    حفظ لنا هذا الدين العظيم ، أمورا خمسة ، لا تكتمل حياة عبد إلا بها ، ولا تزدان علاقات الناس إلا بها ، ولا تستقيم سفينة العمر ، في لجة الحياة إلا بها ، أمرنا بحفظ النفس والعقل والنسل والعرض والمال ، أمرنا بحفظها في الكتاب والسنة .
    أيها الناس : النفس أمانة عظيمة ، فما بالنا فرطنا بها ، فلم نرعها حق رعايتها ،
    إن قضية السيارات ، وظاهرة التهور في القيادة ، والإستهتار بأرواح البشر ، لظاهرة مرضية ينبغي علاجها ، بل يجب علاجها ، يلزمنا الوقوف وراء كل صغيرة وكبيرة ، لها أدنى أثر في هذه الظاهرة ، فمتى يدرك المسؤول ، أهمية المسؤولية التي أنيطت به ، ومتى يكون أهلا لما علق برقبته ، وليست المسؤولية قصرا على الوزراء والمدراء ، والموظفين والجنود ، لسنا نحن صفا نصادمهم ، ونمزق في أنظمتهم وقوانينهم ، ونرضى أن نرى ما يجتث ثوابت السلامة المرورية ، ونقف من ذلك موقفا محايدا ، المسؤولية شاملة ، على جميع أفراد المجتمع ، قال عليه الصلاة والسلام ( كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته ) كل مسؤول بحسب مكانه .
    إخوة الإسلام : نعود بكم إلى الوراء حقبة من الزمن ، تقطع الناس ألما في غابر أزمانهم ، كم من أناس ولدوا وماتوا ولم يبرحوا مكانهم ، كانت الخطى قصيرة ، والأسفار مريرة ، فما كانت وسائل للترحال ، غير الحمير والبغال والجمال ، كانت الديار متباعدة ، فكم من والد مات لهفا على ولده ، وما عرف له مبلغا ، وكم من أم حنون ، هتكت أستار الآمال والشجون ، على فلذة كبد كان وصاله لها مبتغى ، كم من أقدام وأقدام ، دكت سفوح الآكام ، في سفر بعيد ، تاقت لرؤية أحبابها ، فهلكت دون ما تريد ، أليس في ذلك مدّكر ، وعبرة لمن اعتبر ،
    أما نحن فإننا بنعمة ، لو تأملناها لما احتملناها ، أجل بصرك في الشارع والبيت والمدرسة والمستشفى والمزارع والأسواق والمراكب والطرق ، لترى كم نحن بنعم لا تعد ولا تحصى ، قال تعالى ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)(ابراهيم: من الآية34)
    نحن بنعمة لا تكال بالموازين ، ولا تكتب بالدواوين ، المتأمل البصير ، الذي يعرف بعد النجعة بين الماضي والحاضر ، يدرك قيمة التأمل والتقدير .
    في ثلة من السنين مضت ، تهاطلت الأنعام علينا تهاطل المطر الغزير ، فما عرف الناس في ديمة هطولها ، وخضم حلولها ، تقدير تلك النعم ، فعادت النتائج معكوسة ، والمردودات منكوسة ، أنعم الله علينا بنعمة الوسائل ، فاخترعت السيارة ، وصنعت الطيارة ، وراح الناس يجوبون مشارق الأرض ومغاربها ، يذرعون فجاجها ، عبدت الشوارع ، وزفتت الطرقات ، فتقاربت البلدان ، وأصبح أهلها كالجيران ، نعمة السيارات نعمة عظيمة ، ولا ينكر ذلك إلا من لا حظ له من الفهم والإدراك ، لكن الناس فرطوا في هذه النعمة ، وأساؤوا استخدامها ، فصارت مصدر شر وقلق وإزعاج ، كثرت الحوادث ، وصارت القيادة مغامرة ، وأصبح كثير من الشباب هداهم الله ، كأنهم في مضامير سباقات ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ، فكم من الباكين على آبائهم ، وكم من النائحات على أبنائهن ، وكم من مدامع سكبت ، وقلوب تقطعت ، وأفئدة تمزقت ، بسبب نزوة هوجاء ، أو سرعة رعناء ، تزاهقت من جرائها أرواح الأبرياء ، وتناثرت أعضاؤهم أشلاء ، وأهريقت بين الحديد والزجاج الدماء ، فكم من طفل رضيع فقد أمه ، وكم