العمائم السوداء وقلوب أصحاب الغتر البيضاء<<هذا كان مشروع العنوان
منذ حوالي ثلاث سنوات وبلاد الرافدين ترفدنا بأكبر مصادر الالآم والآمال لحاضر ومستقبل أمتنا !
سلسلة الأتراح والأحزان التي بدأت مع أول صاروخ أطلقته أمريكا عند غزو العراق مروراً بالتفاصيل كيوم سقوط عاصمة العالم الاسلامي لقرون ثم اجتياحات المدن الى قتل العلماء الى فضائح السجون والمعتقلات الى اقرار الدستور الذي سلخ العراق من محيطه العربي الى الفرز الطائفي الى محاولة اهانة العرب عبر محاكمة عنصرية هزيلة لأحد قادة دولهم دون أي مستند قانوني دولي الى حكم نفس المحكمة بالإعدام على هذا الرمز العربي .
يقابل هذه السلسلة من الأتراح سلسلة أخرى من الأفراح وحتى لو قلَّت عنها فهي قابلة للزيادة تبعا لمجريات الأحداث
أول ما بعث الارتياح في النفوس وحرك الامال هو موقف التحدي من القيادة ثم المقاومة البطولية كما حصل في (أم قصر) وأسر بعض الجنود واسقاط طائرة بسلاح بدائي (برنو منقاش
) ثم سرعة ظهور المقاومة (اليوم الثاني لسقوط بغداد الرشيد) ، بعدها صارت تأتي تباعاً أنباء المقاومة الباسلة كأسر جنود أمريكان وقتلهم بعد رفض شروط المقاومين ثم حادثة قتل جنود الاحتلال وتعليقهم على أسلاك الكهرباء في الفلوجة ، ثم أخيراً الأنباء المتواترة عن كثرة القتلى من جنود الاحتلال والذين بلغوا في الشهر الأخير أكثر من مائة حسب احصائية العدو نفسه التي لا تذكر بالعادة الى ما يقارب عشر العدد الحقيقي الى المواقف القوية والصادقة لرموز المقاومة كالرئيس الأسير ونائبة المجاهد عزة الدوري والشيخ حارث الضاري والخالصي والحسني وغيرهم من الرموز وأخيراً تصاريح المحتلين المتشائمة وتخبطهم وإقالة بعض رموزهم (رامسفيلد)
طبعاً الأحداث والمواقف المفرحة لنا كعرب ومسلمين تكون بالغالب محزنة ومؤلمة للمحتل والصهيونية التي ما فتأ قادة الاحتلال يصفون تواجدهم بالعراق لحمايتها وآخرهم الأحمق بوش ، وتكون محزنة كذلك ومؤلمة للصفويين الفرس..
فبالإجمال ما يفرحنا يسوء أصحاب العمائم السود (حاخامات اسرائيل وايران) وممثليهم على أرض العراق من جنود احتلال ومن مرتزقة صفويين ، وبنفس الوقت ما يحزننا يسرهم ويفرح قلوبهم!!
فنظرتنا وردة فعلنا واياهم على ما يجري تكون على قاعدة التناسب العكسي !!!
((ان فرحوا حزنا وان حزنوا فرحنا والعكس صحيح))
ولكن هناك فئة شاذة محسوبة على المجموع العربي رغم اختلاف همهم عن هم هذا المجموع
فاذا كان هم المجموع خروج المحتل فهم مهتمون بكيفية كسر المقاومة وتثبيت الاحتلال وعملاءه
فهم مخالفون بمواقفهم وممسوخين من عروبتهم ومتشككون باسلامهم وهم ممقوتون من محيطهم
هؤلاء هم أصحاب الغتر البيضاء والقلوب السوداء والأنفس الشوهاء والعقول الجوفاء المتناسبة مواقفهم تناسب طردي مع أصحاب العمائم السوداء (حاخامات فارس واسرائيل)
هؤلاء هم العدو الذي حذر منهم الله سبحانه وتعالى بقوله ((هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى يؤفكون))
والمفارقة المضحكة والمحزنة أن يتصدى بعض هؤلاء للحديث عن الأمة مبتدئين حديثهم بتهبيط الهمم وجلد الذات والمبالغة بتسويد الصورة وترديد نفس عبارات أعداء الأمة ثم يعرجون على التنظير بشعار مزوق ومفردات كبيرة وعبارات مطاطة ولكن مضمونه لا يخرج عن
((ليس للأمة حق بمقاومة عدوه وكل من يظهر المقاومة هو إما عميل وخائن أو تكفيري وارهابي))
والبطل هو من يدس رأسه بالرمل كالنعامة واذا أراد الاستئساد استأسد على بني قومه خدمة لأهداف المحتل وتثبيتاً لقواعده!!
فيا ترى هل يتراجع هؤلاء (أصحاب الغتر) عن مواقفهم المنبوذه ويعودوا لرشدهم ويرجعوا لمحيطهم قبل فوات الأوان لعلهم يحضوا بعفو المقاومة الشريفة قبل أن تتفرغ لهم بعد خروج الاحتلال الذي أصبح وشيكاً؟؟؟
تحياتي
المفضلات