أنشودة الطفولة
د.عائض القرني 13/2/1428
03/03/2007
"هذه رائعة جديدة للشاعر الدكتور عائض بن عبد الله القرني , محكمة الصياغة, جديدة الأفكار، فيها بوح وجداني أخّاذ, عن العلاقة الإنسانية, والحب, والطفولة, والصفح.. إنها ملحمة إبداعية عذبة.
[poem=font="Simplified Arabic,5,white,normal,normal" bkcolor="black" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وَلَولا خِصَالٌ سَنَّها الشِعرُ ما دَرى = بُناةُ العُلا مِن أَينَ تُؤتى المَكارِمُ[/poem]
وموقع الإسلام اليوم إذ يتشرف بنشرها؛ يقدم للشيخ عائض أطيب التحية, وأخلص الدعاء على تخصيصه الموقع بنشرها .. سلمان"
[poem=font="Simplified Arabic,5,white,normal,normal" bkcolor="black" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
عققتُ الهوى إن لـم أَنُـحْ فيه مُعربـــا = وجُـنّ جنـونـي كـلـمـا عن لـي الصّبـا
هَبِي لـي مـن تـحـنـان جـفـنـكِ دمـعـةً = أبــلُّ بـهـا قـلـبــــاً عـلـيـكِ تـلـهـّـبـــــا
خذي من فؤادي قصةَ الحب وانسجي = بأعصابِ جثماني ضريحـــاً مطـنـّـبـــا
أمــوتُ وأحـيـــا والمســـراتُ جـمـةٌ = وأنتِ التـي سـددتِ سـهـمـــاً مصوّبــا
بقلبي قـامتْ كعبـةُ الحـسـن مثـلـمـــا = يطوف غـرامـي حـولـهـا مـتـعـجـّـبــا
ألا رحـــم الله المحـبـيــــن لـيــتـنـي = تلوتُ عليـهم سـورةَ الصبــر مسـهـبـا
يهيّجهم في ســـاعة البــيــن بــــارقٌ = وكم شاركوا نوحـاً حمــامــاً مـطـرّبـا
خشوعاً كرهـبــان المـعــرّة أيـقـنــوا = بأن سهـام اللحظ أمضى مـن الظـّـُـبــا
ألـذُّ الهــوى مــا لوّع القـلـب هـجـره = ليهمي سحـاب الحب بالوصل صيـّـبـا
وعينــاكِ تـروي لي روايــةَ عــاشـقٍ = وكم قلتِ لـي ما لـي أراك مصـوّبـا ؟
وآمـنــتُ أن الحـب أعـمـى فـزادنـي = يقـيـنــاً بـــــأن أبـقـى محبــاً مـعـذّبـــا
أتيـت زمـانـي مـثـخـنَ الجـسـم دامياً = أجـــاهـدُ قـلـبـــاً كـلـمـا صنـتُــه أبــى
وأسـتـحـلـفُ الأيـــامَ وهـي كـواذب = ووعــداً ختـــولاً ما أغـــشَّ وأكـذبـــا
وأبصر في المـرآة شـيـخــاً مـعـمـمـاً = وكــــان صبـيــاً كــالـفـرنــد مذهـّبـــا
يسـاومـُه عـن فـاحم الشـعـر أبـيـض = ملح كوجه الصبح في الـعـيـن أشـْـيـَبا
بريئـاً كوجهِ الطفـل سـمـحـاً كـقـلـبـهِ = تــمــرّس فـــي أهــوالــه وتــقـلـبــــا
***
ســلام عــلى عــهــد الـطـفــولــة إنه = أشـــد ســرور القلـب طـفـلٌ إذا حـبــا
ويــــا بـسـمـةَ الأطـفـال أي قـصـيــدة = تـوفِّـي جــلال الطهر ورداً ومشـربــا
فيـا رب بـارك بسـمة الطفل كي نرى = عـلـى وجـهـه الرّيــان أهـلاً ومرحـبـاً
ويـــــا رب كـفـكـف دمعـه بـرعـايــة = ولطـفـك بالجسـم الصـغـيــر إذا كـبـــا
وحبـّـبـــه للأجيـــال تحضــن طـهـرَه = وتـقـبــس مـنـه الـطهـر عطراً مطيـبــا
ويــا رب في بـيـتـي عصـافيـر دوحة = فـقـلبـي مـن خـوف الـفـراق تـشـعـبــا
أخــاف عـلـى عـش الـطـفـولـة جائراً = يـرون بـه فـظّـــاً ووجـهـــاً مـقطـِّبــــا
وكـنـت أداري عنـهـم الضيـم جـاهـداً = وأستـقــبـل الأحــداث نابـــاً ومخـلـبــا
تـجـرعت غـيـظـاً دونـهـم وأمضـّـنـي = زمــــان فــألــقيــت الــمقــادة مجـنبــا
ولـولاهـم ما سـامـنـي الـدهـر خـطــة = وشابهت في دفع الظّـُلامــة مـصـعـبــا
وأستمـهـل الـمـوت الـلـحوح مـخـافـة = على صبيتي أن يرعوا الروض مجدبا
وكـم لـيــلـة أضنــى أنـيــن بكــائــهـم = فؤادي أراعـي الليـل نجمــاً وكــوكبــا
