مكفرات الذنوبالعبد لا يخلو من معصية، فلا يسلم من هذا النقص أحد من بني آدم؛ لأنهم خطاؤون وخير الخطائين التوابون، وقد أشار الكتاب والسنة إلى جملة أعمال تجبر هذا النقص، وتكفر الذنوب، هي:
1- الإسلام: قال الله تعالى: {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير} [الأنفال: 38، 39]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أسلم العبد فحسن إسلامه كتب الله له كل حسنة كان أزلفها، ومحيت عنه كل سيئة كان أزلفها، ثم كان بعد ذلك القصاص: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنه» علقه البخاري، ووصله النسائي بسند صحيح.
2- اتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم-: قال الله تعالى: {قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم} [آل عمران: 31].
3- التوبة النصوح: قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم} [التحريم: 8].
قال -صلى الله عليه وسلم-: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له» أخرجه ابن ماجه وهو حسن.
4- السّماحة: قال تعالى: {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم} [النور: 22].
قال -صلى الله عليه وسلم-: «تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا: أعملت من خير شيئاً؟ قال: كنت آمر فتياني أن ينظروا المعسر، ويتجاوزا عن الموسر، قال الله سبحانه وتعالى: فتجاوزا عنه» أخرجه البخاري.
5- الإحسان بعد الإساءة: قال تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} [هود: 114].
قال -صلى الله عليه وسلم-: «اتق الله حيثما كنت، واتبع السئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» صحيح لغيره.
6- بذل السلام وحسن الكلام: قال -صلى الله عليه وسلم-: «إن من موجبات المغفرة بذل السلام، وحسن الكلام» أخرجه الخرائطي والقضاعي وهو صحيح.
7- المصافحة: قال -صلى الله عليه وسلم-: «ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا» أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد وهو صحيح.
8- الإحسان إلى الحيوان والرفق به: قال -صلى الله عليه وسلم-: «بينما رجل يمشي بطريق إذ اشتد عليه العطش فوجد بئراً فنزل فشرب وخرج فإذا ب*** يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل: لقد بلغ هذا ال*** من العطش مثل الذي بلغ فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه حتى رقى فسقى ال*** فشكر الله له فغفرة له» فقالوا: يا رسول الله، إن في البهائم لأجراً؟ فقال: «في كل ذات كبد رطبة أجراً» متفق عليه.
9- اجتناب الكبائر والموبقات: قال تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً} [النساء: 31].
10- المصائب: قال -صلى الله عليه وسلم-: «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه؛ فإن كان في دينه صلباً اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلى حسب دينه؛ فما يببرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه من خطيئة» أخرجه الترمذي وابن ماجه وهو صحيح.
11- الوضوء: قال -صلى الله عليه وسلم-: «من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره» أخرجه مسلم.
12- الآذان: قال -صلى الله عليه وسلم-: «إن المؤذن يغفر له مدى صوته كل رطب ويابس سمع صوته والشاهد عليه له خمس وعشرون درجة» أخرجه أحمد وابن حبان والبيهقي وهو صحيح لغيره.
13- الصلاة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمساً ما تقول ذلك تبقي من درنه؟» قالوا: لا يبقى من درنه شيئاً، قال: «فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا» متفق عليه.
14- السجود للواحد المعبود: قال -صلى الله عليه وسلم-: «يا أبا فاطمة أكثر من السجود فإنه ليس من مسلم يسجد لله سجدة إلا رفعه الله تبارك وتعالى بها درجة في الجنة وحط عنه بها خطيئة» أخرجه أحمد وابن سعد وغيرهم وهو صحيح.
المفضلات