حكمة بليغه :
( أعط الباطل فرصه فـ يقتل نفسه )
لانه يستنفذ طاقته كلها ثم يثبت عجزه ولايبقى لصاحبه مايتعلل به ,,
والواثق بماعنده احرص الناس على الحوار والشاك غير المتيقن
اسرعهم الى الهرب والمرواغه او تشتيت الانتباه عن طرحه الاصلي ..
الواثق لايخشى صولة الباطل فهو ضعيف مهما قوي وقصير الاجل مهما طال عمره
وسنة الله ان لايبقى الا الاصلح
(فأما الزبد فيذهب جفاء واما ماينفع الناس فيمكث في الارض )
.
.
وديننا حثنا على الحوار والجدال بالتي هي احسن وبالحكمه والموعظه ,,
بل حتى الكفار دعانا الى حوارهم ولكنه شرط شرطا للحوار لايمكن ان يجري بدونه
قال سبحانه : ( ولاتجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن الا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل ألينا وأليكم والهانا والهكم واحد )
اذا الظالم المعتدي لاحوار معه حتى يكف ظلمه ..
فمن يحاورك من فوق دبابه لاتواجهه برمي الورود عليه ,,
ولاتمد يدك مصافحا له وهو يحمل في يديه قنبله ..
ولو اراد حوارا لتخلى عن دبابته وقنابله ...
فان كان الكافر يستحق منا ان نسمعه ونحاوره
فما بالك بالمسلم الذي نحاوره لا لنثبت خطأه
او نثبت صحة رأينا بل لنقرب وجهات النظر ولنتناصح
لأن هذا الزمن زمن الفرقه والاختلاف والضعف واستغلال اعداء الاسلام ضعف اهله وهوانهم فالاجدر هو اجتماع القلوب وتعميق رابطة الدين لانها اقوى الروابط وامتنها قال تعالى ( وألف بين قلوبهم لو انفقت مافي الارض جميعا ماألفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم )
وهذا مانحتاجه للتصدى لكل مايواجهه المسلمين من ظلم وانتهاك وتعدى
نحتاج الى الاجتماع على الخير والحق واحسان النوايا والمقاصد ,,
ونحتاج الى قلوب تحب امتها وابناء امتها وتحرص على التشجيع اكثر من التحطيم ، تحرص على التفاؤل والثقه بنفسها وبغيرها وتبتعد عن تثبيط الهمم ,,تسعى وتساهم بانتشال الامه من هذا الضعف بالعوده للنبع الصافي والنهل منه والابتعاد عن البرك الاسنه والابار المسمومه ..
.
.
.
نحتاج لتحديد الاهداف وتبيانها ,,
نحتاج لترك كل مايسبب الخلاف ورائنا والبحث عن مواطن الاتفاق
فلا اسوأ ولا اظل ممن يمد لسانه او قلمه في لحظات الامه الحرجه او في لحظات الاتفاق لـ يقوض هذا الاجتماع ويهدم هذا الاتفاق ..او ليزيد الطين بله ثم يدعي انه يريد الاصلاح ...
.
.
واكبر خطأ قد نرتكبه هو الاعتماد فقط على عقولنا واغلاقها عن الاستماع للاخرين وعن البحث عن الحق ممن لديه العلم ،فلو كان العقل هو فقط الحَكَم لم يرسل الله الانبياء ولم ينزل الآيات ...
.
.
فلـ عقل الانسان حدود مهما بلغ به العلم والفهم يظل قاصرا عن الاحاطه بكل الجوانب والحوار مع الاخرين ينشط العقل ويبعثه على التفكير ,,ويفتح افاقا جديده ..وفيه منافع شتى تضيع حينما يصبح همنا ان نشبع غرورنا ونثبت اننا على حق دائما وابدا
.
.
ولاضرورة ان ينتهي كل حوار بالاتفاق التام او بتنازل اي طرف عن رأيه
بل يكفي ان يستفيد المتحاورون ويعرض كلا رأيه كاملا محترما نفسه ومحاوره
.
.
وان لايدخل احدهم حوارا وهو يظنه سباقا لتلميع ذاته
واثبات قدرته على طعن خصمه وأذيته ,,,فهذا لايضر غير صاحبه ..
.
.
ولكي يصبح اي حوار نافعا مفيدا يجب ان تحل الشفافيه والصدق محل المراوغه واللف والدروان وان لايكون لاحدهم رأيا مختلفا حسب من يحاوره او حسب ظروف هذا الحوار ,,فاسوأ الناس حالا صاحب الوجوده المتعدده !!والاراء المتغيره ،كالزئبق يروغ من بين يديك فلا تستطيع له مسكا ولاحملا ...
