[align=center]
فلان ( مِتْعزّب ) الفلان
من المعتاد أن نسمع ذلك
فقد اعتادت بيوت العرب جميعا أن يسكن ( فلان ) ـ إن كان مغتربا في بلدٍ ما
طلبا للقمة العيش ـ عند أقرب الناس له في ذلكم البلد ...
وما هذا كله إلا صورة من صورة الكرم و المروءة التي اشتهر العرب بها
منذ القدم
وصفحة من كتاب التكافل الإجتماعي الذي أمرنا الإسلام به
.................
في عصرنا الحالي نواجه في أمام هذه الظاهرة مشكلتين ...
الاولى / أن أغلب ( المتعزبين ) ـ وهم من الشباب خاصة ـ لا يقدرون المسؤليات
والواجبات التي تترتب على ( تعزبهم ) لأهل ذلك البيت
الثانية / أن أغلب نساء تلك البيوت ـ للأسف ـ يجرين مع من ( تعزّبهن ) على بيت
عمرو بن كلثوم .....
[poem=font="Traditional Arabic,6,orange,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=1 align=center use=ex num="0,black"]
ألا لا يجهلن أحد علينا = فنجهل فوق جهل الجاهلينا [/poem]
وهذه ( الثانية ) هي ما أنا بصدد الحديث عنه
دعوني أسوق لكم هذه الحادثة الواقعية كمدخل للموضوع
..........
هي كأمي ... و بناتها كأخواتي وإن فرق إختلاف
قبيلتينا بين لهجات ألسنتنا ، ( تعزَّبهم ) ابن عمٍ لهم يعمل في منطقتهم
حينما زرتهم في ذلك اليوم لاحظت تغييرا في الصالة
فثمة هناك تلفاز لم أكن أراه من قبل
والأهم ... ذلك العبوس و التجهم وتعكر المزاج الذي يعلو وجه الأم
كما يعكر الحجر المرمي صفحة الماء الساكنة
سألت ... ( خير يا أم فلان ؟ وش فيه يا بنات ... مشاء الله مبروك هالتلفزون ... )
قالت الكبرى .. ( هذا مهو تلفزون جديد هذا حق الرجال أمي جابته هنا )
المهم ما أطول عليكم
خلاصة القصة ، أن الأم غضبت من ( ولد العم ) لأنه رفض أن يعير سيارته
لولدها حتى يذهب بها إلى بلدة مجاورة لتخليص أمر مهم ( الأمر فعلا مهم )
وكان رفضه بطريقه غير مباشرة فيها من ( العفانة ) الشيء الكثير فما أن أحس بقرب
موعد ذهاب الإبن ( ركب سيارته وراح لعمه بحجة المسيار )
الأم من شدة غضبها على ابن العم وهو الذي قضى سنوات يأكل ويشرب في بيتها ثم إذا ما
احتاجوا إليه هرب وتركهم
لم تجد إلا أن تخرج التلفاز و(الرسيفر) المليء بالقنوات الرياضية من ( الديوانية ) كرسالة
لذلك الشاب بأنه ( غير مرغوب بك هنا )
نظرت إليها ... ( أفا يا أم فلان إنت تسوين هلون يعني تبين عيالك يزبنون عندك و يخلون
الرجال بالمجلس لحاله ترى هذا عيب و .... )
فانطلقت المسكينة ترغي وتزبد ( وهو ليه ما يستحي صابرتن عليه و و و و ... )
... ولكن يا أم فلان أنت بهذه الفعلة تشعرينه أنك لا تريدينه في بيتك
( إيه أنا ما أبيه ....... و الله خيرك لغيري والشقا والعنا لي )
أنا..... صمت بغضب لأني أعلم يقينا تبعات فعلتها
فلما رأتني هكذا أخذت تضحك محاولة تغيير الموضوع
أما أنا فالتزمت الصمت <<< لي مآرب أخرى
صمتنا ... فجأة !!!! قالت الصغرى ( يااااع يمه مو حلو شكل الصالة كذا شوفو
أسلاك التلفزون مسويه زحمه )
فقلت ... ليت ما فعلته أمك يقف عند حدود شكل صالتكم بل أعانكن الله على باب
( السوالف ) الذي فتحته للناس عليكم
فقالت الأم ( وهو ليه ما يفكر بسوالف الناس ؟!!!ليه بس أنا المفروض اللي أداري)
فقلت ... يأم فلان أنت تعلمين أن ولد العم لحم ودم وإن كان غرّا جاهلا أفنجهل نحن أيضا
أنت تعلمين جيدا أنك ستسيئين لنفسك وبناتك وزوجك بهذه الفعلة فـ ( مبَهِرات ) الأخبار
لن يتركنكم .... وألسنة محبي نقل الأحاديث و النميمة ستلوككم لوكا ......
