[align=center]في احدى رحلاتي الى ارض الكنانة التقيت بشخص كنت اعتقد بانه مهم وذا قدرٍ من المسئولية ،
كنت اعرفه من خلال كتاباته على صفحات الجرائد ، وكنت متابع جيدٌ لما يكتب ، بل كنت حريص على قراءة تلك الصحيفة من أجل عموده الدائم .
كانت الرحله لاتتجاوز الثلاث ساعات وكنت اتمنى لو انها تطول حتى استمتع واستفيد من هذه الفرصة التي اعتبرتها نادرة وذهبية ، فحاولت ان أستثيره لاخرج ما بجعبته خاصةً وانه دائما يكتب
منتقداً الاوضاع الداخلية في البلد ، وكنت مؤيداً لطرحه .
سألته عن مجلس الامه " البرلمان " ودوره التشريعي لاصلاح ما يكان ينتقده من فساد حكومي ؟
فتفاجأة برده وهو ضاحكاً :
اي برلمان اي بطيخ لا يكون مصدق اللي قاعد اكتبه على صفحات الجرايد !!!
صعقت وارتبكت وقلت بيني وبين نفسي " خاف الرجال مديها "!!
فتمالكت نفسي وقلت مومعقوله فضحكت معه وقلت له اقصد اعضاء مجلس الامة الا تعتقد بانهم يستطيعون اصلاح اعوجاج الحكومة يا استاذ ؟؟
فزاد ضحكاً وطلب مني الاستماع له فقال :
ما يدور خلف الكواليس وبين " زواريب " المسئولين سواءً من الحكومة او البرلمان لا ينشر على صفحات الجرائد لسبب بسيط هو ان تلك الصحف يمتلكها المتنفذين الحقيقيين للبلد وهم من يدير الحكومة والبرلمان ويدوروننا معهم لنخرج لكم انتم الشعب بتصريحات وانتقادات لهذا وذاك فتعتقدون
بان البلد بخير وان هناك من هم في موقع المسئوليه .
قلت عجيب اكمل يا استاذ فقال اسمع :
لدينا تجار وأصحاب نفوذٍ تفوق قدرتهم قدرة مجلس الوزراء ومجلس الامة ويمتلكون كافة الوسائل كالاعلام والاقتصاد وغيرها ليتحكموا في مصير البلاد والعباد وساشرح لك :
قلت تفضل فقال :
تعرف من يملك الصحيفة التي اكتب بها ؟
قلت نعم فلان .
فقال وماذا تعرف عنه ؟؟
قلت وانا اتلعثم مالك الصحيفة فضحك بصوت عالي حتى اني احرجت فقلت على ماذا تضحك ؟
قال على طيبتك ونيتك التي اكثر الناس يتمتعون بها اسمع ياعزيزي :
هذا الرجل مالك الصحيفة لديه من الشركات ما لا تعد وتحصى ، وعبر صحيفته يستطيع ان يحصل على اي مناقصة يريدها دون عناء ، فقط يستخدمني وغيري لنشن حملةً على الوزارة التي يريد منها المناقصة فيجبر الوزير على ان يتصل به لارضائه وكف التشهير به وبوزارته .
ايضاً يقوم بدعم فلان وفلان ويمولهم بالمال والاعلان ليفوزوا بعضوية مجلس الامه فيحركهم لاستجواب الوزير الفلاني او مساومة الوزير العلاني .
ايضا لديه أذرعة طويلة في تعيين المسئولين الذين يشترط عليهم الولاء له والعمل لمصلحته على حساب المصلحه العامة .
فقلت له ماذا عنك انت وعن قرائك ؟؟
فضحك كعادته وقال : كنت مخلصاً وفياً لبلدي وشعبي وما ان صدمت بواقعهم المرير حتى اجبرت على السير باتجاههم على الاقل لاكتب واستمر في الكتابة لعل المخفي يظهر يوماً ما .
فقلت له وهل هذا هو المبدأ والوطنية ؟
فلاحظته يصمت قليلاً ويعتصر الماً ويقول " على البلد السلام "
وحطت الطائرة بسلام ولكني فقدت السلام منذ لحظتها ، وقلت بنفسي وما زلت :
فليحفظك الله يا بلدي !!!
محمد الشمري [/align]
المفضلات