بتاريخ 1427/5/17هـ اعلن خادم الحرمين الشريفين قيام مدينة الامير عبدالعزيز بن مساعد الإقتصادية
في حفل استقبال جلالته الذي اقامه اهالي حائل بالمغواة :
نص الكلمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أيها الأخوة الأعزاء ..
إنها لمناسبة سعيدة التي تجمعني بأهل حائل الكرام في حائل العزيزة إن تاريخ حائل عبر القرون الممتدة منذ أيام أسطورة العرب الفارس الكريم حاتم الطائي هو تاريخ يمتاز بالشجاعة والكرم حتى أنه يمكننا القول أن حائل هي حقا ربوع الكرم .
أيها الأخوة الأعزاء ..
أود أن أذكر لكم أن الدولة ومنذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله لا تفرق بين منطقة ومنطقة فكل ذرة من تراب الوطن غالية علينا وكل مواطن في هذا الوطن إبن عزيز من أبنائنا .
لقد حرصت الدولة إلى تخصيص جزء كبير من فائض الميزانية للمشاريع التنموية في المناطق التي لم تنل نصيبها الكامل من خيرات التنمية وسوف يكون لحائل بإذن الله نصيب وافر من الإعتمادات للنهوض بالخدمات العامة .
ويسعدني من مكاني هذا أن أعلن عن قيام مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الإقتصادية في حائل وسوف تكون هذه المدينة بعون الله وتوفيقه داعما قويا للتنمية في المنطقة ومصدر خير عميم لها وللوطن كله بإذن الله ومن خلال هذه المدينة سيتم بحول الله وقوته توفير ثلاثين ألف وظيفة عمل .
أشكركم على إستقبالكم الحار وحفاوتكم البالغة وأتمنى لكم السعادة والتوفيق في ظل الله جل جلاله ثم وطننا الغالي السائر إلى الأمام تحت رأية التوحيد الخفاقة مستعينا بالله ومتوكلا عليه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
خادم الحرمين يشاهد مجسما للمدينة الإقتصادية
هدية «الوفاء» من خادم الحرمين لأهالي حائل تفتح نوافذ «الانفتاح» على المنطقة في المستقبل
مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية وجه «الشمال» الحضاري
تقرير- أحمد الجميعة:
تعتبر المنطقة الشمالية في المملكة، منطقة غنية بتاريخها وتراثها ومواردها الطبيعية، والبشرية، حيث شهدت هذه المنطقة العديد من الحضارات القديمة التي ساهمت في بناء وتطوير التاريخ الإنساني، كما كانت لفترات طويلة منطقة استراتيجية بسبب موقعها الجغرافي وثرواتها الطبيعية. لذا شهدت هذه المنطقة الكثير من عصور الازدهار والمدنية، وتجاوز عدد آثارها ومعالمها المتميزة أكثر من 260 معلماً وأثراً تاريخياً.
وتعد مدينة حائل قاعدة المنطقة الشمالية إحدى المدن التي تتميز بموقعها الاستراتيجي الهام، كونها إحدى الملتقيات الرئيسية لعدد من طرق التجارة، حيث ساهم هذا الموقع في صنع مجد حائل باعتبارها إحدى أهم المدن التجارية في الجزيرة العربية، واحد التجمعات السكانية الأساسية في المنطقة، كما تعد منطقة حائل اليوم إحدى المناطق العزيزة على قلب كل مواطن في المملكة، كما تمثل إحدى المناطق التي تتميز بموقعها الهام ومواردها الطبيعية والبشرية، كما تتوافر بها فرص استثمارية واعدة، تؤهلها لتكون إحدى الركائز البارزة في الاقتصاد الوطني، وذلك إذا أخذنا بعين الاعتبار ثرواتها الطبيعية ومواردها الزراعية والقوى العاملة فيها التي تتميز بالشباب، حيث إن 83? من عدد السكان البالغ 600 ألف نسمة متوسط أعمارهم يقع تحت 40 سنة.
