يولد الإنسان بلا خبرة، ثم يبدأ في التأثر بمن حوله، فيأخذ عنهم عاداته وتقاليده، بذلك تنتقل العادات والتقاليد من جيل إلى آخر.
وتظهر العادات والتقاليد في الأفعال والأعمال التي يمارسها الأفراد، ويعتادونها، وتمثل برنامجًا يوميًّا أو دوريًّا لحياتهم.
والعادات هي ما اعتاده الناس، وكرروه في مناسبات عديدة ومختلفة. أما التقاليد فهي أن يأتي جيل، ويسير على نهج جيل سابق، ويقلده في أمور شتى.
ومع انتشار الإسلام في العديد من الدول بعاداتها وتقاليدها المتنوعة اتخذ المنهج الإسلامي في علاقته بالعادات والتقاليد صورًا ثلاثًا:
* الأولى: تأييد العادات التي تحث على مبادئ فاضلة وقيم سامية، مع تهذيبها وفق مبادئ الشريعة الخالدة، ومن ذلك: حق الجار، وإكرام الضيف، ومساعدة الفقراء، ونجدة المحتاج، ومساعدة الغريب.
* الثانية: تقويم العادات التي تقوم على وجهين؛ أحدهما سيئ، والآخر حسن، بالتأكيد على الحسن، والنهي عن السيئ وإصلاحه وفق الشرع الكريم.
* الثالثة: محاربة العادات والتقاليد الضالة والمضلة، التي تتعارض مع ما جاء به من قيم ومبادئ، والتي قد تؤدي إلى الخلل الاجتماعي واضطراب القيم وانتشار الفساد والرذيلة، وضياع الأمن والسكينة، ومن ذلك عادة وأد البنات؛ فقد قامت نظرة العرب إلى البنت على التشاؤم بها، والتحقير من شأنها.
فجاء القرآن مستنكرًا هذه العادة الشنيعة، وحاميًا للبنت من هذه الجريمة، فقال تعالى: {وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم. يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون} [النحل: 58-59]. وقال: ( (من كانت له أنثى، فلم يئدها، ولم يهنها، ولم يؤثر ولده عليها، أدخله الله الجنة) [أبو داود].
كذلك عانت الفتاة قبل الإسلام من إجبارها على الزواج دون رغبة منها، ودون اعتداد برأيها ؛ فأعَزَّها الإسلام، فقال (: (لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن) [مسلم]. كما عانت الفتاة قبل الإسلام كذلك من حرمانها من الميراث، فجاء الإسلام وجعل لها حقًّا في ميراث أبيها، قال تعالى: {للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبًا مفروضًا} [النساء: 7].
في عصرنا الحالي من العادات السيئة التي انتشرت بين الناس خاصة، ويكثر انتشارها بين النساء، ومن هذه العادات؛ التوسل إلى الله بالأموات والأولياء، والصراخ والعويل عند الوفاة، وكذلك بعض العادات السيئة كالذهاب إلى الكهان والعرافين واتباع ضلالاتهم، والتعلق بالتمائم والتعاويذ والأحجبة؛ ظنًّا أنها تجلب الخير وتطرد الشر، والمشاهرة أو الكبسة، وهي الاعتقاد بأن دخول رجل حالق الشعر أو يحمل لحمًا أو بلحًا أحمر وباذنجانًا أو ما شابه ذلك على النفساء سيؤدي إلى امتناع لبنها من النزول أو تأخرها في الحمل، وكذلك عادات سيئة، لا ترضي الله ورسوله، مثل: ارتداء الباروكة، والذهاب إلى الكوافير، وإطالة الأظافر واستخدام الأصباغ والألوان لتزيينها، وتقاليع الموضة في الأزياء، وقصات الشعر الغريبة ، والباس الضيّق والفاضح ، أضف الى ذلك التشبه بالرجال إلى غير ذلك.
موضوعي لا يتعلق بالمرأة فقط ولكن يشاركها الرجل وماذكرته مقدمة للدخول الى قضيتنا التي أطرحها عليكم هذا الاسبوع وهي قضية لا أعتقد بانها غريبة بل أنها أصبحت قريبة جداً منا .
أحبتي
التلميذ الولد أصبح لا يذهب لمدرسته الا وقد أستشور"كد" شعره ووضع عليه الجل وأخذ بيده الجوال وبيده الثانية الكرواسو وطلب من الخدامه حمل كتبه الى باب المدرسة .
وكذلك البنت تستيقض لتقوم بالميك أب والاستشوار والاحمر والاصفر وكأنها ذاهبه الى عش الزوجية .
الموظف الرجل خلع ردائه التراثي ففي الخليج حذفت الدشداشة والغترة والعقال واستبدلت بالبنطلون والقميص وفي بقية الدول العربية حذفت البدلة واستبدلت بالتي شيرت المزخرف والجينز
الضيق ، أضف الى ذلك شوية رتوش مصطنعة على الوجه والشعر واليدين .
وكذلك المرأة الموظفة ففي الخليج استبدلت العباءة الفضفاضة بعبائة ضيقة على الاكتاف واستبدل
الثوب بالبنطلون واستبدلت البوشية او الغطوة بالنقاب مع شوية كحل واصباغ على العين وبروز للقذلة " الشعر " من تحت الحجاب اما بقية الوطن العربي فأصبحت النساء بالجينز الضيق والقصير
" تحت الركبة " والتي شيرت الضيق أيضاً والذي يظهر جزأً من البطن وقصة الشعر التي تشبه قصة شعر وغيد دايرن حوله ولا ننسى العطورات الفرنسية الصارخة.
الشيبان الرجال أمثال ابو سلطان وراعي الوقيد وعبدالرحمن ويمكن مغترب ولا أستثني نفسي أستبدلنا القهوة والقدوع بالقهوة التركية او الفرنسية مع الكنافة النابلسية كما أستبدلنا تحمل مسئولياتنا في المنزل وغيره لنعتمد على السائق او المندوب ليقوم بها وأستبدلنا متعة الخروج الى البر والتسامر مع الاصدقاء بالقصص والروايات القديمة بالجلوس اما في البيت او التلاقي لنتحدث حول الزواج بثانية وثالثة دون ان نملك الشجاعة لفعل ذلك .
والعجز النساء امثال ريم شمر وايمان قويدر والريم واضيف لهم شموخ استبدلوا الغمل المنزلي بالخدم واستبدلوا حكايا تريترا وشاي الضحى بالنوم للظهر ثم البدء بالمسايير ليتحدثن عن فلانه
وعلانه ، وابو فلان تزوج ودير بالك يافلانه لا يتزوج عليك ابو فلان تراه مالهم امان .
عموماً احبتي تعلمون بان العادات والتقاليد التي جبلنا عليها وترعرعنا عليها اصبحت تضمحل وتكاد ان تنقرض ، والمصيبة عندما نتحدث عنها يكون الرد علينا باننا متاخرين ولا نواكب لحضارة.
ومحور قضيتنا :
هل فعلاً اننا متخلفون عن الحضارة ؟
وهل هذا مفهوم الحضارة عندنا ؟
وهل ستنقرض هذه العادات والتقاليد الى الابد ؟ وهل تستبدل بتقاليد وعادات غريبة كالتي نرى؟
هل نمسح ثقافتنا وأصالتنا لنتبع ثقافة الاخرين ؟
وهل نفقد هويتنا ليقال عنا بالمتحضرين ؟
هناك أسئلة كثيرة وكبيرة حول هذه القضية ، لا اريد أن نتقيد بها وسأترك المجال لكم للحوار حسب ما ترونه من وجهة نظركم .
دمتم بخير .
المفضلات