.
.
.
واهم مايجب ادراكه واستيعابه ان لايسمح بحوار يتعدى الحدود
حدود الدين والاخلاق فمجرد الدخول فيه جريمه ومضيعه للوقت وتضييع للدين
مثل ذلك الذي استنفذ كل الافكار ولم يجد الا الحوار بحقيقة وجود الله ,,
ولو كان ملحدا كافرا لما كان هناك مشكله فلعل الحوار معه يكون سببا في هدايته ,
واما وهو مسلم ويدعي انه يصلي ويصوم ويؤمن بوجود الله لكنه يرغب بالحوار للفائده بنظره ..
فمثل هذا اقصى مايستحقه التجاهل لأنه فارغ العقل فاسد القلب متبع لهواه
جعل روحه مرتعا للشيطان يملي عليه افكاره ,,
.
.
اعلم اخوتي الكرام اننا تكلمنا كثيرا وكتبنا كثيرا عن اصول الحوار واحترام الطرف الاخر
لكن للاسف اكثر من يكتب (الا من رحم ربي) هو اكثر من يخالف طرحه
بل حتى حينما يكتب يكون هدفه توصيل رساله ما لطرف ما !!
وهذا لعمري خفة في العقل ومرض في القلب ..
(يأمرون الناس بالمعروف وينسون انفسهم )
.
.
.
اذا لم نبدأ بانفسنا ونجبرها على الحق واتباعه ,,,فلن نستطيع التأثير بالاخرين
فالزيف تصده القلوب ولاتتقبله والصدق يصل حتى مع من نختلف معه
يكفي ان يستشعر من تحاوره انك حريص على الحق اكثر من حرصك على
على اثبات خطأه أواذلاله ....
.
.
كم منا من يدخل حوارا وهو يتمنى ويدعوا الله ان يهديه ومن يحاوره الى الصواب ؟!!
وكم منا بعد ان عُرض له الحق بالدليل والبرهان يتقبله ويتنازل عن رايه ؟!!
وكم منا ينظر للموضوع ولاينظر للكاتب فان احسن قال احسنت وان اساء
بين ووضح وشرح !!
كم منا يصدق مع نفسه ومع محاوره فلا يجامل على حساب دينه او اخلاقه
وكم منا من يظن الخير بمن ينصحه ولايجعل من نفسه ضحيه
فيكثر الشكوى والتظلم ويتهم ناصحه بكل مايخطر على باله من تهم
فان قال له اتق الله / أخذته العزة بالاثم فقال هل تكفرني وهل تخرجني من المله وهل وهل ؟!!
وان قال له هذا لايجوز قال له انت تفسر الدين كما تشاء ؟!!
وان قال له هناك حدود يجب احترامها : قال هذا تكميم للافواه وكبت للحريه
وكم منا يحفظ لسانه ويتورع عن توزيع التهم والتهجم غير المبرر
وكم ...وكم !!!
قلـــــــيلا مــــــاهم !!!!
.
.
وهذا لايعني انني اخلو من العيوب او ابرئ نفسي
فاكره ماعلى قلبي هو من ينظّر ويتفلسف وهو آخر من يتبع قوله !!
فالخطأ وارد والزلل حاصل لكن المهم النوايا تكون صافيه
والغايات نبيله وان نسعى الى تحسين انفسنا وتطوير ذواتنا للافضل
وان نستفيد من اخطائنا فلا نكررها ,,,ولو عمل كلا منا على نفسه
وانشغل بها عن الاخرين لكنا افضل حالا ...
لو انشغلت بلوم نفسي على مازل به قلمي لكان افضل من ان انشغل
باخطاء الاخرين وزللهم ...
ولكن هذا ايضا لايعني السكوت عن الحق فالصمت ضعف
والتساهل خصوصا فيما يخص العقيده جريمه وامر نحاسب عليه جميعا ..
فنحن امة وصفها الله سبحانه وتعالى بأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر
فأن عطلنا هذه الصفه فقد فقدنا اهم مايميزنا ...
.
.
السعيد من يوازن بين الامور فلا تفريط ولا افراط
ولاضعف ولا تجاوز ..,,,,
.
.
والاسعد من يستمع القول ويتبع احسنه
نسأل الله ان نكون جميعا من هولاء ..
والسلام عليكم ورحمة الله ,,
.
.
المفضلات