من فتى فقد أباه وعمه ، إما بسبب غفلة أو بسبب نعاس ، أو بسبب اتصال ، أو بسبب رسالة جوال ، أو مداعبة أطفال ، للأسف أن السيارة تكون عند بعض الشباب حينا مكانا للعب والكلام ، وحينا غرفة للطعام ، وحينا مكانا للمزاح والملاكمة ، والخلاف والمخاصمة ، وهي تجري بهم ، فلا يستفيقون إلا على اصطدام مؤلم ، او انقلاب محطم ، فتكون الكارثة وقد قال الله عز وجل ( وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً)(النساء: من الآية29) وقال تعالى ( وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)(البقرة: من الآية195)
    إن التقيد بالأنظمة والقوانين ، والإلتزام بقوانين الإشارات المرورية ، لهو من أسباب الحفاظ على الأنفس والممتلكات ، وإشارات المرور هي في الحقيقة توزيع لحقوق العبور ، وتجاوز الإشارة الحمراء إنما هو تعد على حقوق الآخرين ، ويتجاوز الأمر مفهوم التعدي ، إلى تعريض الآخرين للخطر أثناء تمتعهم بحقوقهم ، وهذا لا بد له من الجزاء الرادع ، والقرار الصادع ، حفاظا على أرواح الناس ،
    إن متجاوز الإشارة الحمراء ، وقاطعها ، لهو أشد خطرا على الناس من القنابل والقذائف ، فحري بمن رآه أن يبلغ عنه ، فإن في ردعه ، كف لردعه ، لأن جهاز المرور الآن لم يعد مكانا للعقاب فحسب ، إنما هدفه من إيقاف ذلك الشخص هو توجيهه ، وعرض بعض الأشرطة المرئية ، التي تشتمل على مقاطع من الحوادث المؤلمة ، التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء ، وكذلك بعض المحاضرات التوعوية والتوجيهية ،
    ما ذنب أطفال ونساء ، ما ذنب أسرة في سيارة ، أضاءت لهم الإشارة الخضراء ، ثم ساروا مطمئنين ، أن يأتيهم متهور متدهور ، بسيارة كالقذيفة ، لم يكترث لمارة ولا إشارة ولا سيارة ، فيفزع قلوبا مطمئنة ، ويسفك دماء محرمة ، ويزهق أرواحا بريئة ، ويجعل التقاطع حطاما متناثرا ، وزجاجا متحطما ، وجروحا تنزف ، وقلوبا ترجف ، وأرواحا تزهق ، أسر بأكملها راحت ضحية هذا العمل الشنيع ، والتهور الفضيع ،
    فتأملوا كيف أصبحت النعمة نقمة ، أيعقل أن يكون في بلادنا ، يموت شخص واحد كل ساعتين ، ويجرح سبعة ، وثلث الجرحى يموتون بعد ذلك أو يعاقون ، إنه لمن المؤسف أن نحطم أرقاما قياسية في ذلك ، ونبلغ دركات مأساوية ، فمن المسؤول عن ذلك ، كلنا مسؤولون ، كم مرة رأيت خطأ مروريا ، وتعاميت أنت عنه ، وأنا عنه ، وتعامى عنه الآخر ، حتى تقع الكارثة ، ثم نذهب إما للمستشفى زائرين ، أو للمقابر مشيعين ، لماذا لا نحتسب ، ونبلغ إدارة المرور ، فإدارة المرور تعالج المشكلة ، ولكن ليس لوحدها ، لا بد أن نتعاون معها ، وليس عيبا أن أجدك يوما مبلغا على ولدي لمصلحته ، خير لي وله من أن تأتي عائدا أو معزيا ، ينبغي لنا أن نتفهم المشكلة ، وأن لا ننظر للقضية من زوايا فوقية وتحتية ، ومسرة ومضرة ، ينبغي للمسلم أن يثق من أخيه المسلم ، وأن يكون الأبناء كلهم أبناء للجميع ، مدير المرور مثلا ، لا يخسر شيئا إن مات من شبابنا كل يوم بالعشرات ، ولا ينتفع شيئا إن استقاموا وسلموا ، فعائد ذلك كله لنا ، ولكن هذا نطاق عملهم ، فينبغي لنا أن نتكاتف معهم ، ونحترم الأنظمة ، ونطيع من ولاهم الله أمر المسلمين ، فإن في ذلك طاعة لله عز وجل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء:59)
    بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