الاقتصاد السعودي
يشهد الاقتصاد السعودي طفرة كبرى من المتوقع أن تتواصل خلال السنوات القادمة، خاصة في ظل ارتفاع العائدات النفطية، وتنامي تدفق الاستثمارات الخارجية، والسياسات الجادة التي تتبعها الحكومة لتحقيق تنمية متوازنة وحقيقية، حيث يحظى الاقتصاد الوطني بدعم واهتمام متواصل من قبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - كما اتخذت الحكومة في الآونة الأخيرة سلسلة من الاجراءات والقرارات التي سوف تساهم في تطوير البنية الاقتصادية والاستثمارية لكي يصبح الاقتصاد السعودي هو القاعدة الاقتصادية الكبرى في المنطقة، ليس باعتباره اقتصاداً استهلاكياً فحسب؛ بل باعتباره اقتصاداً إنتاجياً يساهم في تلبية احتياجات الطلب المحلي، وكذلك الطلب الاقليمي والدولي على السلع والخدمات المختلفة، مع العمل على تنويع القاعدة الإنتاجية، وتنمية الكفاءات البشرية، وزيادة معدلات التوظيف، وتشغيل القوى العاملة الوطنية، من خلال مشاريع عملاقة وحلول اقتصادية غير تقليدية تعتمد على الرؤى الابداعية والفكر الاقتصادي والاستثماري المتقدم
اقتصاد المنطقة الشمالية
ويمثل الاقتصاد في المنطقة الشمالية مجموعة من الفرص الواعدة التي تنتظر المستثمرين الجادين القادرين على تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد الضخمة في المنطقة، ورغم أن اقتصاد المنطقة لايزال زراعياً في معظمه، حيث تمثل القوى العاملة حوالي 70? من اجمالي القوى العاملة في المنطقة كما تساهم الزراعة بمعظم الناتج المحلي للمنطقة، إلا أن هذا الاقتصاد يمثل من ناحية اخرى فرصة استثمارية عملاقة، إذا ما أحسن استخدام الموارد المتعددة للمنطقة، ومن بينها 800 ألف طن من المنتجات الزراعية سنوياً، اضافة إلى الموقع الاستراتيجي وشبكة الطرق الكبرى التي يبدأ كثير منها من خارج المملكة في العراق والكويت والاردن وسورية لتلتقي في حائل، كما أن المواطنين في حائل يتقاطعون ثقافياً واجتماعياً مع المجتمعات المجاورة للمملكة في الشرق والشمال، مما يساهم في تطوير العلاقات التجارية مع الدول المحيطة بالمملكة، كذلك تمتلك حائل ثروة معدنية جيدة يمكن استغلالها في بناء عدد من الصناعات التحويلية الهامة، كما أن مناخ المنطقة وطبيعتها وثراءها التاريخي يتيح فرصة هامة للاستثمار السياحي والعقاري فيها.
المدينة الاقتصادية
في ظل التوجه الاستراتيجي لحكومة خادم الحرمين الشريفين لانشاء عدد من المدن الاقتصادية العملاقة لتكون بمثابة القاعدة التنموية المستقبلية، يأتي تدشين مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل، والتي تعد المدينة الاقتصادية الثانية في المملكة بعد مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ، والتي سوف تمثل أحد أكبر المشروعات الاقتصادية العملاقة في السنوات القادمة.
وسوف تقام مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية على مساحة قدرها 150 مليون متر مربع من الأراضي، وتضم مجموعة من الانشطة الاقتصادية المتكاملة التي تشمل الخدمات والتجارة والصناعة، إلى جانب حزمة من الأنشطة الاستثمارية المكملة والمساندة والتي سوف تتكامل جميعاً لتساهم في تحقيق نقلة نوعية في اقتصاد المنطقة الشمالية بأكملها، انسجاماً مع الرؤية الاستراتيجية الحكومية المبنية على تحقيق التنمية المتوازنة لجميع مناطق المملكة.
الأنشطة الرئيسية
تضم مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل عدداً من الأنشطة الرئيسية، لتكون وحدة اقتصادية متميزة سوف تمثل - بمشيئة الله - القاطرة الرئيسة لاقتصاد المنطقة الشمالية، حيث تهدف هذه الأنشطة إلى تحقيق الاستخدام الأمثل لموارد المنطقة، وتتمثل أهم أنشطة المدينة فيما يلي: خدمات النقل، الخدمة اللوجستية، الخدمات التعليمية، الخدمات الزراعية، الخدمات الصناعية والتعدين، الخدمات الترفيهية، المساكن، البنية التحتية.
خدمات النقل
في اطار الحرص على أن تكون المدينة نموذجاً للاستخدام الأمثل للموارد، فقد اهتمت خطة العمل باستغلال الموقع الاستراتيجي لحائل في اقامة بنية متميزة لخدمات النقل، خاصة أن حائل تمثل ملتقى لعدد من الطرق التجارية، وفي هذا الاطار سوف يتم انشاء مطار دولي وميناء جوي جاف ومركز للامداد والتموين والمناولة، ومحطة للمسافرين بطريق البر. ومن المتوقع أن يساهم المطار الممتد على مساحة 8,7 ملايين متر مربع في نقل 3 ملايين راكب سنوياً، كما سيساهم في نقل ما مجموعه 130 ألف طن من البضائع سنوياً، يضاف إلى ذلك نقل وتوزيع ما يقارب من 1,5 مليون طن من البضائع سنوياً عبر الميناء الجاف ومركز العمليات بالمدينة الاقتصادية الذي يقع على مساحة قدرها 210 آلاف متر مربع، أما عن المسافرين براً فمن المتوقع أن يتم نقل حوالي 2,3 مليون راكب سنوياً من خلال وسائل النقل البرية المختلفة.
الخدمات التعليمية
تم تخصيص منطقة متكاملة داخل المدينة للخدمات التعليمية، وتضم جامعات ومراكز للبحوث ومراكز للتأهيل والتدريب إلى جانب مجموعة من المدارس العامة والمتخصصة. وتنطلق الفكرة الأساسية للمنطقة التعليمية على نشر التعليم المتخصص الذي يعمل على تلبية احتياجات سوق العمل، خاصة في التخصصات الفنية والتقنية التي تساهم في رفع معدلات الإنتاج وتلبية حاجات السوق من القوى العاملة المدربة والماهرة. وتبلغ المساحة المخصصة للمنطقة التعليمية حوالي 10 كيلو مترات مربعة، ومن المتوقع أن تقدم خدماتها لحوالي 40 ألف طالب وطالبة من أبناء وبنات المنطقة.
الخدمات الزراعية
تتميز حائل والمنطقة الشمالية بشكل عام بالإنتاج الزراعي الكثيف، وفي هذا الاطار سوف يتم تخصيص منطقة كاملة في المدينة للخدمات الزراعية، حيث تتميز هذه المنطقة بأنها تجمع مختلف الخدمات الهادفة إلى دعم وتطوير القطاع الاقتصادي، من خلال حزمة من الانشطة المرتبطة بمراحل الزراعة والتصنيع والتخزين، ومن أبرزها انشاء مركز متطور للبحوث الزراعية يقدم خدماته لأهالي المنطقة، بهدف تنمية الإنتاج الزراعي والاستفادة منه سواء في عمليات التخزين، أو في تشغيل عدد من مصانع المنتجات الغذائية، حيث سيخصص الإنتاج الزراعي وإنتاج المصانع لتلبية الاحتياجات المحلية وطلبات التصدير.
الخدمات الصناعية والتعدين
تتناسب انشطة وخدمات المدينة مع طبيعة ومواد المنطقة، من خلال الاستفادة من الموارد الطبيعية كالمعادن والمواد الخام في انشاء عدد من الصناعات التحويلية، ومن المتوقع أن تكون المنطقة الصناعية متكاملة مع الأنشطة التعدينية في المدينة.
الخدمات الترفيهية
حظيت الخدمات السياحية والترفيهية على نصيب أساسي من اهتمام المخططين لمشروع المدينة، وذلك للاستفادة من المقومات السياحية الهامة لمدينة حائل والمناطق الجغرافية المحيطة بها، ومن أبرزها المعالم الأثرية والتاريخية والمكونات الثقافية والبيئة المناسبة لبعض المواسم السياحية كمواسم القنص والصيد، ومن المتوقع أن تجذب المدينة حوالي 700 ألف سائح سنوياً، حيث تؤمن لهم مختلف الخدمات من اقامة ومعيشة وتنقلات، كما يضاف لهذه الخدمات أيضاً حزمة من الخدمات الصحية المتقدمة.
المساكن
أولت خطة العمل للمدينة اهتماماً خاصاً للاستثمار في مجال الاسكان، حيث يحظى الاستثمار في هذا القطاع بحوالي 10 مليارات ريال من اجمالي الاستثمارات المتوقعة، ومن المتوقع انشاء حوالي 30 ألف وحدة سكنية سوف تساهم في وصول الطاقة الاستيعابية للمدينة إلى 140 ألف نسمة.
البنية التحتية
من المتوقع أن تكون هناك استثمارات ضخمة تتجاوز (6) مليارات ريال في البنية التحتية للمدينة، حيث ستساهم في تحسين البنية التحتية في المنطقة بشكل عام، خاصة فيما يتعلق بخدمات الهاتف والماء والكهرباء، ومن المتوقع أن يضيف مشروع المدينة حوالي 3300 كيلو متر من الطرق في المنطقة.
المفضلات