ولـي مـن تـواقيـــع الـغـرام شـواهــد = غــدت قبـلاً لو لاقـت الجـدب أعشـبــا
***
ســلام لأعــدائي لــحســن صنــيــعهم = وما تركوا في الجسم للسيف مضربـا
ولـكــن تـضميــد الفـؤاد على الأســى = أعف وأعلى أن أخـــاصم مـغـضـبـــا
فما عرف السـلوان مـن بــات نــاقمـا = وما فـــاز بالرضوان من ظل مشغبــا
ومــــا سـعــة العمر القصيـر لغضبـة = سيــلقى به سيفــاً من الموت أعضبــا
غفـرت لـهـم كـل الذنـوب ولـو غـدوا = حواليّ مــن غيــض أسوداً وأذؤبــــا
إذا قـطـعــوا حبــل الوفـــاء وصـلـتـه = ولو ركبــوا في الغي سبعين مركبـــا
إذا مرضــت نفسـي مـن القـهـر عدتهم = ومــا حيلتي إذ قلـب خصمي أجدبــــا
ويـــــا رب لا تــأخــذ بـزلــة مذنـــب = وجنّبه عــن نــــار الضلالــة مذهبـــا
ووشِّحه مــن سربـــال عـفــوك حلـّــة = فأنــت جعلت الصفح والجود أرحبــا
ويــا رب عــن أهـل الذنـوب تـجـاوزاً = ولــو عظـم الذنـب الشنيـع وأغضـبـا
كـتـــابـك فـوق العرش نـنـشـد وعــده = وأنــت الـذي بالعـفـو للذنــب أوجبــا
يـشـيــعـنـي قـلــب تــعـــاظـم خـوفــه = وخــدٌّ غــدا بــالدمـع فيـك مخضـبـــا
***
غـــداً ستـرى الأيــام أعـلامَ عــزِّنــــا = وتحملـنـــا الجــوزاء مغنـى وملعـبـــا
يــقـوم لنـــا التــــاريخ فخـراً وهيــبـةً = وكنـــا لــه فــي كــل نـــــازلـة أبـــــا
على وهـج مـن لاهـب الشـوق مـقـلـق = وفــي وارف مـــن جنـــة قــد تــهدّبـا
أعــاتب في الركـن الحطيــــم مدامعي = وفي الغار ألوي ثوب مجدي مسحّبــا
وفـي أحــدٍ ذكـراي يــورق عودُهـــــا = ولي زفــرات فـي العـقـيـق وفـي قبـا
ديـــــار رسول الله أعشق روضــهـــا = عـلـى سـفحـهــا جبريل سار وصوّبـا
إذا مـــا نثرت الرمــل فــــــاح أريجه = بـأزكى مـن المسـك الـعتـيـق وأجـذبـا
بــه ذائـع مـن نـفحـة القـدس ثـــــائــر = دم سـال فـي أرض الـبـطولـة طيـّـبــا
أنا قصتي في الغار صيغت فصولـــها = وفـي خيــبــر قدمــت للنــار مرحبـــا
غـداً سيــرانـــا كـالنـجوم تـتـــــابـعـت = إلـى صـهـوة العليـــاء مــرداً وشيّـبــا
لنــا زجـل بـالـذكـر كـالطيـر جنـدنـــا = ملائكةـٌ طـهـر وتـنـصرنــــا الصّـَـبَــا
يـعـود لـنـا الـفـتـح الـمـبـيـن متـوجـــاً = ونـفـتــح بـالإيـمـــان بــابـــاً مضبّـبـــا
كــأن أذان الفجـر فـي مسمـع الـدنـــا = مزاميــــر داود إذا نـــــاح أطـربــــــا
وصوت بـلال يـعـلـن الـعــدل مــاثـلاً = على هـــامة الأكوان أعلـى وأعذبـــــا
وكانت زهور الروض عطشى ولم يعد = هَـزارُ الرُّبــى يشـدو وقد كــان معتبــا
فـأشرقت البشرى من الغـار وانطـوى = ديـــاجيــر جهـل مـــا أضـل وأخيــبــا
فمن بـردة المختــــار أنـسج مطـرفـي = ومـن همــة الصدّيـق أقطـع سـبـسـبـــا
وفـي درة الفـــــاروق قـصـة عـــادل = فصـول مـن الإلهـام قـد صرن مضربا
فيــــا لـفؤادي كـلـمــــا عَــنَّ ذكــرهم = خشيــت عـلى أحشــائـــه أن تــلهبــــا
أظـل أراعـي النـجم والطـرف سـاهر = حنـــانـيــك مـن ليـــل أطـــال وعذّبـــا
فيــــــا أيـهـا الإنـسـان هـاك صـداقـة = أبـّــــر مــــن الأم الرءوم وأحدبـــــــا
تـعــال نـعيـد الـوصــل عهـداً مباركاً = وخـذنـي أخــاً إذ كــان آدم لــي أبـــــا
إذا كنــت قــــابـيــل العداوة والـرّدى = فــإني أنــــا هابيــل رأيــــا ومــذهبـــا[/poem]
المفضلات