ossama-aldandashi@hotmail.com
خاص: مضايف شمر
البحث العلمي

لاكتمال موضوع المقالة,التي استوفى, الأخوة راعي ا لوقيد وإيمان قو يدر,شكلها ومضمونها: لابد من الحديث عن الشروط التي تقع على عاتق العالم والباحث والمؤرخ, كونهم العقل والفكر الذي يبحث عن الحقيقة المطلقة ويكشفون أسرار هذا العالم وقوانينه, بعيدا عن الضلالة والخطأ والتزوير, ومتاهات التعصب, والعواطف والمشاعر المتحيزة, لذلك وضع العلماء شروطا, سميت منهج البحث العلمي, الذي ابتدعه, أو وضع معالمه, أو مهد الطريق إليه العلماء المسلمون, عندما كتبوا الحديث الشريف, ووضعوا شروطا, يتبينوا بها صحة الحديث ودقته, وكل حديث لم يستوفي تلك الشروط, يعتبر مدسوسا, وبه ميزوا بين القوي و الصحيح والضعيف, والمشكوك به, ومع ذلك نحن نتكلم عما وصل إليه العلماء الغربيين, في تقييد البحث, لاكما هم أبدعوه. وإنما إلى ما جددوا وحدثوا به.
هذا وقد شدد ديكارت, الفيلسوف المعروف, أن نقوم طواعية الشك في كل ما نعرفه, عن موضوع بحثنا, وأبعاد أي مؤثرات معرفية سابقة, ويبقى أثير سلطة واحدة هي سلطة العقل ومشاهداته الحسية, التي ترقى إلى اليقين, بدون أي شك.
أما "فرنسيس بيكون", أكد على الباحث, أن يقف جاهلا أو متجاهلا, كل معارفه السابقة, مما قاله العلماء والباحثين السابقين, أو مما اكتسبه بتجاربه الشخصية في موضوع بحثه,ويستمع إلى عقله الذي لايركن إلا للحفية, مستبعدا طبيعته البشري التي قد تضلله.
والخلاف القائم بين العلوم الطبيعية, والعلوم الإنسانية, حول مبدأ التجريب في البحث العلمي, يعود إلى أن العالم يستطيع, أن يقوم بالتجربة مرارا وتكرارا, أمام حواسه, ويسجل ملاحظاته, بل ويتدخل في سير التجربة وإدخال عناصر جديدة عليها , والتحكم في مسارها, وتسجيل ما يطرأ على التجربة, بينما المؤرخ, لا يستطيع أن يخضع التجربة لملاحظاته الحسية, فسقوط دولة بعينها , أو قيام حرب بزاته, لا يستطيع المؤرخ إعادة التجربة, لمعرفة أسبابها وقوانينها , وما آلت إليه من تداعيات, وهي إحدى العيوب, التي تؤخذ على هذا العلم الذي لا يزال العلماء جادون في إيجاد حل لهذا العيب,
غير أن التقدم العلمي ,الذي أحرزته العلوم الطبيعية, قطع أشواطا بعيدة, في دقة المنهج العلمي, فقد وفر له العلماء, تحويل الكيفيات إلى كم, فسرعة الصوت حولته إلى رقم , والأجرام السماوية, قربتها ألاف المرات, بواسطة المنظار الفلكي, وبذلك وفرت للملاحظة الحسية كل إمكانية الدقة والحقيق والمشاهدة , الأمر الذي أدى إلى تفسير الظواهر وأسبابها وتداعياتها, والنتائج المترتبة على التدخل فيها,درجة لم يرق إليها الفيلسوف, الذي يعتمد على العقل لاستخلاص الحقيقة, والمتدين على الحدث للوصول إلى اليقين. والمؤرخ في دراسة الظاهر المتكررة في أزمان متباعدة لصياغة نظريته, الحس العقلي, ولهذا نر أن القصائد , وفلسفة التاريخ أو التأريخ, أو الرسام, تختلف , في رصدها لموقف واحد
وإذا كانت العلوم الإنسانية,بها بعض العيوب بالنسبة للمنهج العلمي فان هناك أمور تتفق مع العلوم الطبيعية, كالموضوعية, والحتمية, ونزاهة الباحث ,ووفرة المعرفة والثقافة.
فالموضوعية تقضي على الباحث أن يرى الأمور كما هي موجودة في الواقع, لاكما يريدها, وهذا لن يتحقق مالم يبعد الباحث ثقافته الذاتية وخبراته المتراكمة, ويصف الأشياء كما يراها العقل, في حيادية واستقلالية , بعيدة عن شهوة السلطة أو الشهرة أو العصبية, ولايبغي شيئا غير الحقيقة.
الله هو الخالق لهذا الكون, ولكن وفق قوانين صارمة, وعلى الباحث أن يكتشف هذه القوانين, فلكل ظاهرة طبيعية كانت أو تاريخية علة توجب وقوعها, ولكل علة معلولا, وهو ما يسمى الحتمية, وبالضرورة في غياب الأسباب تنتفي العلة, وفي غياب العلة ينتفي المعلول, لذلك من الخطأ الفادح, أن نرد أي ظاهرة إلى القضاء والقدر, بل يجب البحث عن "القانون الطبيعي" الذي هو من خلق الله لتفسير وإيجاد قوانينه.
ولاشك أن قبل هذا كله, على الباحث أو الكاتب أن يكون مثقفا, متخصصا يحيط بمعرفة ودراية بشتى أنواع المعرفة, و يقوم بمقاربات, بين العلوم التجريبية وكل المعارف الإنسانية , وكل مامن شأنه أن يساعدهم في دراسة موضوعا تهم.
9/2/2007

اسامه الدندشي