نخرت قضية المساواة عظامنا حتى صرنا نحلم بها بدل الطعام و الشراب
و صرنا نقول إن غداً لناظره لقريب ولعل وعسى أن نحقق المساواة
لكن كلما قرأنا مجلة أو صحيفة تطالعنا أخبار من هنا وهناك وأحياناً أخبار من العالم
وبما أن قراءة الصحف صار عادة أشبه بالتنفس
لابد أن نغرق لدقائق في زوايا قد تهمنا
هذا الصباح طالعت في صحيفة محلية النبأ التالي ..
بسبب تأخرها في إعداد الفطور قطع مهندس مصري أصابع زوجته بسكين.. ولحسن حظها استطاع الجيران انتشالها من يد الزوج وهو يحاول قتلها,وأمام المحكمة قال مدافعاً عن نفسه إن زوجته دأبت على عدم طاعة أوامره والكذب عليه.
هذا نموذج بسيط من أشكال العنف والعذاب الواقع على المرأة, حيث أكدت دراسة لمنظمة العمل الدولية أن العنف الجسدي والنفسي في أماكن العمل في العالم في ارتفاع مستمر, حيث وصل إلى حد الوباء في العديد من الدول الصناعية. وأشارت الدراسة إلى أن النساء والمهاجرين والأطفال في الدول النامية هم الفئات الأكثر عرضة للعنف في أماكن العمل الذي يعتبر مشكلة كبيرة في بعض الدول الأفريقية والآسيوية والعربية منها. ففي مصر مثلاً أصبح ضرب الزوجات أبرز أشكال العنف الواقع عليها كما أن القانون يحرمها من حقها في الطلاق مساواة بالرجل.
وحال الفلسطينيات ليس أفضل من المصريات - كما جاء في الدراسة - فالاحصائيات الكثيرة التي جمعت تسجل نسبة عالية من العنف الذي يرتكبه أفراد العائلة والشركاء ويزداد هذا العنف شدة في أوقات العنف السياسي.أما الأردنيات فيعانين نفس العنف داخل الأسر والعائلات ونفس ظلم القانون , إذ يسمح قانون العقوبات الأردني بتخفيف العقوبات المفروضة على الجناة الذين أقدموا على قتل النساء بحجة » الشرف «.
ولا تعاني المرأة العنف الواقع عليها داخل أسرتها فقط وإنما في أماكن العمل أيضاً مصوراً اضطهاد الذكور لها وغيرتهم من نجاحها فضلاً عن التحرش من قبل بعض المديرين أو حتى زملائها.
ولعل العنف ضد المرأة ليس محله الدول النامية أو العربية فقط وإنما تعانيه المرأة في دول أوروبا وأمريكا أيضاً, حيث أظهرت الدراسات أن الظاهرة موجودة في الولايات المتحدة بنسبة 90% ولعل بعضاً منها يرجع سببه إلى الشك. وفي النهاية يؤكد العلماء أن العنف يصيب المرأة بالاكتئاب ويحطم نفسيتها.. فكيف نربي أجيالاً صالحة إذا كنا نعاني من ضغوطات كثيرة..?!
و أخيراً و بعد هذا الخبر فهل نستطيع القول أن المساواة شعار مزعوم أو مدعوم
أضف تعليق ..
المفضلات