فانطلقت كجلمود صخر حطه السيل من علِ ......
( جااااااااهل....... عمره 27 و تقولين جاهل ؟!!!)
فقلت ... (إيه جاهل !!!!! في زمنا هذا إبو 30 جاهل شوفيهم يا أم فلان شوفي أكثرهم و
الله لو بهم خير ما الواحد راتبه 5000 ، وإلا 7000 و لا ينتصف الشهر إلا وهو يتدين
من الصالح و الطالح و هذا في عرف أجدادنا سَفهٌ و جهل و .......)
ثُم يا أم فلاااان .....ألم تحسبي حساب شعورعمكم إذا علم بذلك ......
فإن لم يكن حشمةً له فحشمةً لأبيه من باب ...
تَكْرَم حِثال العرب من شان طيبها
..............
وهكذا جعلت أحدثها وأطيب خاطرها حتى قالت ( يالله قوموا رجعوا تلفزون الرجال )
رسالة إلى كل من يسكن في بيتها ( عزوبي من الجماعة )
أنا أعلم أن أغلب شبابنا إلا من رحم ربك ما أن ( يتعزبون ) قوما حتى يصبحوا
كالكابوس الجاثم على الصدور
يتخذون من منازل ( معزبيهم ) فنادق للأكل والنوم
لا يتورع أحدهم من أن يمد يده آكلا وشاربا دون أن يضع من جيبه ولو ريالا
بل أعلم أن كثيرا من البيوت لا يملك أصحابه إلا (ديوانية ) للرجال يأكل الأخ ويشرب
وينام فيها فلك أن تتخيل منظرها بل ( رائحتها )
بل أعلم أن البعض منهم ليس بينه وبين المروءة نسب موصول ولا حبل ممدود
فلا يكاد يعود إلى أهله من هنا إلا ويبدأ بكشف عوراتكم و الحديث عنكم بين الناس
أعلو ... وأعلم .... و أعلم .... و الله أعلم العالمين
ومع هذا أقول لك ....
كوني الأنبل
الأصبر
والأهم كوني الأعقل ......
و مهما بدر منه إياك أن تستلي سيف الإنتقام مرددة بيت عمرو
دعيك من ذلك البيت .... فعلى الرغم من قوته و بلاغته إلا أنه تولَّد
من نفس جاهلية متعصبة لم تشرق على جبين صاحبها شمس الإسلام
بل
بل
بل تلحّفي بالصبر و توسدي العقل وتذكري خيرا من بيت عمرو قوله تعالى
( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلو إعدلوا هو أقرب للتقوى )
إياكِ أن تعاملي الناس بأخلاقهم ، إن أحسنوا أحسنت وإن أساؤوا أسأتِ
وإنما عامليهم بأخلاقك و استدرجيهم إلى جنابك وأنزليهم بساحتك
هكذا دائما حدثي نفسك حتى يطيب خاطرك
فإن رأيت أن الشيطان ما يزال ينفخ في صدرك نار الإنتقام و الحقد
فتذكري ثلاثة أمورٍ .... أنا متأكدة أنك ستقرِّين عينا و تطيبين نفسا بعدها ...
الأولى .. أن هذا الذي ( تعزّبكم ) طالت الدنيا أم قصرت راحلٌ ولا شك عنكم
إنن لم يكن بنقل عمله فبزواجه ولا شك ، ولن يبقى إلا ( بياض الوجه )
...............
الثانية ... لابد أن لك أولادا ذكورا ، أو سيكون لك إن شاء الله فما يدريك لو أن
الأيام غدا ترمي بهم عند ( حريم خلق الله ) كما رمت بهذا الشاب عندك فلا تظلميه
ولا تَرُدي حتى على إساءته بمثلها، فتفعل النساء بأبنائك كما فعلتي و ربما أكثر
فالأيام دول ، وما حصاد الغد إلا زرع اليوم
.................
الثالثة ... وهي الأهم
تأكدي أن الإحسان و المعروف للناس لا يضيع أبدا فهو مفتاح استعباد القلوب
و بوابة السؤدد و الوجاهة ...
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهمُ =إذ طالما استعبد الإحسانُ إنسانا
ولا بد لزارع المعروف من أن يحصده يوما ، فإن لم يكن في من أحسن إليهم
ففي نفسه وأهل بيته بإذن الله ..
فإن ضاع في الدنيا فتأكدي
تأكدي
تأكدي
تأكدي أنه لن يضيع عند الله أبدا ( إن الله لايضيع أجر من أحسن عملا )
فطيبي نفسا و قريّ عينا
سلاااامي [/align]
المفضلات