المنقول بالتواتر أن آل الدندشي قحطانيين من الضياغم, حميريين من اليمن, وهذه الحقيقة راسخة رسوخ جبل احد في أذهان أبناء الدندشي ورفضوا كل أقوال النسابين في المملكة العربية السعودية التي لا تشير إلى هذه الحقيقة أو تناقضها .
نحن في بلاد الشام قبل الهجرتين المعروفتين لشمر , والموثق لدينا أكثر من خمسماية عام, في فرمان صادر عن السلطان عبد الحميد إلى حاكم مدينة حمص إسماعيل الدندشي.
ينتمي آل الدندشي كما ورد في شهادة الحسب المعطاة إلى الفحيليين في حوران, تأكيدا أن الفحيليين في حوران هم أبناء عمومتنا ومن آل الدندشي وورد في الوثيقة وعمرها تقريبا بحدود ثلاث ماية عام ونيف , تقول :
آل الدندشي في بغداد رحل منها الدغيمي إلى الموصل لأسباب لم تذكر , وكان سكناهم على هضبتين , يمر بينهما طريق الحري , ويتقضون رسوما المرور, ولدغيم ولدين فحيل وعبود رحلا إلى منطقة حوران والأردن. من أبناء عبود العزائم, الذي رحل إلى مدينة حمص مع أبنائه وحكموا المدينة منهم إسماعيل الدندشي وحيدر الدندشي وشخص ثالث لم يحضرني اسمه الآن,ففي عهد إسماعيل, بنيت دار الحكومة كما موثق على مدخلها وقد هدمت وبقيت لوحة المدخل في متحف حمص, أما الحاكمين الاثنين ذكرهم مؤرخ عاصرهم, وجد كتابه في كنيسة بحمص , واخذ منه مؤلف تاريخ حمص.
بموجب فرمان صادر عن السلطان عبد الحميد, صادر إلى حاكم حمص إسماعيل الدندشي, يطلب فيه حماية الطريق بين حمص وطرابلس من قطاع طرق وادي راو يل, لقاء إقطاعه قريتين في منطقة الشعراء قرب تلكلخ
أرسل إسماعيل, إلى قلعة حصن الأكراد إبراهيم الدندشي وحسن الدندشي وحمود الدندشي لهذه المهمة, فإبراهيم هو جد دنادشة سوريا ومقرهم تلكلخ , وحسن وحمود استقروا في مشتاهم, وسميت القريتين مشتى حمود ومشتى حسن وهما اليوم لبنانيتين وتبعدان عن تلكلخ عدة كيلوا مترات
ملكت الدنادشة الأراضي الواقعة بين حمص شرقا والبحر المتوسط غربا وجبال البنان جنوبا وجبال العلويين شمالا
وبقوا محافظين على هذه الأراضي حتى الستينات ,حيث مروا في ظروف قاسية صودرت بعض من املاكهم بموجب قانن الاصلاح الزراعي وعصى بالأرض وغلاتها مزارعوها, واضطروا للبيع بابخث الأثمان حتى فتح لهم الله أبواب السعودية والخليج وأخرجتهم من وضع عزيز يزل
رواية متناقلة بين أفراد العائلة , تقول : أن فرسان الدنادشة بينما كانوا في تجوالهم التقوا بفريقين يتقاتلا فتوقفوا يستجلون الموقف , وعندما صاح احد الفريقين الله اكبر, صاحوا هم الله اكبر وانضموا إلى ميمنة المسلمين وعدلوا في مسيرة المعركة فسموهم آل دندشي وتعني بالتركية ناصر الدين, وأنا أميل إلى أن هذه المعركة كانت مع صلاح الدين الأيوبي , ضد الصليبيين وأنا احقق في هذا الأمر , فقد اخبرني الدكتور محمد الفياض من أمريكا أن الدنادشة قاتلوا إلى جانب صلاح الدين , وكانوا يسمون آنذاك ضياغم, وصلاح الدين سماهم آل دندشي, بمعنى ناصر الدين ويبقى الشك قائم حتى يثبت بإحدى وسائط البحث العلمي .
لبا الدنادشة, نداء آلالرشيد, حين وفدوا اليهم الى تلكلخ, وحملوا تنكا مليئة بالذهب
حارب الدنادشة إبراهيم باشا ابن محمد علي والى مصر حين غزا سوريا , وأودعوا نساءهم وأموالهم وشيوخهم وأطفالهم عند آل المحلم من شيوخ عنزة , لعلاقات موغلة في الزمن , ومن أحفاده عضو مجلس الشعب السوري الشيخ عبد العزيز الملجم والعضو الشيخ عبد الكريم الملحم, وعندما أراد إبراهيم باشا الضغط على الدنادشة, قبض على ابن ملحم وفاوضه إما القتل أو تسليم إيداعات الدنادشة, وقتل هذا الرجل العظيم ولم يسلم الأمانة
استقبل آل الدنادشة الشريف حسين استقبال الابن, لذلك كان الملك فيصل يناديهم غمامي, واعتمد عليهم وقادهم معه مرتين إلى فرنسا إحداهم, صحبوا معهم خيولهم لتقديم عرض في باريس لما تمتعوا به من فروسية, وكان هناك ضابط ارتباط بين الملك فيصل والدنادشة للتنسيق معهم للثورة , وقبل سفره إلى باريس اتفق مع الدنادشة على انه إذا تبين له سوء نية من الفرنسيين يرسل برقية " أطلقوا عنان المهور الحمر" إيذانا بالثورة , وتلكأ الإنكليز في الطريق حتى انتهى مؤتمر الصلح, ورفض الفرنسيين استقباله, فأرسل برقيته واندلعت الثورة المعروفة باسم ثورة الدنادشة وأسرع الفرنسسن باستقباله والتفاوض معه
كان الدنادشة يلعبون دورا مميزا في الحياة السياسية بعد الاستقلال حيث كان يتزعم الدور الوطني بدمشق الدكتور عبد الرزاق الدندشي مؤسس عصبة العمل القومي ولكنه مات أو قتل عنما كان برفقة فارس ألخوري, وأذنت له جوامع دمشق برمتها, وحضرت تأبينه وفود من الأردن والعراق, وتراجع تأثيرهم السياسي بعد أن حسم الصراع في سوريا لصالح السعودية ومصر وانحسر التيار الهاشمي
اليوم محيدين عن العمل السياسي , نعيش على العلم وعلى الهجرة إلى السعودية ودول الخليج, على أمل أن تعاد إلينا ما تبقى من املاكانا المصادرة والمعصى بها بدون حق
ويبدوا أن عزائم ابن عبود ابن الدغيمي, الذي جاء إلى سوريا شخصية معروفة ولها حضور متميز بين القبائل العربية وفي الحياة الاجتماعية بدليل انه لم تأتي معه قبيلته سواء من الضياغم أو من شمر وإبراهيم جد دنادشة سوريا أو حمود وحسن جدي دنادشة لبنان , لم يتواجد الآن بينهم ضياغم أو شمر إلا انه لم يزل لهذه العائلة حضور سياسي واجتماعي واحترام متميز في المنطقة الشامية بصورة عامة وعند القبائل العربية بكل أطيافها بصورة خاصة , تشتهر آل الدندشي بالكرم والنخوة والشهامة وإغاثة الملهوف, ولها سمعة جيدة حتى عند أعداءها, وبحضارة ورقي متميز
وللحديث بقية.
3/9/2006 اسامه الدندشي
المفضلات