[mark=CCCCCC]ألحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى والصلاة والسلام على المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أُولي الأحلام والنهى وسلم تسليما كثيرا إلى يوم اللقاء : أما بعد أيها الأحبةُ في الله فإن ما وهبَنا اللهُ من أموالٍ ، هي أمانةٌ في أيدِينا فإن أنفقْنا وقدمْنا لأنفسِنا وإلا رحلْنا عنها. وتأملْ في حالِ قارونَ وَكيفَ أَرْدتْهُ أَموالُهُ : قال تعالى (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ)القصص:81]. والمالُ الذي في أيدينا على قسمينِ: قسمٌ لنا وهو الذي نقدمُهُ للآخرةِ وندخرُهُ عندَ اللهِ عز وجل، وقسمٌ عِندَنا وهو أمانةٌ ينتظرُ أصحابُهُ تسليمُهُ إليهم بعدَ الموتِ، وهم الورثةُ وأصحابُ الحقوقِ ، وكم من مسكينٍ جَمَعَ الملايينَ وكَدَّ وكَدَحَ في جمعِها، ولم يُوقِفْ شَيئاً مِنهَا في حياتِهِ ولما تُوفي رَفَضَ أبناءُهُ بناءَ مسجدٍ واحدٍ لهُ من هذه الملايينَ! وكَمْ مِنْ مُدَرسةٍ يأتيها مُرتَبٌ جيدٌ كلَّ شهرٍ ولها سنواتٌ طويلةٌ تعملُ ولم توقفْ لنفسِها شيئاً! بل جُلُّ أموالِها في الطعامِ والشرابِ والفساتينِ والحُلي!. فاتقوا الله عبادَ الله وقدِموا لأنفسكم خيراً تجدوه عند الله ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ)[/mark]
المفضلات