    الثانية
    إخوة الإسلام :
    إن التقدم والتطور ، ليس بعدم المبالاة والتهور ، فإن ذلك وإيم الله عين التدهور ، إن الشعوب وحضارتها تقاس بحفاظها على مواردها البشرية والمادية ، واحترامها للأنظمة والقوانين ، نحن أهل رسالة ، وأرباب كتاب ودين ، كان أولى بالإنضباطية أن تكون بيننا قبل غيرنا ، كان أجدر بنا ونحن أولائك أن نكون قدوة يحتذي بنا الآخرون من شعوب العالم ، فنسأل الله أن ييسر لنا ما تعسر من مصالح المعاش والمعاد ، وأن يحفظ علينا ديننا وأمننا وأن يقينا شر أنفسنا والشيطان ، صلوا وسلموا على من أمركم ربكم بالصلاة والسلام عليه فقال سبحانه (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد وآله وصحابته أجمعين
    [/align]



    التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد ; 16-03-2007 الساعة 00:31


  2. #2
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    [align=center]

    فتأملوا كيف أصبحت النعمة نقمة ، أيعقل أن يكون في بلادنا ، يموت شخص واحد كل ساعتين ، ويجرح سبعة ، وثلث الجرحى يموتون بعد ذلك أو يعاقون ، إنه لمن المؤسف أن نحطم أرقاما قياسية في ذلك ، ونبلغ دركات مأساوية ، فمن المسؤول عن ذلك ، كلنا مسؤولون
    التهور في القيادة و الخسائر الناجمة عنها

    في الأرواح و الاموال و الموارد

    القيادة فن وذوق و أخلاق صفات مفقودة في عالمنا

    بسبب الفوضى و الاستهتار

    تكاد بلادنا العربية تحطة الارقام القياسية

    وقد وصلت حينما علمنا أن الوطن العربي ثاني اكبر دول العالم

    في الحوادث المرورية

    للأسف هذا الوضع شامل و عامل في كافة الدول العربية

    و له اسباب و مسببات عديدة

    كنا مسبقا طرحت في المضيف العام

    حيث احضرنا ارقام حقيقية

    ومع ذلك لا يزال في الافق بارقة أمل

    أن نستطيع القيام بحملات توعية و ترشيد

    بداية من القمة و انتهاء بالقاعدة

    والله ولي التوفيق

    و جزاك الله كل الخير فضيلة الشيخ

    لهذه الخطبة القيمة

    حفظك الله و رعاك
    [/align]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  3. #3
    خاطر توّه واصل


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    العمر
    49
    المشاركات
    81
    المشاركات
    81


    ابـــو فـــهــد



    بــارك اللــه فــيــك وجـــعــل مــا كــتــبــت أو مــانــقــلــت فــي مــيــزان حــســنــا تـك




  4. #4
    متخصص بالفلك


    تاريخ التسجيل
    02 2007
    المشاركات
    113
    المشاركات
    113


    يا ليت الشباب خاصة يتقيدون بالنصائح والتعليمات ويتعضون من كثرة الحوادث والوفيات حتى تحفظ الأرواح والممتلكات.
    بارك الله فيك شيخنا الفاضل عبد الله الواكدونفع بك وبعلمك.
    أخوك.




  5. #5
    مشرف المضايف الإسلامية الصورة الرمزية الشيخ/عبدالله الواكد


    تاريخ التسجيل
    09 2001
    الدولة
    www.alwakid.net
    العمر
    60
    المشاركات
    1,686
    المشاركات
    1,686


    للرفع





معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. خطبة جمعة بعنوان ( أين الأماكن ؟ )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة مسموعة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-05-2009, 17:11
  2. خطبة جمعة بعنوان ( تحت ودق السحاب )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة مسموعة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-05-2009, 17:16
  3. خطبة جمعة هذا الإسبوع للشيخ عبدالله السالم بعنوان الإختبار
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-06-2007, 03:09
  4. خطبة جمعة عبدالله بن فهد الواكد بعنوان : التهور في القيادة
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-03-2007, 00:42

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته