علمّنا كيف نحب و رحل
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ،،
بصراحه وبدون مقدمات
عندي نبذه بسيطه عن شاعري المفضل رحمه الله الشاعر الخلوق طيب القلب ((اخر الجنائز)) طلال الرشيد رحمة الله عليه
يا طاغي النظرة خطا
تجزا بها البخل العطا
وانا اللي اهديتك امن
عين وجفن
هذي فراش.. وذا غطا
سير علي.. بس امسح دموعي وروح
سير علي.. جب لي معك قلب وروح
حينما يتعلق الامر بالفقد، يبقى الحدث اكبر من حجم استيعابنا.. فما بالك اذا كان هذا الفقد دون مؤشر سابق يمنح النفس بعض من حصانة ضد ملمات الدهر..؟! ما بالك حين يطال الفقد رمزا جميلا مليئا بشاعرية مختلفة؟!.. كيف لا؟؟ وهو الذي ارشد مشاعرنا الى ان الحب بحاجة الى حاسة اخرى غير الحواس الخمس..!!
فقد رحل تاركا كل شيء وراءه معتما دون لون، فأبكى الشعر وابكي بياض الفواصل واسقط في يد »ساعي الوريد«.
فقد اغتيل الشاعر طلال العبد العزيز الرشيد في ثالث ايام عيد الفطر المبارك، على يد مجموعة مجهولة كمنت له ولقافلته في صحراء الجزائر اثناء تواجده فيها في رحلة صيد »قنص«.
وباغتيال طلال الرشيد.. خيمت سحب الذهول على كل من عرفه، على كل من قرأه، على كل من استمع الى نبضه دون ان يعرفه.
وبالدعاء للفقيد بدأت اللقاء هنادي الجودر ، اللقاء الذي عطرته بسيرة الفقيد الذاتية ، فالشاعر الفقيد طلال العبدالعزيز الرشيد من مواليد ٣٦٩١م، حاصل على بكالوريوس علوم ادارية من جامعة الملك سعود، بدأ كتابة الشعر في نهاية السبعينيات وفي مطلع الثمانينيات قدمته الصحافة الثقافية شاعرا يكتب تحت اسم مستعار هو »الملتاع« وفي الثمانينيات الميلادية ايضا بزغ نجمه كأحد اهم وابرز التجارب الشعرية في المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج العربي.. كتب القصيدة العامية العمودية الكلاسيكية.. ثم برزت بوضح في تجربته الشعرية قصيدة التفعلية والقصيدة الغنائية التي مثلت واحدة من اهم المحطات في مسيرته كشاعر.. وقد غنى له في هذه التجربة البارزة في تاريخه الشعري العديد من الفنانين العرب، مثل محمد عبده، عبادي الجوهر، عبدالمجيد عبدالله، راشد الماجد وكاظم الساهر.
احيا العديد من الامسيات الشعرية بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج ومنها على سبيل المثال لا الحصر امسية مهرجان الجنادرية وحاز على جائزة تقديرية من المهرجان في مجال الشعر: وامسيتين جماهيريتين رائعتين ما زالتا عالقتين في ذاكرة الشعر في الساحة الشعبية في مملكة البحرين والتي احياهما على التوالي عامي ٦٩٩١ و ٧٩٩١، وكانت احداهما بدعوة من نادي الخريجين، تحت رعاية وزير الاعلام ورئيس شئون مجلس الوزراء واستقبله فيها امير دولة البحرين رحمه الله الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، والاخرى كانت مشاركة طغت عليها اللمسة الانسانية الكريمة التي كانت ملازمة له في مسيرته الصحفية وذلك بمشاركته في مهرجان الصداقة للمكفوفين في لفتة دعم للمكفوفين. والتي كانت بدعوة من جمعية الصداقة للمكفوفين تحت رعاية الشيخ عيسى بن راشد رئيس المجلس الاعلى للشباب والرياضة وقد قام في تلك الفترة بزيارة المكفوفين وكتب قصيدة خاصة لهم.
كما دعي للمشاركة في بعض المهرجانات المختلفة بالدول العربية.
ولانه شاعر مثقل بهم الشعر مسكون بقلق البصمة الثابتة ويثق بأن البقاء للنقاء فقد ساهم طلال الرشيد ومع سبق الاصرار في تسجيل وجه مشرق للثقافة العربية في جيله فقد اسس مجلة »فواصل« عام ٣٩٩١م.. وهي مجلة ثقافية شهرية تعنى بابداع الانسان العربي عامة والخليجي خاصة وبهموم مجتمعه وعلى رأسها احتياجات الاخرين.. وترأس طلال الرشيد مجلس ادارة هذه المجلة الرائدة منذ تأسيسها بحنكته وثقافته وجهود كوكبة من الشباب السعودي المثقف والمسكون بالشعر يتقدمهم هو نفسه..، كما انشأ مجلة ابداع في عام ٢٠٠٢ والتي تعنى بامور الادارة والتسويق والتدريب والتعلم عن بعد، وانشأ ايضا مجلة البواسل في عام ٣٠٠٢م وهي مجلة متخصصة في الفروسية والتراث والثقافة، وساهم اخيرا في انشاء مجلة مقناص.
هواياته.. القنص والرياضه، وقد عرف عنه - رحمه الله - اهتمامه بالقنص والخيل والابل، وقد قضى الرشيد ايام شهر رمضان الاخيرة في مكة المكرمة و ادى مناسك العمرة قبل ذهابه في رحلة الصيد، كما عرف عنه الالتزام والاتزان في حياته وعمله وعلاقاته المتميزة مع شرائح كبيرة من الوسط الديني والثقافي والاعلامي والابداعي، وكان من القلة الذين تفردوا بتحقيق النجاح في الادارة والتحرير والشاعر، وساهم مساهمة واضحة في تغيير شكل المجلات الشعرية و »فواصل« خير مثال حي.
.. كان عاشقا من نوع فريد.. كانت سماءه بحجم صدره فذات عشق مختلف تجاوز الحساس طلال الرشيد المدى ليصبح »طيرا«.
الليله احساسي غريب
عاشق وانا ما لي حبيب
حبيت.. كل الناس لاموني
حبيت.. كل احبابي باعوني
قلت احب الحب احسن
قلت احب الحب اضمن
لا احن.. ولا اتوه
ولا بعد في يوم احزن
الليله غير
شعوري غير
اشواقي غير
حتى الاغاني غير
صدري سما.. واحساسي طير.
وكي نتحدث عنه.. مررنا على شعره، »فواصله«، وعلى فلسفته الجميلة وادركنا بان لطلال الرشيد لمسة لن يمحوها الغياب، واثر منقوش في صخر الذاكرة لذا لن تطاله ابدا رياح النسيان حتى وان هبت اكثر عتوا..
يا بنت انــا ماني كـــذا وظنـــونك تكـــــذّب عليك
كلي عيوب وما قـوت تخجلـــني ظنونك وأتـوب
أكذب عليك و دوم أخونك وألبس الأبيض وأجيــك
وأعشق معك الفين وجه ويمتلي صـدري قلـــوب
هذي الحقيقه،، ما يجي في الكون اطهر من يديك
وأنا الذي انقض وضوء الغيم والمـــا والهبــوب
كانت (يا طاهرة) رسالة اطهر موجهة منه كشاعر مؤمن برسالة الشعر والقلم الى كل أنثى تعيش وهم الحب لتدق جرس الخطر في وعيها وتسترعي انتباهها الى أن خلف معسول الكلام٫٫ كثيرا ما يختبئ ذئب بشري كاذب٫
وفي (بعض احوال) نبض متدفق متشحا بشموخ يليق بمكانة من مثله:
أنا مقدر اكون اني حبيبٍ في بعض احوال
أنا كلي اجي وإلا أروح بعزّتي كلي
تخيرت الفراق وما دريت إن الفراق وصال
أقول إني نسيتك، بس مدري كيف تاصل لي٫٫
خذاني لك سؤالٍ في عيونك والجواب محال
خذاني منك دمعي في عيوني وما رضى ذلّي
قصائده الجميلة كثيرة، وكلما وقفنا عند إحداها وجدنا في نظرات الاخرى دعوة لدفئها،، فتداولنا القراءة فيما بيننا كحاضرات،،
ولـ (دموع الليل) في كتابات طلال الرشيد ولغته رأي، فهي من قراءته وجدت بأن لغته ثرية ومرنة، ويمتلك المقدرة على التلاعب بها نثرا وشعرا، وإن (فاصلة بيضاء) احيانا تكتب بلغة بين الشعر واللاشعر، وهو كاتب يتجه للأسئلة الملغمة بالاجوبة التي تخلق الدهشة في ذهن القارئ٫٫
وهنا٫٫ مجموعة من نبضة الذي سيظل نابضا في ذهن كل من قرأه٫٫ (القلم مذكر٫٫ الورقة أنثى٫٫ الفكرة طفل)٫
(في الكتابة اتخيل بأنني اجمع أطفالا وافرقهم في صدري،
في القراءة اشعر بأني في مهمة مضنية للبحث عن طفل يختبئ خلف اضلعي، هو يلعب وأنا اتصفح مهجتي بحثا عنه، خوفا من أن يظل ولا يعود أبدا)
(الحب أن لا تكون عندما يكون)
(الفراق، قاتل ومقتول٫٫ هل تود أن تكون أحدهما)
(الغيرة من الآخر،، احساس بالنقص
الغيرة على الآخر٫٫٫ احساس بالحب)
هو ذا طلال الرشيد٫٫ الشاعر الذي عشق الشعر فأحبه الشعر وتغنى باسمه،، عشق القنص حتى الموت٫٫
هو ذا فقيد الساحة٫٫ الذي لا نمتلك أمام رهبة الموت وقدرة الخالق وقدره سوى التسليم بأن (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) وأن (كل نفس ذائقة الموت ) ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)٫
والجدير بالذكر ان طلال الرشيد قد قضى العشر الاواخر من شهر رمضان الكريم معتمرا ومعتكفا في مكة المكرمة ليغادر بعدها الى الجزائر فيلقى وجه ربه نقيا كما خلقه أول مرة،، نسأل الله له الرحمة والمغفرة٫٫
رحمك الله يا ابا نواف وغفر لك واسكنك في فسيح جناته، وعزائنا لذويه ومحبيه وللشعر ولفواصل٫٫ ولكل مكان تعطر بأنفاسه واحساسه٫٫
وهذه بعض من اجمل قصائده
بعــض أحـــوال
أنا مقدر أكون .. اني حبيب في بعض أحوال
أنا كلي أجي .. والا أروح بعزتي .. كلي
تخيرت الفراق وما دريت إن الفراق وصال
أقول اني نسيتك بس مدري كيف تاصل لي
خذاني لك سؤال في عيونك و الجواب محال
خذاني منـــك دمع في عيوني مارضى ذلي
رحلت انت وتركت بداخلي طيفك و صبر طال
غدت ذكراك شمس ما تغيب و صورتك ظلي
حكيت و مالقيت من الحكي الا الـندم موّال
سكت ومت بالحسره ولا ادري وشهو احسن لي
أحبــــك كل ما فيني يحبك يا خلي الــبــــال
تخيلتك دواي و صرت جرحي الصعب يا خلّي
تعبت أرحل مع وجيه البشر بانساك بالترحال
و لا ادري وش يجيبك في وجيه الناس واهلّي
آخـــر حــب
كنت احسب اني عرفت الحب قبل اعرفك
وعشقت قبل اعشقك واشتقت قبل التقيك
وكنت احسب اني لقيت احباب قبل اوصلك
واثري توهمت في غيرك وانا كنت ابيك
تعال نعطش وتشربني وانا اشربك
تعال قبل الوعداجلس معي نحتريك
تعال شفني وانا استناك .. كم اشبهك
يطري علي ألف راي وراي واحتار فيك
اجي مكان الوعد والا اسبقه انطرك
والا اخذ الموعد اللي يحتريك واجيك
يااخر الحب ذقت الحب في اولك
ويااول الشوق اقصى الشوق ماينتهيك
علمتني كيف اعرفك لين صرت اجهلك
ضيعتني في متاهاتك وكنت ارتجيك
حبيب الاحلام يابعدك ويامقربك
حرام يكفي تبعثرني وانا احتويك
ان شفتك بحلم صدقته وانا اتوهمك
وان شفتك بعلم كذبته الين انتشيك
اخاف اغمض عيوني وإن رمشت افقدك
واخاف افتح وتصبح حلم ولا التقيك
الـيــوم ذكــرى الـفـراق
اليوم ذكرى الفراق ومرت أول سنه ... اليوم لي عام متغرب وحيد وحزين
اليوم انا ضيف جرحي جيت بطمنه ... اني جمعت الدموع وجبت امانة امين
ما يجرح الصادق الا غدر من يامنه ... لا جت من احباب قلبك لا تلوم السنين
مليت من هالاماني دام هي مو ممكنه ... لاهي تحقق وانا ياسي بوجهي يبين
الوين انا وانت مثل الشمس والازمنه ... مع كل صبح يجددني لشمسك حنين
لا قلت احــبك .. احبـــك كنها دندنه ... او كنها وردةٍ مابين اصابع جنـيــــن
يا اجمل الـناس لك بين الملا هيمنه ... كثير غيرك ولكن مين مثلك وويـــــن
ياعــاذلي خذ عيوني يمكـــن تثمنه ... تشوف عيبه وانا اشوفه ملاك حسين
امس افترقنا وانا احسب مرت اول سنه ... يا طولها ليلة الفرقا سنة للهزيم
أموت من فرقاك
أموت من فرقاك وأموت بلقاك *** وأموت من جورك وأموت بحنانك
كلٍ قضاه يمــوت مرّه .. و يفداك *** و أنا أموت ألفين مرّه عـشــانك
أذكرك .. لا مني نسيت إني نسيتك *** أنـسـاك .. لامني ذكرت نسيانك
رضيت أنا بالهم لرضاك مرضاك *** و ارخصت لك قلبٍ جرحته وصانك
أجيك في صدري عتاب .. وابجفاك *** وأرجع ألوم الوقت و أقول خانك
أحب فيك ..احساسي إني بلا ماك *** في عز خوفي منك أحس بأمانك
عجزت أفرق بين وصلك وفرقاك *** ياللي عطيت الناس بيدك عنانك
مر تجيني لين أقول إني إيـاك *** و مر تروح بعيد و انسى أوانك
أقبل و تقفي واعتذر عن خطاياك *** و أقول ما عييت .. عيا زمانك
وإن خانتك دنياك أو خنت دنياك *** إرجع و تلقابي .. مكانك،مكانك
منقول
المفضلات